قبل اندلاع الثورة السورية، لم يكن سلاح الجو السوري يعتبر عنصرًا مهمًا في الجيش السوري، مجرد طائرات تعاني الشيخوخة من عصر الاتحاد السوفيتي ولم يكن يُنظر إليها على أنها لاعب أساسي في المشهد العسكري في المنطقة، إلا أن اللعبة تغيرت، ليساهم سلاح الجو السوري في قمع الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد منذ مارس 2011، ليقصف المدنيين في المناطق التي تشهد احتجاجًا في شكل من أشكال العقاب الجماعي، ويحد من تقدم المجموعات المقاتلة للسيطرة على المدن.
ومع اشتداد المواجهات مع المجموعات السورية المعارضة المقاتلة ودخول جيش النظام السوري في حرب استنزاف إلى جانب الميلشيات الشيعية وقوات حزب المقاتلة إلى جانبه، بدا سلاح الجو كعنصر رئيسي في المعركة وفي ترجيح الكفة لصالحه؛ الأمر الذي تسبب في خسارة كثير من الأرواح في المنطقة التي يسيطر على الثوار، ولم تسلم أي منطقة من ضربات هذا السلاح.
وخلال السنوات الماضية من الصراع، أثبت سلاح الجو السوري سرعة استجابة في دعم القوات البرية سواء في العمليات الهجومية أو الدفاعية، ومرونة في الأداء في العمليات الإستراتيجية في جميع ساحات المعارك المعقدة: في المدن والريف والمناطق الجبلية والصحراوية، وإن لم تكن عمليات سلاح الجو دقيقة إلا أنها كانت مؤثرة.
ومع الخسارات المتتالية التي مني بها سلاح الجو السوري، أثار مرونة فائقة للدهشة بعد أن فقد 5 من 25 قاعدة جوية، و7 أو 8 أخرى تحت الحصار أو الهجوم المتكرر، ومع بدء الحرب كان لديها أكثر من 500 طائرة بمختلف أنواعها: L39, MiG21, MiG23, MiG29, Su29, Su22, Su24 للمهمات الهجومية، وMi-8/17, Mi24 لإلقاء البراميل المتفجرة وغيرها من المهام.
وعلى الرغم من خسائره الكبيرة الصعبة على التقدير، إلا أن مصادر المعارضة السورية تشير إلى تدمير أكثر من 200 طائرة مقاتلة، إلى جانب عدد كبير من الطيارين ممن قتلوا أو أُصيبوا أو أُلقي القبض عليهم أو انشقوا؛ الأمر الذي يشير إلى الاستنزاف الكبير الذي تعرض له سلاح الجو السوري.
وعلى الرغم من هذه الخسائر، مازال سلاج الجو السوري ينفذ 50 طلعة جوية يومية على الأقل، روسيا وإيران قدمتا مساعدات جدية للحفاظ على سلاح الجو السوري حيويًا قدر الإمكان، بما في ذلك قطع الغيار والصيانة والتطوير
النظام السوري كان يستخدم سلاح الجو ضد المدنيين بهدف إخضاع المتظاهرين لحكمه، خاصة أولئك الذين ظنوا أنهم خرجوا عن حكمه في المناطق التي سيطرت عليها الكتائب المقاتلة، كان يأمل بتكثيف ضرباته الجوية لكسر تأييدهم للثورة جسديًا وعقليًا.
ومارس سلاح الجو السوري العديد من العمليات القتالية لدعم أهدافه جاءت ضمن الأشكال التالية:
- قصف مناطق المدنيين، بما في ذلك المنازل، النقاط الطبية، مصادر المياه، المخابز، المحاصيل والثروة الحيوانية.
- دعم عمليات الحصار على المناطق التي يسطير عليها الثوار بهدف إعادة سيطرة النظام على تلك المناطق.
- ضرب الأهداف العسكرية التي تتضمن مقار الكتائب المعارضة المقاتلة.
- مساندة القوات البرية للنظام السوري.
- تكثيف الضربات على المناطق التي تخضع لسيطرة الكتائب المقاتلة.
- التموين الجوي للمناطق المعزولة والمحاصرة وإجلاء القوات (خاصة الضباط، لاسيما العلويين السوريين والإيرانيين).
الاتحاد الأوروبي يحظر وقود الطائرات عن سوريا
وفي خبر غريب من نوعه، أعلنت حكومات الاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة حظر تصدير وقود الطائرات إلى سوريا اعتبارًا من يوم الأحد، وذلك انطلاقًا من أنها تُستخدم في الهجمات ضد المدنيين في سوريا، الحظر يشمل تمويل وتأمين الصادرات المتعلقة بوقود الطائرات إلى سوريا
وكان وزراء الاتحاد الأوروبي قد وافقوا في أكتوبر الماضي على حظر مبيعات وقود الطائرات إلى سوريا، إلا أنه دخل حيز التنفيذ اليوم.
يأتي هذا الخبر بعد مقتل أكثر من 200 ألف سوريًا معظمهم بقصف الطيران السوري خلال أكثر من 3 سنوات ونصف السنة من الثورة، تبرع خلالها الاتحاد الأوروبي على المدنيين بالكلام على أن الأسد عليه الرحيل ضمن ما يسمى “أصدقاء سوريا”، ثم باعوا الأسد وقود طائراته التي تستخدم ضد المدنيين ضمن “المصلحة الاقتصادية”.
المصادر: معهد واشنطن + وكالات + نون بوست