في يوليو/تموز 2015، تعرضت مراهقة إسرائيلية تبلغ من العمر 16 عامًا للطعن حتى الموت على يد الإسرائيلي اليميني المتطرف يشاي شليسل خلال موكب الفخر عام 2015 بعد ثلاثة أسابيع فقط من إطلاق سراحه من السجن، بعدما قضى عقوبة السجن ثماني سنوات لطعنه ثلاثة أشخاص في موكب مماثل بالقدس عام 2005.
في العام التالي، بعد إدانته والحكم عليه بالسجن المؤبد، بدأ يشاي بتلقي تبرعات وأموال من منظمة تدعم اليمينيين المدانين بارتكاب جرائم كراهية، فما قصة هذه المنظمة؟ وكيف تجمع أموالها؟ وكيف تشجع على انتشار جرائم الكراهية ضد الفلسطينيين؟
من يقف وراء “رفاهية المجرمين”؟
المنظمة التي تُدعى “بشلوم أسيرايش”، ويُترجم اسمها من العبرية إلى “رفاهية سجنائك”، أسسها في الغالب مجموعة من الإسرائيليين بالمستوطنات المتشددة في الضفة الغربية عام 2020 كمنظمة غير ربحية، لكنها تجمع الأموال فعليًا منذ عام 2018 تحت اسم “كلنا مع أسرى صهيون”.
أحد المؤسسين البارزين هو شانامل دورفمان الذي قدم قبل عامين طلبًا لتسجيل “شلوم أسيرايش” كمنظمة غير حكومية في “إسرائيل”، وهو مُدرج في استمارة ترخيص المنظمة كمستشار قانوني في موقع “غايدستار5” وهو موقع التسجيل الرسمي غير الربحي، ومع ذلك، نفى دورفمان أنه كان المستشار القانوني للمنظمة، وقال لصحيفة “يسرائيل هيوم” إنه كان يتصرف ببساطة كمحامٍ، وإنه “إذا علم أن هذا هو ما تفعله هذه المنظمة، فلن يسجلها”.
المحامي البالغ من العمر 29 عامًا، الذي أكمل تدريبه المهني في مكتب بن غفير للمحاماة، كان يعمل سابقًا مستشارًا قانونيًا لحزب “عوتسما يهوديت” أو “القوة اليهودية” اليميني المتطرف، ويقيم في ييشوف هداعات – بؤرة استيطانية غير شرعية في الضفة الغربية بالقرب من شيلوه شمال القدس -، وهو متزوج من ابنة بنزي بنتزي غوبشتاين، رئيس منظمة “لاهافا” الاستيطانية اليهودية المتطرفة.
وبحسب ما ورد، كان دورفمان هدفًا سابقًا لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، وعندما كان شابًا، تلقى أمرًا تقييدًا من الضفة الغربية لضلوعه في أعمال شغب تتعلق بإخلاء المواقع الاستيطانية غير القانونية، وفي عام 2021، ادعى أنه عُزل إداريًا “دون أي دليل إثبات ولا محاكمة”.
يرتبط الناشط الاستيطاني الإسرائيلي دورفمان بوزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني إيتمار بن غفير، وكان جزءًا من فريق المفاوضات في “عوتسما يهوديت”، وساعد في الوصول إلى اتفاق مع حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو للانضمام إلى الائتلاف الحاكم، وحصل بن غفير بموجب هذا الاتفاق على حقيبة وزارة الأمن الداخلي في الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ “إسرائيل”.
وذكرت صحيفة “هآرتس” في تقرير لها أن دورفمان من المقرر أن يصبح مدير مكتب بن غفير، وبحسب التقرير، كشف رئيس حزب “عوتسما يهوديت” – الذي تفاخر بالاستفادة من خدمات دورفمان – أنه ينوي عرض الوظيفة الشاغرة عليه.
تقول صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إن دورفمان الذي أشار إليه بن غفير باعتباره “الذراع اليمنى” في خطاب الشكر الذي ألقاه بعد فوز حزبه بـ14 مقعدًا في انتخابات الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، ساعد على “تأسيس منظمة تمول الإرهابيين اليهود” الذين أدينوا بأعمال متطرفة وجرائم كراهية، وهم الآن في السجن.
اكتسب الوزير المثير للجدل بن غفير الاهتمام لأول مرة عندما أجرى مقابلة إعلامية بعدما تمكَّن من سرقة الشعار من سيارة رئيس الوزراء حينها إسحاق رابين، وقال قبل أسابيع من اغتيال رابين عام 1995: “وصلنا إلى سيارته وسنصل إليه أيضًا”.
كان بن غفير أحد أتباع الحاخام مائير كاهانا مؤسس حزب “كاخ” اليميني المتطرف، الذي حُظر ومُنع من دخول الكنيست عام 1988، وأدرجته الولايات المتحدة في قائمة المنظمات الإرهابية، بسبب مواقفه المعادية للعرب.
خمسة على الأقل من مؤسسي المجموعة السبع أنفسهم لهم تاريخهم الخاص مع تحقيقات الشرطة في الجرائم ذات الدوافع السياسية أو المتطرفة ضد الفلسطينيين
يعني ذلك أن الناشط المستوطن البارز دورفمان يشترك مع بن غفير في الانتماء إلى فصيل اليمين المتطرف، وتأثر بمواقف الوزير الجديد الذي جمع سجلاً إجراميًا لفترة طويلة، وأُدين بثماني تهم على الأقل، بما في ذلك التحريض على العنصرية ودعم منظمة إرهابية.
في الماضي، وصف دورفمان الشرطة الإسرائيلية بـ”معاداة السامية” و”المافيا”، وزعم في تغريدة يعود تاريخها إلى أكتوبر/تشرين الأول 2021، أن الشرطة الإسرائيلية هي “أكثر الأجهزة الأمنية معاداة للسامية في العالم”، ردًا على تصريحات قائد شرطة حرس الحدود الذي هاجمه إسرائيليون في مستوطنة يتسهار بالضفة الغربية، وفي تغريدات أخرى يعود تاريخها إلى 2019-2021، وصف دورفمان الشرطة بأنها “عنيفة ومخزية وعنصرية وفاسدة”.
بالنسبة للمؤسسين الآخرين للمنظمة، فإن خمسة على الأقل من مؤسسي المجموعة السبع أنفسهم لهم تاريخهم الخاص مع تحقيقات الشرطة في الجرائم ذات الدوافع السياسية أو المتطرفة ضد الفلسطينيين، وقُبض بالفعل على البعض ووجهت إليهم اتهامات مختلفة بحسب تحقيق مشترك لوكالة “أسوشيتد برس” ومنصة التحقيق الإسرائيلية “شومريم”.
أحد المؤسسين هو المستوطن موشيه أورباخ، من سكان مستوطنة يتسهار المتشددة بالضفة الغربية، الذي واجه عدة إدانات جنائية وتحقيقات للشرطة في الماضي بتهمة التحريض على الفتنة وجرائم أخرى.
في عام 2016، حُكم عليه بالسجن لمدة عامين بعد كتابة وثيقة أسماها “مملكة الشر”، ودعا فيها إلى العنف والإرهاب ضد أتباع الديانة غير اليهودية، وتقدم تعليمات مفصلة لتنظيم الخلايا الإرهابية وإضرام النار في المنازل المساجد والكنائس ومنازل الفلسطينيين.
أيضًا على قائمة المؤسسين، إليشا يارد، الذي عُيِّن ليصبح المتحدث باسم عضو الكنيست الجديدة ليمور سون هار مليك، المنتمية إلى حزب بن غفير، التي وصفت ما حصل في بلدة حوارة من انتهاكات بحق الفلسطينيين بحماية جيش الاحتلال ونواب بن غفير، في فبراير/شباط الماضي، بأنها “حملة كاذبة وحقيرة”.
يقول يارد لوسائل الإعلام اليمينية: “بعد سنوات من العمل في العلاقات العامة من “المكتب” على قمم التلال أو من المراعي مع الأغنام عبر الهاتف المحمول، سيتعين علينا التعود على العمل في قاعات الكنيست، آمل ألا أفشل كثيرًا”.
لطالما اعتبر يارد المتحدث باسم “فتية التلال” أو “شبيبة التلال”، المستوطنين اليهود القوميين المتطرفين الذين يؤمنون بسيادتهم المطلقة على فلسطين، ويبنون بؤرًا استيطانية غير قانونية في الضفة الغربية المحتلة، ويعيش يارد في بؤرة رمات ميغرون الاستيطانية غير القانونية في شمال الضفة الغربية، التي أعلنها جيش الاحتلال الإسرائيلي منطقة عسكرية مغلقة، وغالبًا ما يشارك في تنفيذ هجمات ضد الفلسطينيين.
وكان الشاب البالغ من العمر 22 عامًا قد اعتقل في أغسطس/آب 2022 بتهمة نهب مستودع في قرية فلسطينية مجاورة، وورد في التهم الموجهة إليه أن الاقتحام كان بـ”دوافع قومية”، وسرعان ما أُطلق سراحه تحت أكثر من سبب وادعاء، وأمر قاضٍ بوضعه تحت الإقامة الجبرية مؤقتًا، لكن القضية المرفوعة ضده ما زالت جارية.
الدور المشبوه للمنظمة
تتمثل مهمة المنظمة في إعادة تأهيل السجناء المسجونين والحفاظ على الحقوق الفردية في السجن، وتقول على موقعها الإلكتروني إنها تساعد أيضًا على توفير الضروريات كل شهر للعائلات التي لم يعد عائلها في المنزل بسبب وجوده في السجن، كما تنظم رحلات إلى قبور اليهود الصالحين للصلاة من أجلهم، وتتحمل تكاليف رحلات إلى محاكماتهم لتقديم الدعم العاطفي.
شوهد أحد الأمثلة على هذا الدعم في أكتوبر/تشرين الأول 2022، عشية رأس السنة اليهودية الجديدة، عندما شارك حساب المنظمة على تويتر صورة للنبيذ والوجبات الخفيفة التي أرسلتها إلى عائلات السجناء اليهود المتطرفين المدانين، إلى جانب خطاب تشجيع وصفت فيه المتهمين بارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين بـ”الأبطال المحبوبين”.
ويبدو أن بعض العائلات تقدِّر هذه المساعدة – التي تقول إنها تأتي في الأوقات الصعبة – بشكل كبير، كما تقول عائلة عميرام بن أوليئل، في رسالة مكتوبة بخط اليد نُشرت على صفحة المنظمة على فيسبوك: “ليس لديكم فكرة عن مدى مساعدتكم لنا”.
بالإضافة إلى ذلك، فإن “شلوم أسيرايش” تسجل أيضًا حضورًا نشطًا على وسائل التواصل الاجتماعي، وتنشر بانتظام عن اليهود الذين اعتقلتهم سلطات إنفاذ القانون الإسرائيلية ومشاركات تتعلق ببن غفير من بين أمور أخرى.
على سبيل المثال، في منشور على حساب المنظمة على فيسبوك عام 2019، جاء فيه أنه “تكريمًا لعيد الفصح القادم تقوم المنظمة بتحصيل رسوم عيد الفصح لعائلات المحتجزين والمعتقلين حتى يتمكنوا من الاحتفال بعيد الفصح بأدنى حد ممكن”.
تشير نظرة على موقع المنظمة على الإنترنت حاليًا إلى أنهم يستعدون لعيد الفصح اليهودي، الذي يبدأ من 15 أبريل/نيسان حسب التقويم اليهودي، ويمتد لـ7 أيام يُمنع العمل في أولها وآخرها، ويذكر النص المكتوب باللغتين العبرية والإنجليزية بـ”العديد من اليهود الذين يقبعون في السجن ولا يحصلون على حريتهم”، وأهمية التبرع للمنظمة لمساعدة “اليهود المدانين بعد أن أصبحوا داخل جدران السجن” بحسب وصفها.
أموال في خدمة اليمين المتطرف
لطالما سعت المنظمات الإسرائيلية غير الربحية إلى الحصول على تمويل من الخارج، وكانت الولايات المتحدة مصدرًا رئيسيًا لها، وخلال العامين الماضيين، وسَّعت المنظمة أنشطة المتبرعين لتشمل متبرعين من الولايات المتحدة، لكن لا يُعرف حجم الأموال المعفاة من الضرائب التي تُجمع في الولايات المتحدة.
في الواقع، يشير أحد التقديرات التي نشرتها مستشارة للمنظمات غير الربحية في “إسرائيل” نوجا زيفان إلى أن المنظمات اليهودية الأمريكية تبرعت بملياري دولار لمنظمات إسرائيلية غير ربحية من 2018 إلى 2020، ويشير هذا إلى أن اليمين المتطرف في “إسرائيل” يكتسب موطئ قدم جديد في الولايات المتحدة.
تتفاخر “شلوم أسيرايش” أنها جمعت 43 ألف دولار عام 2021 من متبرعين داخل “إسرائيل”، وصُرفت لمساعدة عدد من المدانين في جرائم عنف وكراهية
بحسب وصف منصة التحقيق الإسرائيلية “شومريم”، يثير منح الأموال لمجموعة تساعد المتطرفين أسئلة قانونية وأخلاقية، ويأتي على خلفية حكومة يمينية متطرفة جديدة في “إسرائيل” بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حيث اكتسب القوميون المتطرفون والمشرعون المتطرفون قوة غير مسبوقة.
ومع ذلك، لا تزال “شلوم أسيرايش” متميزة بعض الشيء، هذا لأنها، وفقًا لمسؤول وكالة الأمن الإسرائيلية السابق دفير كاريف، جماعة متطرفة، واليهود المتطرفون، حتى الجماعات اليمينية، عادة يتطلعون إلى الولايات المتحدة للحصول على الأموال، حسبما أفادت وكالة “أسوشيتد برس“.
ومع ذلك، لم تكن “شلوم أسيراتش” أول جماعة يهودية متطرفة في “إسرائيل” تفعل ذلك، ويبدو أنها حذت حذو جماعات إسرائيلية يمينية متطرفة أخرى، فقد سبقتها منظمة “كاخ” الإسرائيلية اليمينية المتطرفة المعادية للعرب التي ينتمي إليها الحاخام مائير كاهانا، الذي كانت آراؤه اليمينية المتطرفة واضحة للغاية، حيث دعا إلى ضم الضفة الغربية وقصر الديمقراطية في “إسرائيل” على اليهود فقط وتأييد الهجرة الجماعية والفصل بين الأحياء اليهودية والعربية وحظر العلاقات بين اليهود وغير اليهود ودعم العنف ضد أعداء اليهود.
واجه كاهانا اتهامات جنائية في كل من الولايات المتحدة و”إسرائيل” بسبب أفعاله وآرائه، بعد إدانته في نيويورك بتهمة التآمر لصنع متفجرات، وفي “إسرائيل” بالتخطيط لتفجير السفارة الليبية في بلجيكا، واُعتقل في “إسرائيل” أكثر من 60 مرة، وخلال إحدى فترات السجن هذه كتب كتابه “يجب أن يرحلوا”، رغم ذلك، كانت “كاخ” بارعة في جمع الأموال هناك منذ عقود.
لكن الفضل في مساعدة “شلوم أسيراتش” في جمع الأموال بالولايات المتحدة يعود إلى “World of Tzedaka“، وهي منظمة غير ربحية مقرها نيوجيرسي تهدف إلى مساعدة أي شخص أو منظمة في جمع الأموال لقضيتهم المحددة.
ويحق للمانحين الأمريكيين اقتطاع جزء من مساهمتهم من مدفوعات ضريبة الدخل، وهذا يعني أن الحكومة الأمريكية تدعم هذه المساهمات بشكل غير مباشر، حيث يمكنهم الدخول إلى موقع “شلوم أسيراتش” والنقر على رابط ينقلهم إلى صفحة التبرع التي تستضيفها World of Tzedaka، ويمكن لهؤلاء أيضًا التبرع مباشرةً من موقع World of Tzedaka.
على الرغم من أنها تتقاضى 28 دولارًا شهريًا ورسوم بنسبة 3% لتحويل الأموال إلى البنوك الإسرائيلية، بالإضافة إلى ذلك، سيجد أي شخص يحول الأموال عبر هذه المنظمة أن هذه التبرعات كلها معفاة من الضرائب.
جرائم مدفوعة الثمن
نظرًا لأن المنظمة غير الربحية جديدة نسبيًا، فإن التسجيل الرسمي لها في سجل المنظمات غير الربحية يوفر القليل من البيانات ولا يشير إلى مقدار الأموال التي جمعتها في الداخل لخدمة أهدافها، لكن في منشوراتها الترويجية أشارت إلى أنها جمعت 150 ألف شيكل.
وتتفاخر “شلوم أسيرايش” أنها جمعت هذا المبلغ المقدر بـ43 ألف دولار عام 2021 من متبرعين داخل “إسرائيل”، وأُنفقت هذه الأموال لمساعدة عدد من المدانين في جرائم عنف وكراهية، بحسب ما كشفه الصحفي يوسي إيلي في “القناة 13” الإسرائيية.
من بين السجناء اليهود الذين أدينوا ببعض من أخطر الجرائم في العقود الأخيرة ضد اليهود والفلسطينيين:
– إيجال عامير المُدان باغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين خلال تجمع مؤيد لاتفاق أوسلو في تل أبيب عام 1995.
أطلق النار على رابين ثلاث مرات، وأصابه مرتين في أثناء دخوله سيارته، وحُكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة القتل هذه، وحُكم عليه لاحقًا بالسجن ثماني سنوات إضافية لإصابته حارس رابين الشخصي برصاصته الثالثة، لكن بن غفير واصل حملته من أجل إطلاق سراح عامير، وفي الحملات الانتخابية السابقة، تعهد بالحصول على عفو عنه إذا اُنتخب.
– يوسف حاييم بن دافيد الذي شارك في قتل الشاب الفلسطيني محمد أبو خضير، (16عامًا) الذي اختُطف وقُتل في القدس الشرقية في 1 يوليو/تموز 2014، على يد ثلاثة مهاجمين (بن دافيد وابني أخيه اللذين لم يتم الكشف عن أسميهما لأنهما كانا قاصرين في ذلك الوقت)، وكشف تشريح الجثة أن أبو خضير تعرض للضرب ثم الحرق حيًا في غابة خارج القدس.
في فبراير/شباط 2018، رفضت المحكمة العليا الاستئناف، وأيدت إدانتهم وأحكام السجن الصادرة بحقهم (عقوبة السجن مدى الحياة لاثنين من القتلة والسجن لمدة 21 عامًا للثالث) بسبب الهجوم المروع، الذي كان جزءًا من دوامة العنف قبل الحرب على غزة 2014.
– عميرام بن أوليئيل الذي أُدين بقتل ريهام وسعد داوبشة مع رضيعهما علي البالغ من العمر عامًا واحدًا عندما ألقى قنابل حارقة على منزلهم في قرية دوما الفلسطينية عام 2015.
استأنف بن أوليئيل الحكم الصادر ضده بالسجن المؤبد بعد ادعائه أنه تعرض للتعذيب حتى يعترف أمام محكمة العدل العليا، التي رفضت التماسه في سبتمبر/أيلول، وأثار رفض المحكمة ردود فعل فورية من بن غفير وعضو الكنيست عن الصهاينة المتدينين سمشا روثمان اللذين وصفا القرار بالـ”متحيز”.
– جاك تيتل الذي لقب بـ”الإرهابي اليهودي”، قتل سائق سيارة أجرة فلسطيني في القدس الشرقية وراعي غنم فلسطيني بالقرب من مستوطنة الكرمل في الضفة الغربية جنوب الخليل، وارتكب جرائم عنف أخرى بين عامي 1997 و2008.
وفقًا للائحة الاتهام، حاول تيتل قتل أميل أورتيز، وهو يهودي مسياني يبلغ من العمر 15 عامًا من أريئيل، وتشمل التهم الأخرى زرع متفجرات محلية الصنع في سبتمبر/أيلول 2008 بمنزل الباحث اليساري من الجامعة العبرية في القدس زئيف ستيرنهيل، كما حاول قتل أحد سكان دير بيت جمال بالقرب من بيت شيمش لأنه كان يعتقد أن الرهبان هناك كانوا مبشرين يحاولون التأثير على الأطفال اليهود.
وقضت محكمة القدس الجزئية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 بسجن تيتل مدى الحياة و30 سنة إضافية بتهمة قتل الفلسطينيَّين ومجموعة متنوعة من جرائم الكراهية الأخرى التي تستهدف اليساريين واليهود المسيحيين، وقبل إصدار الحكم مباشرة، قال تيتل إنه لا يشعر بأي ندم وأنه فخور بما فعله.
– من بين متلقى التبرعات أيضًا المتطرف اليهودي يشاي شليسيل الذي ينتمي إلى طائفة اليهود الأرثوذكس “الحريديم” المتزمتين دينيًا، الذي طعن شيرا بانكي حتى الموت، ويتهم والدها المنظمة التي أنشأها مساعد بن غفير، بتلويث شوارع إسرائيل بـ”أجواء عنيفة”، ويقول إن نشاط المنظمة “يعزز فقط الحاجة إلى استمرار نشاط طريق شيرا بانكي”، وهي مجموعة تأسست باسم ابنته وتروج للاعتدال والتسامح في “إسرائيل”.
في محاولة لتتبع مسار التمويل أو التبرعات التي تحصل عليها المنظمة، تظاهرت “القناة 13 الإسرائيلية” بالاهتمام بالتبرع للمنظمة، وأجرت اتصالًا بمندوب “شلوم أسيرايش” الذي أوضح أن الأموال الممنوحة للمجموعة لا يمكن أن تذهب إلى متطرفين يهود معينين ما لم يحددها المانح، وقال: “إذا أخبرنا شخص ما أنه يريدنا تحديدًا أن نتبرع لإيجال عامير أو شليسل، فإننا نفعل ذلك، في كثير من الأحيان، يعطيني شخص ما المال ويقول: هذا من أجل يشاي شليسل”.
أثار هذا الكشف غضب دورفمان، الذي قال إن القناة التي ادعت زورًا أنه يقدم أموالًا للسجناء، تعرض حقائق لا علاقة لها بالواقع، وهدد بمقاضاتها في المحاكم، في حين انتقد حزب “عوتسما يهوديت” القناة لعدم إجراء عروض مماثلة تستهدف المشرعين على الجانب الآخر من الطيف السياسي الذين وظفوا مساعدين مثيرين للجدل.