ترجمة حفصة جودة
وجد باحثون برنامج تجسس إسرائيلي الصنع شبيهًا لبرنامج “بيغاسوس” المثير للجدل، يُستخدم لاستهداف الصحفيين والمعارضين السياسيين في 10 دول على الأقل حول العالم.
قال باحثون في الأمن السيبراني من مختبر “Citizen Lab” بجامعة تورنتو، إن الشركة الإسرائيلية غير المعروفة “QuaDream” التي تسوق لبرنامج التجسس تحت اسم “Reign”، أسسها مسؤول سابق في الجيش الإسرائيلي وعدد من المخضرمين في مجموعة “NSO” التي أسست “بيغاسوس”.
وفقًا للباحثين فإن شركة “QuaDream” تفضل البقاء بعيدًا عن الشهرة وتتجنب الأضواء، على عكس منافسها الإسرائيلي مجموعة “NSO”.
وعلى عكس مجموعة “NSO” التي حظرتها الولايات المتحدة عام 2021 بسبب علاقتها ببرامج مراقبة غير قانونية، فإن “QuaDream” نجحت في الهرب من التدقيق والفحص حتى الآن.
وفقًا لكتيب الشركة الذي كشف عنه مختبر “Citizen Lab” فإن إمكانات المجموعة المميزة لـ”Reign” تتضمن تسجيل المكالمات الفوري وتفعيل الكاميراتين الأمامية والخلفية وتفعيل الميكروفون.
باعت شركة “QuaDream” منتجاتها لعدد من الحكومات من بينهم الإمارات والسعودية والمكسيك وغانا، وقدمت خدماتها لإندونيسيا والمغرب.
كانت الهجمات مرتبطة بدعوات التقويم، وتعمل دون أي تدخل أو تفاعل مع المستخدم، ما يعني أنها هجمة صفرية
وكجزء من إستراتيجيتها لتجنب المأزق الذي وقعت فيه مجموعة “NSO”، تعمل “QuaDream” بأقل قدر من الحضور العام، ما يعني أنها لا تملك موقعًا إلكترونيًا ولا تغطية إعلامية ولا حضورًا على وسائل التواصل الاجتماعي.
تمكنت الهجمات التي أطلقتها الشركة من اختراق هواتف تعمل بنظام “iOS 14” وهو أحد أنظمة تشغيل هواتف آيفون، بين عامي 2020 و2021.
كانت الهجمات مرتبطة بدعوات التقويم وتعمل دون أي تدخل أو تفاعل مع المستخدم، ما يعني أنها هجمة صفرية، يقول المختبر: “تمتلك الشركة جذورًا مشتركة مع مجموعة “NSO”، بالإضافة إلى شركات أخرى في صناعة التجسس التجاري الإسرائيلية، وأجهزة المخابرات التابعة للحكومة الإسرائيلية”.
قال تقرير رويترز العام الماضي إن “NSO” و”Reign” استغلتا في لحظة ما نفس الخطأ الموجود في نظام “iOS” لاختراق الأجهزة.
تزايد المشكلات القانونية
واجهت “إسرائيل” انتقادات متكررة وضغوطًا دبلوماسيةً بشأن برامج التجسس والأسلحة السيبرانية الأخرى التي تطورها البلاد، في الشهر الماضي قال البيت الأبيض إن الحكومات استخدمت “بيغاسوس” لتسهيل القمع وتمكين انتهاكات حقوق الإنسان.
في ديسمبر/كانون الأول 2022، رفع الناشط البحريني والمدون المشهور المعارض يوسف الجمري – المقيم في المملكة المتحدة – دعوى قانونية ضد مجموعة “NSO” بدعوى اختراقها لهاتفه باستخدام برنامج “بيغاسوس”.
وضعت إدارة بايدن مجموعة “NSO” في قائمة الشركات المشاركة في أنشطة مناهضة للسياسة الخارجية الأمريكية والأمن القومي، حيث اتهمتها الإدارة بالتمكين للقمع العابر للحدود من خلال برامج التجسس
أقام 4 معارضين عرب مقيمين في المملكة المتحدة، دعاوى مماثلة ضد مجموعة “NSO” وضد السعودية والإمارات بزعم استهدافهم باستخدام “بيغاسوس”.
استخدمت عدة حكومات برنامج “بيغاسوس”، من بينها المغرب والسعودية والإمارات، وتمكنت بشكل غير قانوني من الوصول إلى بيانات هواتف عدد من النشطاء والصحفيين حول العالم.
في 2021، حصلت منظمة العفو الدولية على قاعدة معلومات مسربة لنحو 50 ألف رقم هاتف اختارهم عملاء مجموعة “NSO”، كشف التقرير عن استخدام دولي واسع النطاق لأنظمة التجسس، لاستهداف السياسيين والصحفيين والنشطاء.
في يناير/كانون الثاني، سمحت المحكمة العليا الأمريكية لمنصة “واتساب” التابعة لشركة ميتا، برفع دعوى قضائية ضد مجموعة “NSO” التي استغلت خطأ في تطبيق المراسلة وثبتت برنامج تجسس يسمح لها بمراقبة مئات الأفراد من بينهم صحفيون ومعارضون ونشطاء حقوق الإنسان.
كانت تطبيق “واتساب” قد رفع دعوى قضائية ضد مجموعة “NSO” في 2019، متهمًا الشركة باستهداف خدماتها في كاليفورنيا باستخدام فيروس لتتمكن من الوصول إلى نحو 1400 جهاز هاتف، بما ينتهك قانون الولايات المتحدة والقانون الفيدرالي.
في العام الماضي، وضعت إدارة بايدن مجموعة “NSO” في قائمة الشركات المشاركة في أنشطة مناهضة للسياسة الخارجية الأمريكية والأمن القومي، حيث اتهمتها الإدارة بالتمكين للقمع العابر للحدود من خلال برامج التجسس.
كما واجهت “NSO” أيضًا دعوى قضائية من “آبل”، حيث قالت إن مصنّعي برنامج التجسس ينتهكون القانون الأمريكي باختراق البرامج المثبتة على هواتفهم.
المصدر: ميدل إيست آي