تتواصل المعارك التي اندلعت في العاصمة السودانية الخرطوم وفي مناطق أخرى من البلاد، لليوم الثالث على التوالي، في نتيجة مباشرة لتأزم العلاقات بين أفراد القيادة العسكرية في البلاد وصراعهم على السلطة.
وفي هذا التقرير، نستعرض بنقاط سريعة أهم المعلومات التي يرغب القارئ بمعرفتها حول تطورات الموقف في هذا البلد العربي الذي يخوض شعبه نضالًا ضد العسكر والاستبداد.
الجيش والدعم السريع
تدور المعارك بين الجيش الذي يقوده عبد الفتاح البرهان، قائد القوات المسلحة والرئيس الفعلي للسودان، من جهة، ونائبه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، من جهة أخرى.
يبلغ عدد القوات المسلحة في السودان نحو 205 آلاف جندي، وفق تقارير عسكرية نشرها موقع “غلوبال فاير”، تنقسم هذه القوات إلى 100 ألف قوات عاملة و50 ألف قوات احتياطية و55 ألف قوات شبه عسكرية.
يحتل الجيش السوداني المرتبة رقم 75 بين أقوى جيوش العالم، إذ يمتلك 191 طائرةً حربيةً منها 45 مقاتلةً، كما يمتلك 170 دبابةً، إضافة إلى 6 آلاف و967 مركبةً عسكريةً، فضلًا عن مدافع وراجمات صواريخ و18 وحدة بحرية، بينما تقدر ميزانيته بنحو 287 مليون دولار.
#السودان
بعد البحث والتقصي وفهم المعادلة
هذا ملخص للوضع بالسودان
الجيش السوداني ?️ قوات الدعم السريع.
عبدالفتاح البرهان ?️ محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
الجيش مدعوم من أمريكا ومصر ? قوات الدعم السريع مدعومة من روسيا والامارات واثيوبيا pic.twitter.com/8FptdQPJ57
— الاحداث العالمية الحربية? news (@BnshKhaled) April 16, 2023
أما قوات الدعم السريع، فيُقدر عدد أفرادها بنحو 100 ألف فرد ولها قوعد منتشرة في معظم أرجاء البلاد، ويتركز وجودها على العاصمة الخرطوم وعدد من المدن الأخرى، كما تنتشر على الحدود مع دول الجوار الإفريقي.
انبثقت هذه القوات مما يُسمى ميليشيا الجنجويد المسلحة التي قاتلت في مطلع الألفية في الصراع بدارفور واستخدمها نظام عمر البشير الحاكم آنذاك في مساعدة الجيش في إخماد تمرد، واتُهمت ميليشيا الجنجويد حينها بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان.
نمت القوات بمرور الوقت واستُخدمت كحرس حدود على وجه الخصوص لتضييق الخناق على الهجرة غير النظامية، كما نمت أعمال قائدها محمد حمدان دقلو التجارية بمساعدة من البشير، ووسعت أسرته ممتلكاتها في تعدين الذهب والماشية والبنية التحتية.
البرهان وحميدتي
اشتغل البرهان لعقود في المؤسسة العسكرية السودانية، فهو عسكري أمضى فترة من حياته المهنية كملحق عسكري لدى بكين، تولى قيادة المجلس العسكري الانتقالي في أعقاب الإطاحة بنظام البشير على يد الجيش في 11 أبريل/نيسان 2019.
تعهد البرهان والقيادة العسكرية بتسليم السلطة للمدنيين، لكنه قرر في وقت لاحق حل المؤسسات الانتقالية وفرض حالة الطوارئ في السودان، ما اعتبر انقلابًا على الاتفاقات الحاصلة ومهد لمزيد من توتير الأجواء في البلاد.
Fighting continues
????#Khartoum #Sudan #Sudan #Khartoum #السودان #الخرطوم pic.twitter.com/0nKbnHmfZK
— Gota |a (@Views2d) April 16, 2023
يتلقى البرهان دعمًا قويًا من السعودية، فهو من تولى عملية تنسيق إرسال جنود سودانيين إلى اليمن في إطار التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين المدعومين من إيران، كما تدعمه مصر.
أما حميدتي، فلم يسبق له أن دخل الأكاديمية العسكرية، ومع ذلك فهو فريق أول، تحول من راعي إبل إلى زعيم ميليشيا الجنجويد المسلحة، إلى أن وصل إلى مرحلة ثاني أقوى رجل في البلاد وأحد أثريائها، بفضل التسهيلات الكبيرة في الداخل والخارج، ويتلقى قائد الدعم السريع، الدعم من الإمارات وروسيا وإثيوبيا.
أبرز نقاط الخلاف
الخلاف بين البرهان وحميدتي ليس حديثًا، إنما يرجع لأشهر مضت، وظهر للعيان بداية سنة 2011، وكانت الخلافات تتمحور حول السلطة والنفوذ، لكن وساطة رئيس الوزراء حينها عبد الله حمدوك وأعضاء مدنيين من مجلس السيادة، نزعت فتيل الأزمة.
نفّذ الاثنان انقلابًا على القوى المدنية في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، لكن حميدتي قال فيما بعد إنه ندم على المشاركة في الانقلاب، وقبلها أعلن بعد ذلك بشكل منفرد تأييده لمشروع دستور انتقالي أعدته نقابة المحامين السودانيين ينص على إبعاد المؤسسة العسكرية عن الحكم ودمج كل القوات الأخرى في الجيش السوداني.
تدعمت الخلافات بين الطرفين فيما بعد، ومن أهم النقاط الأساسية العالقة بينهما، هي الخلاف بشأن خطة ضم قوات الدعم السريع إلى الجيش، فكل طرف يقدم مدة مخالفة للطرف الثاني، وأيضًا بشأن من سيقود القوة الجديدة بعد ذلك.
اشتعال الأزمة
بداية اشتعال الأزمة كان يوم الخميس، وذلك مع إعادة نشر قوات الدعم السريع لعناصرها حول العاصمة، وتحديدًا بمطار مدينة مروي شمال البلاد، في خطوة رفضها الجيش ورأى فيها تهديدًا، وبادر بتعزيز وجوده في المنطقة بقوات إضافية.
ما موقف القوات المصرية المتواجدة في #السودان في ظل الاشتباكات العنيفة بين طرفي الأزمة؟ pic.twitter.com/TQXQplPXZC
— قناة الجزيرة (@AJArabic) April 16, 2023
وصلت الأمور إلى ذروتها صباح السبت، وليس واضحًا من بادر بإطلاق النار، لكن في ذلك اليوم استفاق السودانيون على أصوات الأسلحة الثقيلة والخفيفة والانفجارات في الخرطوم وعدة مدن أخرى، لتبدأ مواجهات لا يعرف طرفاها متى ستنتهي.
تطورات الوضع
– تضارب في الأنباء بخصوص مجريات المعركة، فكل طرف يؤكد سيطرته على زمام الأمور وانتشار قواته في المراكز السيادية للدولة.
– دول عربية وغربية ومنظمات إقليمية ودولية تناشد أطراف الأزمة بضبط النفس ووقف المعارك فورًا وتغليب لغة الحوار، حتى لا يتأزم الوضع أكثر.
– السعودية تعلق رحلاتها الجوية من وإلى السودان “حتى إشعار آخر”، إثر تعرض إحدى طائراتها لإطلاق نار قبيل إقلاعها من مطار الخرطوم، وفق بيان للخطوط السعودية.
– “أطباء السودان” تناشد فتح مسار للجرحى، في ظل تواصل القتال وارتفاع أعداد القتلى والجرحى من المدنيين.
– قوات الدعم السريع تقول إن “كتيبة من الجيش والقوات المصرية سلمت نفسها”، فيما قالت القيادة المصرية إن قوات عسكرية تابعة له تجري في السودان تدريبات مشتركة مع نظيرتها هناك.
– تشاد تغلق حدودها مع السودان حتى “إشعار آخر”.
– حميدتي يصف قائد الجيش بـ”المجرم”، مؤكدًا “سنقدم البرهان وأعوانه إلى العدالة”، فيما أكد الجيش أنه “لا تفاوض ولا حوار قبل حل وتفتيت قوات الدعم السريع”، واصفًا إياها بـ”مليشيات حميدتي”.
– تتضارب الأنباء بين إحكام السيطرة والنفوذ بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على أرض الواقع في ظل غياب معلومات مؤكدة من الجانبين.
– مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الإفريقي، يعقد اجتماعًا طارئًا بشأن “التطورات السياسية والأمنية الباعثة للقلق” في السودان.
– مصر والسعودية تدعيان إلى اجتماع عاجل لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، غدًا الأحد، لبحث الوضع بالسودان.
– رئيسا مصر عبد الفتاح السيسي وجنوب السودان سلفاكير ميارديت، يعربان عن استعدادهما للعب دور الوساطة.
– قادة شرق إفريقيا (إيقاد) يعقدون اجتماعًا طارئًا بشأن السودان.
– الاشتباكات تتمدد إلى 10 مدن في 9 ولايات، ما يعني أنها قابلة للتمدد والاستمرار لأيام.
– برنامج الأغذية العالمي يعلق جميع عملياته في السودان بعد مقتل 3 من موظفيه في كبكابية بشمال دارفور.
– الجيش و”الدعم” يفتحان مسارات آمنة للحالات الإنسانية لساعات محددة، بناءً على مقترح من الأمم المتحدة.
– الخطوط الجوية القطرية تعلق رحلاتها إلى السودان بسبب إغلاق مطار الخرطوم الدولي.
– رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي يتوجه فورًا إلى السودان “بهدف إشراك الأطراف في وقف إطلاق النار”.
– ارتفاع عدد قتلى الاشتباكات إلى 97 وفق “أطباء السودان”.
– الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيقاد) تقرر إرسال 3 رؤساء أفارقة للتوفيق بين فرقاء السودان.
– نقابة أطباء السودان: المستشفيات تتعرض للقصف وعلى طرفي النزاع تجنب استهداف المرافق الصحية.