سكان أستراليا لمسلميها: “لا تخف، سأركب معك!” #illridewithyou

Screen Shot 2014-12-15 at 4

إذن، استيقظ سكان أستراليا على وقع أخبار تؤكد انتهاء احتجاز عدد من الرهائن، بعد أن اقتحمت قوات الشرطة مقهى ليندت في قلب العاصمة سيدني، ما أدى إلى مقتل اثنين من المحتجزين، والمهاجم الذي تم الكشف عن هويته بأنه هارون مؤنس، وهو رجل دين إيراني لديه ماض جنائي وذو سوابق في الاعتداءات الجنسية.

لكن ما لم ينته كان الهاشتاج الذي أطلقه أستراليون للدفاع عن مسلمي البلاد ضد العنصرية التي بدأت تطالهم فور الإعلان عن هوية المهاجم، ووسط ذروة الأحداث.

بدأ الأمر عندما نقل أحد الإعلاميين الأستراليين ما كتبه أحد مواطني سيدني على صفحته على فيسبوك، إذ قال إنه رأى فتاة مسلمة تنزع حجابها في المواصلات، بعد أن تعرضت على ما يبدو لمضايقات بسببه، بعد أن تمت معرفة هوية المهاجم على أنه مسلم، فما كان منه إلا أن طلب منها أن ترتدي حجابها مرة أخرى، مؤكدا أنه سيوصلها إلى حيث هي ذاهبة بأمان.

الأمر حصل على تفاعل كبير، وبدأت مغردة أسترالية تبدو في بداية العشرينات من عمرها مبادرة قالت فيها “إذا كنت معتادا (معتادة) على أخذ الباص رقم 373 بين محطتي كوجي ومارتين باي، وترتدي ملابس دينية، ولا تشعر أنك آمن وحدك، سأركب معك! حادثني على تويتر إذا كنت ترغب في معرفة مواعيدي”

وفي الدقيقة التالية قالت: ماذا لو بدأنا هاشتاج؟ ماذا عن سأركب معك #illridewithyou؟

وجاءت فجأة وصارت مثلا! عشرات الآلاف من المغردين الأستراليين ومئات الآلاف من المغردين حول العالم بدأوا في التفاعل مع الهاشتاج، في علامة رائعة على التضامن، والتي تعكس الطبيعة المختلفة للمجتمع الأسترالي.

خلال ساعتين فقط، كُتبت أكثر من 40 ألف تغريدة

هذه تقول إن الهاشتاج يعكس جمال الترابط الاسترالي، نحن كثر، لكننا واحد!

هذا المغرد قال إن الهاشتاج يذكره بما فعلته هذه المرأة المسلمة في سراييفو عام 1941، عندما سارت بجانب امرأة يهودية مغطية النجمة الصفراء التي كان النازي يجبر اليهود على ارتدائها، في محاولة منها لحماية جارتها.

الصورة هنا تعبر عن أستراليا

ليعلم مسلمو أستراليا أنك تتضامن معهم وأنك ستركب معهم في المواصلات العامة

هذه وضعتها على حقيبتها لإعلام المسلمين حولها

هذه تنشر خط سيرها أيضا وتدعو للرد على تغريدتها

هنا مسلمة سعيدة بهذا التضامن

هذا كتب يقول إنه في القطار من الساعة التاسعة، ويخرج من عمله الساعة الخامسة والنصف، سأركب معك

هذه لا تعمل، لذلك فقد عرضت الركوب مع أي شخص يرغب في ركوب هذه الحافلات

الترام أيضا، يقول هنا أنه للمسلمين، لكنه ليس للعنصريين، فعليهم أن يذهبوا سيرا على أقدامهم

إذا كانت عملية سيدني هي أسوأ ما في الإنسانية، فإن هاشتاج “سأركب معك” هو أفضل ما فيها

ليس علينا أن نكون نشطاء على الإنترنت فقط، لكن لنكن نشطاء “سأركب معك” .. ربما تكون هذه أفضل ساعات تواصلنا

إذا احتجت أن أركب معك، سأوصلك بسيارتي حتى إذا أردت!

هذا يحاول توضيح الفارق بين المسلمين والقاعدة
https://twitter.com/Its_JunaidS/status/544615536475537408/photo/1

وهذه مسلمة من إندونيسيا تشكر الأستراليين على حماية أخواتها

لاحقا استضافت بي بي سي  الفتاة التي أطلقت الهاشتاج للتحدث عن مبادرتها

لكنها لاحقا أكدت أن على الجميع أن يدركوا أن هذا هو أقل ما يمكن فعله، وأن إدانة التطرف هو أمر بديهي، وقامت بإعادة نشر هذه التغريدة على حسابها

راتشيل، التي ألهمت الحملة في البداية كتبت سعيدة على تويتر أنها قامت بفعل بسيط، لكن الجميع يقومون بعمل حقيقي وملهم يرسم طريقا للسلام لنا جميعا


المبادرة أيضا عكست حقيقة خوف الكثير من المحجبات من الخروج خارج المنزل في الدول الغربية كما تقول هذه المغردة

الهاشتاج وصل إلى المرتبة الأولى عالميا، وقالت بي بي سي إن هناك أكثر من 350 ألف تغريدة استخدمت الهاشتاج للتعبير عن وحدة الأستراليين
https://twitter.com/BBCtrending/status/544616243295453184

على فيسبوك أيضا شارك البعض في كتابة تجربتهم، حيث أكد هذا الرجل أن الإرهاب لن يجد مكانا وسط الأستراليين
https://www.facebook.com/jason.maggs/posts/10205551377726422

لكن الأمر تجاوز الأستراليين أيضا، جوناثان هنا من نيويورك ويؤكد أن سلامة الركاب مسؤوليته كموظف، وأنه على استعداد أن “يركب معك”

قناة آيه بي سي أستراليا نشرت مقالا على موقعها على الإنترنت يؤكد أن الهاشتاج هو أفضل عزاء لضحايا الهجوم الإرهابي.  فكما أن الأستراليين يدركون أن العقاب الجماعي جائز في هذه الحالة، يجب أن تدرك الحكومة أيضا ذلك، وأن ترد بمسؤولية وبحزم وبثقة تجاه تلك الأفعال.