خلفية تاريخية
منذ عام 2014، وبعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، استمر الصراع بين أوكرانيا وروسيا وتصاعدت حدته بفعل الدعم المتزايد من موسكو للجماعات الانفصالية في شرق أوكرانيا، أسفر الصراع عن اضطرابات كبيرة وتوترات جيوسياسية في المنطقة، إضافة إلى فقدان أرواح ونزوح الآلاف من المدنيين.
بُذلت جهود دبلوماسية لحل النزاع بين البلدين بشكل سلمي، إضافة إلى فرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية على روسيا بعد ضمها شبه جزيرة القرم، من بين هذه الجهود الدبلوماسية كانت سلسلة اتفاقيات مينسك التي صاغتها عام 2014 مجموعة الاتصال الثلاثية بشأن أوكرانيا، التي تتألف من أوكرانيا وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بهدف إنهاء النزاع في إقليم دونباس واستعادة السلام في المنطقة.
فشلت هذه الاتفاقية المعروفة بـ”بروتوكول مينسك” في وقف القتال، وبالتالي تبعتها اتفاقية منقحة ومحدثة، هي اتفاقية مينسك الثانية، التي وُقع عليها في 12 فبراير/شباط 2015 وتضمنت إجراءات محددة تشمل وقف إطلاق النار وسحب الأسلحة الثقيلة من خط المواجهة والإفراج عن أسرى الحرب والإصلاح الدستوري في أوكرانيا ومنح الحكم الذاتي لمناطق معينة من دونباس وإعادة السيطرة على حدود الدولة إلى الحكومة الأوكرانية، بالإضافة إلى بنود أخرى، إلا أن اتفاقيات مينسك فشلت في إحلال السلام بين البلدين بسبب عدم تنفيذ بنودها بشكل كامل.
الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية
وسط تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا في أوائل عام 2022، اعترفت روسيا رسميًا بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الشعبية في 21 فبراير/شباط 2022، وبعد هذا القرار، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن اتفاقات مينسك للسلام التي توسطت فيها الدول الغربية لإنهاء الصراع في شرق أوكرانيا لم تعد موجودة، محملًا كييف المسؤولية عن ذلك.
ثم غزت روسيا أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، وتسبب الغزو بأزمة عالمية، وهدد بجر العالم إلى حرب عالمية ثالثة بالتزامن مع تهديدات روسية بشن هجمات بصواريخ نووية.
منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية في فبراير/شباط 2022 فرضت الدول الغربية عقوبات اقتصادية على روسيا إلى جانب محاولة عزلها سياسيًا في جميع المحافل الدولية، ولم يتوقف الأمر على العقوبات، بل قدمت الدول الغربية مساعدات مالية وعسكرية كبيرة لأوكرانيا لتشجيعها على صد الغزو الروسي، لكن إعلان الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية في بداية عام 2023 نيتها تزويد أوكرانيا بدبابات متطورة أثار الكثير من النقاش وردود الفعل بين الأطراف الفاعلة في الصراع الروسي الأوكراني.
يناقش هذا المقال تطورات نشر الدبابات الأمريكية في أوكرانيا، وهل ستقوم روسيا بتدمير هذه الدبابات في حال دخولها المعركة؟ فضلًا عن الرد المحتمل للولايات المتحدة.
هل يوجد جدول زمني محدد لنشر دبابات أبرامز في أوكرانيا؟
بعد إعلان ألمانيا تزويد أوكرانيا بدبابات “ليوبارد 2″، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، في 25 يناير/كانون الثاني 2023 أن واشنطن قررت تزويد كييف بـ31 دبابة من طراز أبرامز (2)، مشيرًا إلى أن “تسليم هذه الدبابات إلى ساحة المعركة سيستغرق وقتًا”، وأن الولايات المتحدة “ستبدأ تدريب الجيش الأوكراني في أقرب وقت ممكن”.
وأكد بايدن أن الدبابات الغربية التي قررت الولايات المتحدة وحلفاؤها، وفي مقدمهم ألمانيا، تزويد أوكرانيا بها للتصدي للقصف الروسي “لا تشكل تهديدًا هجوميًا لروسيا”، وأن الأمر يندرج في إطار “التزام الدول في جميع أنحاء العالم، بقيادة الولايات المتحدة، مساعدة أوكرانيا في الدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها”.
ورغم مرور عدة أشهر على إعلان بايدن، فإن هذه الدبابات الأمريكية لم تصل إلى أوكرانيا حتى الآن، وربما لن تصل قبل فصل الخريف المقبل، وهو ما يثير الكثير من التساؤلات عن سبب تأخير تسليم الدبابات الأمريكية، وهل يشكل ذلك تراجعًا من إدارة بايدن عن التزاماتها تجاه كييف؟
في نهاية أبريل/نيسان 2023، توجه أعضاء الكونغرس الأمريكي بأسئلة للجنرال كريستوفر كافولي، القائد الأعلى للقوات الأمريكية في أوروبا الذي يشغل أيضًا منصب القائد الأعلى للحلفاء داخل حلف الناتو، بشأن الجدول الزمني لنقل دبابات أبرامز الأمريكية إلى أوكرانيا، وقد تمت هذه الأسئلة خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ يوم الخميس 27 أبريل/نيسان، بعد يوم واحد من جلسة استماع مماثلة أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، لمناقشة وضع القيادة الأمريكية في أوروبا.
وأفاد الجنرال كافولي خلال شهادته أنه تم تزويد أوكرانيا بـ514 دبابة من دول غربية، ليس من بينها الولايات المتحدة، وفي نفس الوقت، صرح وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بأن “دبابات تدريبية ستصل إلى جرافينوير في إقليم بافاريا بألمانيا خلال الأسابيع القادمة”، لكنه أكد أن هذه الدبابات ليست جاهزة للقتال ولن يتم تسليمها لأوكرانيا.
تهدف الخطة الأمريكية إلى تدريب ضباط وجنود الجيش الأوكراني على استخدام وصيانة دبابات أبرامز في ألمانيا قبل إرسال الدبابات المخصصة للقتال إلى أوكرانيا، وعلى الرغم من أنه لم يصدر أمر بإرسال الدبابات الأمريكية إلى أوكرانيا حتى الآن، فإن الجنرال كافولي، خلال شهادته أمام مجلس الشيوخ، أشار إلى أن جهود تُبذل لتسريع عملية تسليم هذه الدبابات.
وفي المقابل، انتقد السناتور الجمهوري توم كوتون إدارة بايدن لتباطؤها في تسليح أوكرانيا، وأكد أن الولايات المتحدة تمتلك آلاف الدبابات الرئيسية وليس من الصعب توفير 31 دبابة فقط لأوكرانيا، كما اتهم كوتون الرئيس بايدن بعدم رغبته في توفير هذه الدبابات لأوكرانيا.
من جانبه أكد السناتور الجمهوري مايك راوندز أن “النقطة الحاسمة هي أنه إذا كنا بحاجة إلى تلك الدبابات، فلا ينبغي أن يستغرق الأمر ثمانية أشهر لجيش الولايات المتحدة للوصول إلى 31 دبابة أبرامز، إذا احتجنا إليها غدًا، فسنحصل عليها بسرعة كبيرة جدًا”.
مضيفًا “يمكن الحصول عليها، فهذه ليست حالة عدم قدرتنا على الحصول عليها، بل المسألة تتطلب من شخص ما اتخاذ قرار بشأن تسليم تلك الدبابات”، وأكد الجنرال كافولي في تعليق لاحق كلام السيناتور راوندز، أنه إذا كانت الدبابات مطلوبة لصالح الجيش الأمريكي، فإن القائد يستطيع الحصول عليها في غضون أيام.
بدأت إدارة بايدن في التردد في تنفيذ التزاماتها تجاه كييف، ويمكن تفسير تردد الإدارة الأمريكية بخشيتها من رد فعل روسيا تجاه إرسال هذه الدبابات إلى أوكرانيا، أو بسبب مخاوف من تسرب التكنولوجيا الأمريكية المستخدمة في هذه الدبابات
يشير ما ذكر أعلاه، إلى أنه لم تتخذ إدارة الرئيس بايدن قرارًا نهائيًا لإرسال الدبابات الأمريكية إلى أوكرانيا، ويمكن تفسير ذلك بأن إعلان الولايات المتحدة في البداية الموافقة على تزويد أوكرانيا بدبابات أبرامز (2)، وتراجعها فيما بعد إلى نسخة أقدم من طراز أبرامز (1)، بحجة أن هذا سيسرع وصول الدبابات إلى ساحة المعركة، كان يهدف إلى تحفيز الدول الأوروبية، وعلى رأسها ألمانيا، على تزويد أوكرانيا بالمعدات القتالية التي تحتاجها.
وبعد نجاح الولايات المتحدة في ذلك، بدأت إدارة بايدن في التردد في تنفيذ التزاماتها تجاه كييف، ويمكن تفسير تردد الإدارة الأمريكية بخشيتها من رد فعل روسيا تجاه إرسال هذه الدبابات إلى أوكرانيا، أو بسبب مخاوف من تسرب التكنولوجيا الأمريكية المستخدمة في هذه الدبابات – رغم أن هذه النسخة قديمة وتحتوي على مواصفات قديمة بالمقارنة مع أبرامز (2) – إلى يد الروس، أو بخشية استخدام روسيا للدعاية للنيل من سمعة الدبابات الأمريكية في حال تدميرها في ساحات المعارك، بالإضافة إلى ذلك، لا يريد القادة العسكريون الأمريكيون منح الفرصة للروس لتعلم كيفية هزيمة دباباتهم.
وهذا لا يعني في أي حال استنكاف الولايات المتحدة عن مساعدة أوكرانيا، فقد قدمت واشنطن لكييف أكثر من 35 مليار دولار من المساعدات العسكرية منذ الغزو الروسي في فبراير/شباط 2022، وأكدت إدارة بايدن أنها ستساعد أوكرانيا طالما كانت هناك حاجة إليها.
ومع ذلك، هناك بعض الأسئلة الأساسية عن نوع هذا الدعم خاصة إذا تعثر الهجوم المضاد المرتقب بشدة في أوكرانيا، ويبدو أن الإدارة الأمريكية ترغب في تجنب المشاركة المباشرة في الدعم القتالي، بدلًا من ذلك تقتصر على تقديم المساعدات المالية لحليفتها أوكرانيا، فيما تحث الدول الأوروبية على تحمل مسؤولياتها في هذا الصراع.
هل ستدمر روسيا الدبابات الأمريكية في أوكرانيا؟
من المؤكد أن روسيا لن تتردد في تدمير الدبابات الأمريكية عند نشرها في أوكرانيا، حيث ستكون هذه الخطوة أولوية قصوى بالنسبة لهم في سياق الحرب، وسيبذلون جهودًا كبيرة لتحقيق هذا الهدف، حتى لو تسبب ذلك في خسارة المزيد من الجنود والمعدات الروسية، وستكون روسيا حريصة على نشر صور للدبابات الأمريكية المدمرة على وسائل التواصل الاجتماعي.
ولا يُعد تدمير الدبابات الأمريكية استهدافًا مباشرًا للولايات المتحدة، حيث تصبح هذه الدبابات جزءًا من معدات الجيش الأوكراني بمجرد دخولها الأراضي الأوكرانية، وعلى الرغم من أن هذه القضية معقدة ودقيقة، من المهم التفكير في سبب تحفيز روسيا للقيام بذلك.
إن نشر هذه الدبابات سيمثل تصعيدًا كبيرًا للصراع، حيث إنها واحدة من أكثر المركبات تقدمًا والأكثر تدريعًا في العالم، فقد تنظر روسيا إلى هذا على أنه تهديد مباشر لقواتها وسلامتها الإقليمية، بالإضافة إلى ذلك، قد تعتبر روسيا الخطوة الأمريكية بمثابة استفزاز، من شأنه أن يساهم في زيادة التوترات بين البلدين.
فالدبابات الأمريكية متفوقة بشكل كبير على تلك التي يستخدمها الجيش الروسي والأوكراني ومن شأنها أن تساهم إلى جانب الدبابات الألمانية “ليوبارد 2” في تعزيز صمود القوات الأوكرانية وتشجعها على شن هجمات مضادة، ويعتمد ذلك في النهاية على المهارة والمعرفة التكتيكية والإستراتيجية لدى الأوكرانيين خلال استخدامهم هذه الدبابات.
دوافع روسيا لتدمير الدبابات الأمريكية
بينما تشير روسيا إلى أن تسليم أوكرانيا دبابات أبرامز يشكل تجاوزًا لخطٍ أحمر، إلا أن الحقيقة هي أن بوتين قد تجاوز الخط الأحمر في فبراير/شباط 2022 حين غزت قواته دولة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة، رغم التحذيرات الدولية له، وبالتالي، كل ما يحدث الآن هو نتيجة خطأ ارتكبه بوتين.
الصراع بين أوكرانيا وروسيا متجذر بعمق في الخلافات السياسية والأيديولوجية، ويمكن اعتبار تدمير الدبابات الأمريكية وسيلة لروسيا لتأكيد هيمنتها ونفوذها في المنطقة
ومع ذلك، فإن دوافع تدمير روسيا للدبابات الأمريكية في أوكرانيا تعد معقدة ومتعددة الأسباب، ويمكن أن تشمل مجموعة من العوامل السياسية والعسكرية والإستراتيجية، ومن بين هذه الدوافع المحتملة:
حماية الحدود الروسية: تعتبر روسيا نشر الدبابات الأمريكية في أوكرانيا تهديدًا مباشرًا لسلامة وأمن قواتها هناك، ومن شأنه أن يؤثر على سير المعارك وخسارة المناطق التي سيطرت عليها داخل الأراضي الأوكرانية، على هذا النحو، قد يكون لدى الروس الدافع لاتخاذ إجراءات لحماية حدودهم الجديدة، ومن الممكن أن يشمل ذلك الدفاع عن الجمهوريات الجديدة التي أعلنت استقلالها عن أوكرانيا في إقليم دونباس (لوغانسك ودونيتسك) التي يعتبرونها جزءًا من أراضيهم.
استفزاز غربي: ترى روسيا في نشر الدبابات الأمريكية استفزازًا غربيًا، وقد تشعر بأنها مضطرة للرد بالمثل، وسيكون تدمير الدبابات الأمريكية ردًا على الدعم الأمريكي لأوكرانيا وتدخلها في الصراع العسكري بين البلدين.
الإستراتيجية العسكرية: تعتبر دبابات أبرامز من أكثر المركبات تقدمًا والأكثر تدريعًا في العالم، وسيمثل انتشارها تصعيدًا كبيرًا للصراع، وقد تشعر روسيا أن تدمير هذه الدبابات سيكون وسيلة فعالة لشل الجيش الأوكراني والحصول على ميزة في النزاع.
الاعتبارات السياسية: الصراع بين أوكرانيا وروسيا متجذر بعمق في الخلافات السياسية والأيديولوجية، ويمكن اعتبار تدمير الدبابات الأمريكية وسيلة لروسيا لتأكيد هيمنتها ونفوذها في المنطقة، والتأثير على القوة العسكرية ومصالح الولايات المتحدة هناك.
كيف ستدمر روسيا الدبابات الأمريكية؟
هناك فكرة في بعض الأوساط مفادها أن المعدات الأمريكية متفوقة جدًا على نظيراتها الروسية بحيث تكون شبه منيعة أمام الهجوم الروسي، إلا أن هذه الفكرة خاطئة، مع التسليم بأن فعالية الأسلحة الروسية المضادة للدروع ضد الدبابات الأمريكية غير معروفة بشكل دقيق.
لكن أحد العوامل الرئيسية ليس التكنولوجيا نفسها، لكن الإستراتيجيات المستخدمة، فتميل إستراتيجيات روسيا في استخدام الدبابات إلى التأكيد على العدد الكبير من الدبابات التي تمتلكها ولا تتطلع عمومًا إلى الحفاظ عليها في أثناء القتال، في حين أن أوكرانيا لديها عدد محدود من الدبابات، لذا تستخدمها باعتدال وفي المواقف التي تكون فيها أقل خطرًا وهو ما يؤثر على التوزان في الميدان.
خلال السنوات الماضية استطاع الحوثيون في اليمن تعطيل وتدمير بعض دبابات أبرامز التي تملكها السعودية باستخدام صواريخ إيرانية مشتقة من صواريخ كونكورس السوفيتية المضادة للدروع، إذا تمكن الحوثيون من فعل ذلك، فمن الواضح أن الروس يمكنهم ذلك أيضًا.
في النهاية، لا توجد دبابة لا تُقهر، فهي ليست إلا قطعة واحدة من المعدات في نظام كامل من القدرات التي تحقق التأثير، وإذا لم يتم استخدامها كجزء من نظام متكامل، فإنها تصبح ضعيفة للغاية، لذلك فإن فعالية واستمرار دبابات أبرامز الأمريكية الأوكرانية وغيرها ستعتمد إلى حد كبير على كيفية تشغيل الأوكرانيين لها، والخدمات اللوجستية في ساحة المعركة، والإستراتيجية، ومهارة أطقم القيادة.
إذا لم يتم تدريب الجنود الأوكرانيين بشكل جيد و/أو تم استخدام هذه الدبابات بشكل سيئ في عملياتهم، فستكون عرضة للخطر، أما إذا تم استخدامها بشكل فعال، فإنها ستكون بمثابة تهديد للقوات الروسية، خاصة إذا تم تركيزها مع الدروع الغربية الأخرى، فيمكنها بسهولة دعم الاختراق الأوكراني أو وقف التقدم الروسي، ومع ذلك تبقى أعداد دبابات أبرامز التي ستنخرط في المعركة صغيرة جدًا، لذلك من الصعب أن تحدث فرقًا كبيرًا.
يستخدم الانفصاليون في شرق أوكرانيا تكتيكات حرب العصابات لمواجهة القوات العسكرية الأوكرانية، ويمكن لروسيا استخدام هذه التكتيكات لاستهداف الدبابات الأمريكية، ومن بين هذه التكتيكات الكمائن أو العبوات الناسفة المزروعة على جانب الطريق والهجمات المفاجئة
يمكن لروسيا استخدام عدة طرق لتدمير دبابات أبرامز الأمريكية في أوكرانيا، وتتضمن بعض الأساليب ما يلي:
العمل العسكري المباشر: يمكن لروسيا استخدام أصولها العسكرية مثل الدبابات أو المدفعية أو الصواريخ، لاستهداف وتدمير الدبابات الأمريكية في أوكرانيا، وقد يكون أحد الخيارات هجومًا عسكريًا مباشرًا، مثل استخدام صواريخ مضادة للدبابات أو أسلحة أخرى، بدلًا من ذلك، يمكن لروسيا محاولة استهداف خطوط إمداد الدبابات أو تخريبها بطريقة أخرى، لجعلها غير فعالة في القتال.
التخريب: بدلًا من الانخراط في عمل عسكري مباشر، قد تختار روسيا استخدام المزيد من الأساليب السرية لتخريب الدبابات الأمريكية، ويمكن أن يشمل ذلك زرع المتفجرات أو استخدام الهجمات الإلكترونية لتعطيل الدبابات.
تكتيكات حرب العصابات: يستخدم الانفصاليون في شرق أوكرانيا تكتيكات حرب العصابات لمواجهة القوات العسكرية الأوكرانية، ويمكن لروسيا استخدام هذه التكتيكات لاستهداف الدبابات الأمريكية، ومن بين هذه التكتيكات الكمائن أو العبوات الناسفة المزروعة على جانب الطريق والهجمات المفاجئة.
الهجمات الإلكترونية: يمكن لروسيا استخدام الهجمات الإلكترونية لتعطيل الدبابات الأمريكية، ويمكن أن يتضمن ذلك اختراق أنظمة كمبيوتر الدبابات أو استخدام برامج ضارة لتعطيل عملياتها.
بالإضافة إلى ذلك، تشكل عملية نقل الدبابات بأمان إلى جبهة الحرب مشكلة حقيقية، فالروس قادرون على الحصول على معلومات استخباراتية حول عمليات النقل عبر الأقمار الصناعية أو عملائهم على الأرض، ما يجعل هذه العملية عرضة للهجمات الصاروخية، وبالتالي تدمير هذه الدبابات قبل وصولها إلى ساحة المعركة.
رد الولايات المتحدة على تدمير دباباتهم
يتوقع القادة العسكريون الأمريكيون أن روسيا سوف تستهدف الدبابات الأمريكية، كما يتوقعون تدمير البعض منها، لأن هذه الدبابات ستدخل المعركة ومن الطبيعي أن يتم استهدافها، لكن السؤال الحقيقي هو كيف سيتعاملون مع خسائر الأبرامز القتالية؟ أي هل سيصبحون قلقين بشأن المزيد من الخسائر المحتملة ولن يرسلوا المزيد؟ أو إرسال بدائل أو إضافة دبابات جديدة كعلامة على مزيد من العزم؟
عندما خسر السعوديون أبرامز في المعركة مع الحوثيين، سمحت الولايات المتحدة للمملكة العربية السعودية بطلب المزيد، مع هذه السابقة، يتوقع أنهم على الأرجح سيوفرون المزيد من الدبابات للتخفيف من أي خسائر قتالية، إضافة إلى ذلك سيقوم الجيش الأمريكي بتحليل أداء هذه الدبابات في البيئة التشغيلية، وتحديد ما إذا كان هناك أي شيء يمكن القيام به لتحسين بقائها على قيد الحياة، والتوصية بالخيارات للأوكرانيين، ومن المحتمل إرسال المزيد لاستبدالها.
إضافة إلى ذلك سيكون هناك العديد من التقارير والوثائق الخاصة بفعالية دبابات أبرامز أمام الصواريخ الروسية، سيتم استخدام هذه المعلومات إما لترقية هذه الدبابات مرة أخرى وإما سيبدأون في النظر في اعتماد نوع جديد من الدبابات القتالية بفعالية أعلى.
لذلك من غير المحتمل أن يكون رد الولايات المتحدة هو إعلان الحرب أو التدخل بشكل مباشر في الصراع الأوكراني، فستوفر الولايات المتحدة الدعم اللوجستي قدر الإمكان دون التدخل المباشر في منطقة الصراع، ويمكن أن يشمل ذلك توفير معدات عسكرية إضافية أو تدريب القوات الأوكرانية، بالإضافة إلى زيادة التعاون في تبادل المعلومات الاستخباراتية.
وسواء دمرت روسيا هذه الدبابات أم لا، فإن ذلك لن يؤثر على موقف الولايات المتحدة، وبمجرد أن تصبح هذه الدبابات جزءًا من جيش أوكرانيا، لا يكون للجيش الأمريكي علاقة بها، وإذا دمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دبابات الأبرامز، فإن الضحايا سيكونون من الجيش الأوكراني وليس الجيش الأمريكي، لذلك، ستواصل الحكومة الأمريكية دعم أوكرانيا بشكل كبير، لكنها لن تتدخل مباشرة في الصراع الحاليّ، لأن ذلك سيؤدي إلى نشوب حرب عالمية ثالثة، ولا يرغب أحد في ذلك، سواء الجانب الروسي أم الجانب الأمريكي.