ترجمة حفصة جودة
وجد تحليل جديد مؤخرًا أنه من الممكن إنقاذ أكثر من مليون رضيع كل عام في العالم النامي، إذا تمكنت الأمهات من الوصول إلى إجراءات صحية بسيطة منخفضة التكلفة مثل الفيتامينات ومضادات الملاريا والأسبرين.
ظهرت الدارسة – التي ركزت على الكارثة الصحية العامة التي لا يتحدث عنها أحد للأطفال الذين يولدون صغارًا للغاية أو مبكرًا للغاية – بينما تحذر الأمم المتحدة من تراجع التقدم في الحد من وفيات حديثي الولادة وولادة أجنة ميتة منذ 2015، وتلوم في ذلك جزئيًا انخفاض وعدم اكتمال تمويل رعاية ما قبل الولادة.
قدرّ مؤلفو الدراسة – التي نُشرت في مجلة “لانست” – أنه من الممكن تجنب وفاة 476 ألف من حديثي الولادة، و655 ألف من الأجنة الميتة كل عام باتباع إجراءات رعاية أساسية وتطبيقها بشكل كامل في 81 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل.
عالميًا، انخفض عدد وفيات حديثي الولادة – الرضع الذين يموتون خلال 28 يومًا بعد الولادة – بأكثر من النصف خلال 3 عقود بين عامي 1990 و2020، من 5 ملايين إلى 2.4 مليون، لكن في الدول النامية خاصة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا، ما زالت الأرقام مرتفعة.
كشف تقرير الأمم المتحدة الصادر هذا الأسبوع أن معدل التقدم تراجع منذ 2015 بسبب انخفاض الاستثمار، لتصل أعداد الوفيات كل عام منذ ذلك الحين إلى أكثر من مليوني حالة وفاة لحديثي الولادة، و1.9 مليون جنين ميت (الأجنة التي تموت بعد 28 أسبوعًا من الحمل حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية).
يقول دكتور آنشو بانرجي، مدير صحة وشيخوخة الأمهات والمواليد والأطفال والمراهقين بمنظمة الصحة العالمية: “إذا أردنا أن نرى نتائج مختلفة فيجب علينا أن نفعل الأشياء بشكل مختلف، نحتاج إلى استثمارات أكثر وأذكى في الرعاية الصحية الآن لتحصل كل امرأة ورضيع على أفضل الفرص الصحية بغض النظر عن مكان معيشتهم”.
العديد من تلك الإجراءات – إن لم يكن جميعها – التي تنصح بها السلسلة المنشورة في مجلة “لانست” تُطبق بالفعل في الدول مرتفعة الدخل، من مساعدة الحوامل على التوقف عن التدخين إلى منحهم الأسبرين في حال تعرضهم لخطورة الإصابة بتسمم الحمل.
لكن هذه الإجراءات لا تُستخدم بشكل ممنهج في بعض المناطق خاصة الدول التي تواجه أنظمتها الصحية ضغوطًا كبيرةً بسبب الطوارئ الإنسانية مثل أفغانستان وجنوب السودان.
وجد تقرير الأمم المتحدة أن أقل من 60% من السيدات في الدول المتضررة يخضعن لـ4 فحوصات كحد أقصى من فحوصات ما قبل الولادة الـ8 التي توصي بها منظمة الصحة العالمية.
رغم حجم التحديات، يقول مؤلفو الدراسة إن تكلفة تطبيق هذه الإجراءات في 81 دولة ستكون نحو 1.1 مليار دولار، وهو بحسب وصف أحدهم مجرد جزء من التمويل الذي تحصل عليه برامج صحية أخرى، لكن أثره ضخم، وقد يمنع ولادة 5.2 مليون رضيع كل عام قبل موعده أو صغير الحجم بالنسبة لعمر الحمل أو بوزن ولادة منخفض (أقل من 2.4 كيلوغرام).
اخترع المؤلفون – وهم مجموعة من الأساتذة المتخصصين في مختلف جوانب صحة الأم والطفل – مصطلحًا جديدًا شاملًا لهؤلاء الرضع وهو: حديثو الولادة الصغار المعرضون للخطر “SVNs“، وقالوا إنه من بين 135 مليون رضيع وُلد حيًا في 2020، فواحد من كل أربعة (35.3 مليون) يستوفي معايير “SVN“.
تقول جوي لاون المؤلفة الرئيسية المشاركة وأستاذ صحة الأم والطفل والصحة الإنجابية بكلية لندن للصحة والطب الاستوائي “كشفت تقديراتنا الأولية لهذا الموضوع أن مشكلة حديثي الولادة الصغار المعرضين للخطر أكبر من تقديراتنا السابقة وهي كارثة صحية عامة مسكوت عنها تؤثر على دورة الحياة بأكملها وتقلل رأس المال البشري وتضعف اقتصادات الأمم”.
طالب مؤلف الدراسة بير آشورن – أستاذ طب الأطفال بجامعة تامبيري في فنلندا – الحكومات القومية والشركاء والمانحين بالعمل والاستثمار في هذا الأمر بشكل عاجل، وقال: “رغم العديد من الأهداف والالتزامات العالمية التي تهدف إلى الحد من تلك المشكلة منذ عام 1990، فإن طفل من كل 4 أطفال في العالم يُولد صغيرًا جدًا أو مبكرًا للغاية عن موعده”.
ويضيف “إننا نمتلك بالفعل المعرفة الكافية لإبطال التوجه الحاليّ وإنقاذ حياة آلاف الرضع كل عام بتكلفة 1.1 مليار دولار، وهو جزء صغير من التمويل الذي تحصل عليه برامج صحية أخرى، نحن بحاجة إلى جهات وطنية فاعلة وشركاء عالميين لوضع الأولوية بشكل عاجل لهذا العمل والاستثمار فيه والدفاع عنه”.
في 2020، وجد المؤلفون أن أكثر من نصف وفيات حديثي الولادة عالميًا ترجع إلى أن هؤلاء الرضع مصنفين “SVNs“، وقالوا: “عدم معالجة هذه الأولوية يخاطر بمستقبلنا جميعًا”.
المصدر: الغارديان