عاد ملف علاقة حماس مع إيران ليطفو على السطح مجددًا بتوجيه الحركة الشكر لإيران في أكثر من موضعٍ مؤخرًا، بعدما تراجع في السنوات الأخيرة على إثر موقف حركة حماس من الأزمة السورية قبل أعوام.
وبدأت حماس صفحة جديدة على صعيد خطواتها السياسية، حيث زار وفد من المكتب السياسي لحركة حماس العاصمة الإيرانية طهران، وصفت خلاله المباحثات بالمثمرة والبناءة، بعدما أثقلت الملفات الساخنة والتركة الثقيلة حقيبة حركة حماس في عمرها الـ 27، وفي الوقت الذي تغادر فيه عامًا يمكن وصفه بالأصعب منذ تأسيسها.
لماذا تشكر حماس إيران؟ وماذا تغير في الإستراتيجيات؟ وهل تعاود حماس مكانها في الحضن الإيراني بعد الخلافات الأخيرة؟ يعقب على هذه التساؤلات محللون سياسيون من قطاع غزة.
وقال المحلل السياسي “هاني البسوس”: إن حماس تسعى للعودة للحضانة الإيرانية، وأنها معنية بتثبيت العلاقات معها لحاجة الحركة إلى حليف إستراتيجي قوي في المنطقة بعد حالات الانقطاع بالعلاقات العربية المجاورة، مضيفًا، أن العلاقة بين الطرفين ضعفت وبقيت محدودة لكنها لم تنته.
وأشار البسوس إلى أنه لا يخفى قوة الدعم الإيراني لحماس في الأمور العسكرية والصواريخ والتدريب، كذلك الدعم المادي الكبير للحركة؛ وبالتالي من المنطقي أن تحافظ حماس على علاقاتها لمعاودة الدعم الإيراني بعد صعوبة الوضع المادي لحماس بفعل الحصار وتفكك العلاقات، حتى وإن كانت تملك (70%) من مخزون أسلحتها.
وبالحديث عن زيارة وفد الحركة لطهران، يرى البسوس أن اللقاء الحمساوي الإيراني هو محاولة لتعديل العلاقات وترميمها وإعادة بناء الثقة بعد توضيح لمواقف حماس الدولية المشتركة.
ويتوقع المحلل السياسي أن تعاود إيران تقديم الدعم لحماس ولكن بشكل متقطع مستقبلاً، على الأقل في الفترة القريبة القادمة، حتى معاودة بناء الثقة الكاملة.
وأوضح أن شكر حماس لإيران ليس جزافًا، وإنما حمل العديد من الرسائل للاحتلال بتواصل العلاقات والدعم العسكري كذلك وهو ما يعنى معاودة القوة لحماس، كما هو رسالة لابد منها داخليًا وخارجيًا، لافتًا أن قيادات الحركة أوضحوا مرارًا أسباب العلاقة بإيران.
وكان القيادي “محمود الزهار” قال في لقاء تلفزيوني أمس “إن العلاقة مع إيران مرتبطة بتقديم الدعم للمقاومة، والحركة ملتزمة بتقديم الشكر لكل من يمد يده للمقاومة في غزة”.
كما أوضح عضو المكتب السياسي “موسى أبو مرزوق” في لقائه الأخير أن العلاقات الخارجية تحكمها قرب المصالح والأيدولوجيات والإستراتيجيات كذلك مدى دعمها وقربها من البرنامج المقاوم ضد الاحتلال الإسرائيلي.
على الصعيد الآخر اعتبر المحلل السياسي “ياسر الزعاترة” أن توجيه الشكر لـ “إيران” من قبل حماس هي “محض هراء”، مستدلاً على أن الأولى لم تقدم ما تستحق عليه الشكر منذ ثلاث سنوات.
وأوضح أن العلاقات الإيرانية الحمساوية مازالت غير مدعمة بفعل الاختلاف السابق وما نتج عنه من توابع مستجدة ما هي إلا “مجاملة” من حماس ومنها زيارة الوفد لطهران.
وأشار إلى أن إيران تريد زيارة “خالد مشعل” لكنه يرفض، كما يريدون تغيير الموقف من سوريا وهناك رفض لذلك أيضًا، لكن الحركة تريد إيصال رسالة لمن يحاصرونها.
ويرى الزعاترة أن حماس لن تحصل على شيء بالمقابل لأن إيران بوضع اقتصادي صعب دفعها لتقليص الدعم عن الأتباع؛ لذلك قد لا تحصد الحركة دعمًا قريبًا بالمقابل.
وأعرب المحلل السياسي عن رفضه لإعادة العلاقة معتبرًا أنها جزء من ورطة السلطة التي كان ضدها منذ البداية، لكن بالمقابل فتح أبواب الهجاء على حركة يحاصرها العالم “ظلم شنيع”، على حد قوله
ويتعاظم هدف إيران الدائم بالحفاظ على الخط الناري الذي يحيط بـ “إسرائيل”، كما لا يتناقص كذلك هدف حماس بالإبقاء على الدعم المعنوي والعسكري والمادي للمقاومة ضد الاحتلال، وكلما بقيت المصالح قائمة يبقى الشكر موجودًا.
يُكتب بالتعاون مع شبكة قدس الإخبارية