أردوغان رئيسًا لتركيا

حصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على 52.14% من أصوات الناخبين في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة التي جرت اليوم 28/5/2023،  بينما حصل منافسه كمال كليجدار أوغلو على 47.86% وذلك وفق النتائج الأولية غير الرسمية، التي أعلنت عنها الهيئة العليا للانتخابات، ليصبح أردوغان رئيسَا لتركيا لخمس سنوات قادمة، يقود بلاده نحو مئويتها الجديدة.

وكانت مراكز الاقتراع قد فتحت أبوابها تمام الساعة الثامنة – بالتوقيت المحلي- صباح اليوم لإجراء الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية التركية وسط تنافس حاد بين مرشحي “تحالف الجمهور” ، و”الأمة” ، حيث يحق لأكثر من 60 مليون ناخب تركي المشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات، في 191 ألف صندوق اقتراع، موزعة في كافة أنحاء البلاد، وذلك لانتخاب رئيس جديد لتركيا خلال السنوات الخمس القادمة، يقود البلاد نحو المئوية الثانية في ظل حزمة من التحديات الداخلية والإقليمية والدولية، التي تواجهها.

وعلى عكس الجولة الأولى التي كان يشترط فيها فوز المرشح بنسبة 50% +1 فإن الحسم في الجولة الثانية سيكون بالحصول على أكثرية الأصوات بصرف النظر عن نسبتها، فيما اتخذت الهيئة العليا للانتخابات التركية تدابير مختلفة في الولايات الـ11 المتضررة من الزلازل التي وقعت في 6 فبراير/شباط 2023، وتوفير الأجواء الملائمة لممارسة هذا الحق الانتخابي بكل أريحية.

وقد حبس أنصار التحالفين، الجمهور والأمة، أنفاسهم ترقبًا لما ستسفر عنه نتائج تلك الانتخابات التي تعد الأشرس والأكثر قوة في الجمهورية الجديدة، والتي تحدد وبشكل كبير ملامح الداخل التركي وخارجه الإقليمي خلال السنوات الخمس القادمة، وفي المقابل فقد أدلى مليون و920 ألفًا و53 ناخبًا تركيًا خارج البلاد بأصواتهم في الممثليات الدبلوماسية والمعابر الحدودية، بحسب هيئة الانتخابات.

ووفق الإحصاءات الرسمية للجولة الأولى فقد حصل أردوغان على 49.52% من الأصوات (27 مليونًا و133 ألفًا و849 صوتًا)، بينما حصل كليتشدار أوغلو على 44.88% من الأصوات (24 مليونًا و595 ألفًا و178) فيما حصل مرشح تحالف الأجداد، سنان أوغان على 5.17% من إجمالي الأصوات (2.28 مليون صوت).

ومن المقرر أن يكون الإعلان الرسمي عن النتائج النهائية في الأول من يونيو/حزيران وتنشر في الجريدة الرسمية ووسائل الإعلام، علمًا بأن هناك فترة اعتراض على محاضر لجان صناديق الاقتراع تبدأ في الساعة الـ23:59 مساء اليوم بالتوقيت المحلي وتنتهي في الساعة الـ17:00 من يوم غد 29 مايو/أيار.

وشهدت الجولة الثانية من الانتخابات كثافة ملحوظة في الإقبال في معظم الولايات لا سيما أنقرة وإسطنبول بجانب معقل تحالف الشعب في إزمير، وكان للولايات المتضررة من زلازل 6 فبراير/شباط الماضي حضورًا لافتًا، وسط توقعات باستمرار تلك الكثافة حتى موعد إغلاق الصناديق في الخامسة مساء اليوم بالتوقيت المحلي.

من جانبه أكد رئيس هيئة الانتخابات أن العملية الانتخابية سارت بدون مشاكل، وأن هناك إقبالا كبيرا على جولة الإعادة، ومما ييسر من أداء العملية الانتخابية  ويحول دون مشاهد الطوابير أمام مراكز الاقتراع أسوة بما كانت عليه في الجولة الأولى، سهولة التصويت هذه المرة، حيث ورقة واحدة بها مرشحين فقط، ومن ثم فالأمر لا يحتاج إلا لثوان معدودة، مقارنة بالجولة السابقة حيث 4 مرشحين على منصب الرئاسة وورقة مطولة لمرشحي البرلمان، وعليه جاءت تصريحات هيئة الانتخابات بسرعة الإعلان عن النتائج وعدم تأخرها

وفي كلمتهما على هامش تصويتهما ظهر اليوم، حث أردوغان وكليجدار الشعب التركي على النزول والمشاركة في هذا الماراثون، حيث أوضح مرشح تحالف الجمهور أن الأتراك على موعد مع الدفاع عن ديمقراطيتهم وتمسكهم بها وأنهم وحدهم من يختارون رئيسهم، واصفا تلك الانتخابات بالتاريخية، مطالبا أنصاره بحماية صناديق الاقتراع وعدم مغادرتها حتى الانتهاء من الفرز وإعلان النتائج؛ فيما أشار مرشح الأمة ان الانتخابات جاءت في ظروف صعبة وأن المشاركة ضرورية من أجل “الديمقراطية الحقيقية التي نريدها”، على حد قوله.

واستباقا للنتائج الرسمية، تقدم أمير قطر الشيخ حمد بن تميم بالتهنئة للرئيس أردوغان على فوزه في الانتخابات، معربًا في تغريدة له على حسابه الشخصي عن خالص أمنياته في ولايته الجديدة، وأن يحقق فيها ما يطمح له الشعب التركي من تقدم ورخاء، ولعلاقات البلدين القوية مزيداً من التطور والنماء، كما هنأ أردوغان الرئيس الجزائري ونظراءه الصومالي والأذربيجاني ورئيس السلطة الفلسطينية والمستشار الألماني، ورؤساء وزراء كل من ليبيا وفلسطين وباكستان والمجر، كذلك رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، ووزير خارجية مالطا.

وداخليًا.. هنأت زعيمة حزب الجيد التركي المعارض ميرال أكشينار الرئيس رجب طيب أردوغان على فوزه بالانتخابات الرئاسية، لكنها قالت إنها ستواصل مسيرتها كمعارضة، فيما علق المرشح الرئاسي الخاسر، كليجدار أوغلو قائلا إنه “يشعر بالحزن لأن هناك مضايقات تنتظر البلاد” على حد قوله.

وتوافد الآلآف من أنصار الرئيس أردوغان وتحالفه لشوارع أنقرة وإسطنبول للاحتفال بهذا الانتصار الذي وصفوه بـ “التاريخي”، حيث رفعوا الأعلام التركية ورددوا هتافات وأهازيج النصر، فيما خيم الوجوم والصمت على مقر حزب الشعب وتحالفه في إزمير وقواعده الحزبية في شتى البلديات الأخرى.

وفي خطاب النصر الذي وجهه أردوغان لأنصاره في إسطنبول قال “نحن عشاق إسطنبول معها بدأنا مسيرتنا ومعها سنستمر”، متقدمًا بجزيل الشكر للشعب التركي النبيل “الذي منحنا احتفالا ديمقراطيا بين عيدين مباركين”، وتابع “أشكر شعبي الذي مكنني من فرصة تحمل المسؤولية تجاهه لمدة 5 سنوات قادمة”.