ترجمة حفصة جودة
يروّج جيش من الحسابات الوهمية على تويتر وموقع التدوين “ميديم” ويدافعون عن استضافة الإمارات لقمة المناخ المثيرة للجدل، حيث يرأس محادثات المناخ سلطان الجابر، والذي يعمل رئيسًا تنفيذيًّا لشركة البترول الحكومية “أدنوك” التي تمتلك خطط توسع ضخمة تتعارض مع الحد من الانبعاثات الدفيئة.
تزعم منشورات الحسابات الوهمية أن التزام الإمارات بالاستضافة المثالية لقمة “كوب 28” هو شهادة على قيادتها في مكافحة التغير المناخي، وأن الجابر هو الحليف الذي تحتاج إليه حركة المناخ.
بينما قامت حسابات أخرى بإعادة نشر تغريدات حكومة الإمارات أو سعت إلى تفنيد الانتقادات، حيث يضع أحد الحسابات صورة شخصية مولدة من الذكاء الاصطناعي، لكنهم نسوا أن يزيلوا النص الذي يقول إن الصورة وهمية.
كشف عن هذه الحسابات الوهمية دكتور مارك أوين جونز من جامعة حمد بن خليفة في قطر، وهو متخصص في المعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي، وصف جونز ما يحدث بأنه مجهود خداعي ضخم متعدد اللغات يضمّ على الأقل 100 حساب وهمي و300 ألف تغريدة.
وبحسب جونز، كشف تحليل تغريدات عيّنة ضخمة من شبكة الحسابات الوهمية أن أكثر الموضوعات التي يروّجون لها حاليًّا “كوب 28″، بعدما كشف جونز عن هذه الشبكة علّق تويتر بعض الحسابات، لكن عشرات الحسابات الأخرى نقلت محتواها إلى أسماء مستخدمين جدد.
يقول جونز: “إنها شبكة من الحسابات الوهمية تحاول الترويج للسياسة الخارجية الإماراتية، وهم يحاولون الترويج لقمة “كوب 28″ بالدفاع عن استضافة الإمارات لها ودحض الانتقادات”.
يضيف جونز: “هذه الحسابات تتظاهر بأنها ليست كذلك لإيهام الناس بالدعم الشعبي، هذه العملية تُسمّى “دعايا شعبية زائفة”، إنها عملية خداع، واقتباس الصحف منها يعني بالتأكيد أنها تخدع الناس للاعتقاد بأن وراءها أشخاص حقيقيون”.
قال المتحدث باسم القمة: “هذه الحسابات الوهمية أنشأتها جهات خارجية لا علاقة لها بالقمة، ومن الواضح أنها مصمَّمة لنزع مصداقية “كوب 28” وعملية المناخ”، وأضاف المتحدث أن مكتب قمة المناخ أشار إلى المشكلة على تويتر، وطالب باتخاذ إجراءات فورية والتبليغ فورًا عن هذه الحسابات الوهمية.
حتى الآن، من غير المعروف من يدير تلك الحسابات، يقول جونز: “من الصعب للغاية نسبها إلى أحد، لكن بناءً على الخبرات السابقة فغالبًا ستكون شركة اتصالات استراتيجية تعمل لصالح الإمارات، هذا هو التفسير الأكثر احتمالية”.
تشير بيانات تويتر المتعلقة بعدد الحسابات المعلقة بين عامَي 2018 و2021 لعلاقتها بعمليات مدعومة حكومية، إلى أن الإمارات والسعودية ومصر من أسوأ الدول عالميًّا في هذا الأمر بعد الصين.
تسبّبت رئاسة الجابر لقمة “كوب 28” في انتقادات بارزة، فقد وصفت النائبة الفرنسية بالبرلمان الأوروبي، مانون أوبري، الأمر بأنه “أشبه بإشراف شركة تبغ عالمية على العمل الداخلي لمنظمة الصحة العالمية”، كما وصفت رئيسة المناخ السابقة بالأمم المتحدة، كريستينا فيغيريس، هذه المنهجية بأنها خطيرة.
كما كشفت “الغارديان” قبل يومَين أن شركة البترول كانت قادرة على قراءة البريد الإلكتروني لمكتب “كوب 28″، كما أن فريق الجابر اتُّهم بمحاولة تضليل “ويكيبيديا”.
9/ but the clincher is the fact who ever created it forgot to completely remove the ‘this person does not exist’ watermark from the top.
(for those who don’t know, this person does not exist is a site that generates AI photoquality faces) pic.twitter.com/BEQ8GsY1BG
— Marc Owen Jones (@marcowenjones) June 2, 2023
وبالإضافة إلى رئاسة “أدنوك”، يرأس الجابر شركة “مصدر” للطاقة المتجددة، وقد دافع سابقًا عن تعيينة قائلًا إن عمله يساعد على ضمان قيام القطاع الخاص بالتصرفات المناسبة لأزمة المناخ.
حدد جونز الحسابات الوهمية باستخدام أدلة، مثل إنشاء دفعة من البيانات لنفس التواريخ والصورة المولدة عن طريق الذكاء الاصطناعي، والتنسيق العام واللغة وتوقيت النشر، وغياب أي تواجد آخر على الإنترنت.
أُنشئت أول دفعة من الحسابات الوهمية في أغسطس/ آب 2021 والثانية في فبراير/ شباط 2022، تدعم الحسابات أهداف سياسة الإمارات الأخرى، بما في ذلك السودان والتكنولوجيا والطعام والثقافة، لكن جونز يقول إن أبرز الموضوعات مؤخرًا تتحدث عن “كوب 28”.
من المفترض أن هذا الحساب باسم “@MahmudViyan” يدعم حقوق الإنسان في الإمارات، لكن الصورة الشخصية مكتوب عليها عنوان هذا الموقع الإلكتروني “this-person-does-not-exist.com”، يبدو أنهم نسوا قصّها من الصورة، من الواضح أن الصورة مصنوعة عن طريق هذا الموقع الذي يُنشئ صورًا عن طريق الذكاء الاصطناعي.
هذا الحساب الآخر الذي يحمل اسم “@FadelYael” من المفترض أنه لعالمة فضاء تعيش في الإمارات، لكن الصورة المستخدمة ترجع إلى موقع لطب الأسنان التجميلي، بعد أن كشفت تغريدات جونز عن الحساب حُذف اسم المستخدم والحساب وانتقلت التغريدات إلى حساب جديد باسم “@MissAhmadlyn”.
12/ Another terrifying development is the impossibly sultry, band of American environmental workers who are either AI-generated or from the same sci-fi novel. 2023: A Midjourney Odyssey? pic.twitter.com/MqIovUaAv5
— Marc Owen Jones (@marcowenjones) June 2, 2023
هناك 4 حسابات أخرى لسيدات كتبن أنهن يعملن في المجال البيئي من الولايات المتحدة ويعشن في الإمارات، وصف جونز الصور الشخصية لتلك الحسابات بأنها “جذابة بشكل لا يصدَّق”.
بعد أن كشف جونز عن الحسابات المزيفة، انتقلت العشرات منها لأسماء مستخدمين جدد وحُذفت التغريدات التي سُلّط الضوء عليها، يقول جونز: “أيًّا كان من أنشأوا هذه الشبكة، فهم يعلمون جيدًا أنني كتبت عنها، لأنهم يشاركون الآن في عملية مراوغة”.
نشرت بعض هذه الحسابات المزيفة تدوينات على مدونة “ميديم”، ومن بينها “Samantha Ali” التي كتبت تدوينة في فبراير/ شباط بعنوان “سلطان الجابر: الحليف الذي تحتاجه حركة المناخ في “كوب 28” بالإمارات”، حيث قالت في موضوعها: “يجب أن يتوقف المتشككون عن الانتقاد، فالجابر هو الحليف الذي تحتاج إليه حركة المناخ”.
علقت حسابات وهمية أخرى على التدوينة، وقد اتضح أن صورة حساب “Samantha Ali” هي صورة مُخزّنة، وأن الحساب نفسه على “ميديم” كان يحمل سابقًا اسم “Joie Cooper”.
في اليوم نفسه من فبراير/ شباط، وباستخدام الصورة نفسها، كتب “Asher Siegel” تدوينة بعنوان “لماذا يجب على نشطاء المناخ أن يمنحوا فرصة لسلطان الجابر”، كانت صورة الحساب الشخصية صورة مخزّنة أيضًا تحمل وصفًا يقول: “رجل سوري وسيم في محطة القطار”.
المصدر: الغادريان