بعد زيارته لمصر.. حكومة زيدان في مأزق‎

Ali Zeidan

في وقت متزامن، وبعد عودة رئيس الوزراء الليبي من زيارة مصر، أعلن المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا بشير الكبتي ورئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان عن مساعيهم إلى سحب الثقة من رئيس الوزراء الليبي الحالي علي زيدان، حيث صرح بشير الكبتي أن “زيدان غير صالح لقيادة هذه المرحلة” في حين أعلن محمد صوان أنه نجح في الحصول على دعم 100 نائب من أعضاء المؤتمر الوطني(البرلمان الليبي الانتقالي) لتقديم عريضة سحب ثقة من حكومة زيدان ، مع العلم بأن سحب الثقة حسب القانون المنظم للمؤتمر الوطني يحتاج إلى 120 صوت.


ورغم تأكيد بشير الكبتي على أن مطالب إسقاط الحكومة “جاءت منذ فترة طويلة لأسباب عدة أهمها الفشل في إدارة ومعالجة الملف الأمني” وتأكيد محمد صوان على أن هذه المطالب مرتبطة فقط بالشأن الداخلي الليبي، فإن معظم وسائل الإعلام الليبية والمصرية ربطتها بزيارة رئيس الوزراء الليبي الأخيرة إلى مصر والتي أظهر خلالها دعمه للسلطة المصرية الحالية وخارطة الطريق التي فرضها الجنرال عبد الفتاح السيسي منذ انقلابه العسكري على الرئيس المصري محمد مرسي.

وأما محمد صوان رئيس حزب العدالة والبناء ورغم استنكاره لزيارة علي زيدان إلى مصر ول”لقاءاتها بمسؤولين انقلابيين” فإنه أكد أن التصعيد ليس مرتبطا فقط بهذه الزيارة وإنما بسياسات زيدان الداخلية وفشله في معالجة ملف الاغتيالات وكذلك سياساته الخارجية ومنها لقاءه بالجنرال عبد الفتاح السيسي.


ومن جهة أخرى وفي وقت متزامن أيضا، هدد علي زيدان بالاستقالة من منصبه على رأس الحكومة الليبية، ثم أعلن تحالف القوى الوطنية الذي ينتمي إليه علي زيدان في بيان رسمي أنه قرر “الاستجابة للمؤتمرات التي عقدت في شرق البلاد وغربها وللمظاهرات الكثيرة ومطالبها” معلنا عن “تجميد مشاركته في العملية السياسية ممثلة في المؤتمر الوطني والحكومة إلى حين إقرار الدستور الذي ينظم الحياة السياسية”.

وفي ظل هذه التطورات توقفت العملية السياسية في ليبيا بالكامل وتحولت الحكومة التي يرأسها زيدان إلى حكومة تصريف أعمال مقيدة من كل الجهات، في انتظار إعادة التئام المؤتمر الوطني الليبي وتفاهم القوى السياسية على تصور جديد لحكومة جديدة قادرة على تسيير شؤون البلاد وحل المشاكل الأمنية المتفاقمة.