“بحيرة الأسد”، هي بحيرة اصطناعية شمال سوريا، أُنشئت في عهد الرئيس حافظ الأسد عام 1973، أُعيد تسميتها على خرائط جوجل لتصبح “بحيرة الثورة”.
يأتي هذا الخبر بعد قرابة 4 سنوات من اندلاع الثورة السورية ومقتل ما يزيد على 200 ألف من أنصارها على يد جنود النظام السوري بشتى أنواع الأسلحة والقنابل.
إعادة تسمية البحيرة نقلته مجموعة ناشطة تطلق على نفسها “الرقة تُذبح بصمت”، أخذت على عاتقها توثيق مجازر وانتهاكات تنظيم داعش داخل مدينة الرقة، والتي شكرت “جوجل” على هذه الخطوة “الرمزية”.
#الرقة_تذبح_بصمت#Raqqa #Syria #ISIS
غوغل سئمت أيضا من أسماء الحيوانات و تعيد بحيرة سد الفرات إلى إسمها الطبيعي:… https://t.co/mFOlBN4KxQ— الرقة تذبح بصمت (@Raqqa_SL) December 17, 2014
على جانب البحيرة، قلعة قديمة تدعى “قلعة جعبر” تحيط بها مياه البحيرة التي تغطي 610 كيلو مترًا مربعًا، كما تغطي معظم إمدادات مياه الشرب لمدينة حلب عبر شبكة أنابيب.
وتقع البحيرة على بعد 40 كيلو مترًا إلى الشرق من مدينة الرقة، والذي تعد المدينة التي اُنتزعت السيطرة عليها من النظام السوري بشكل كامل، والتي عاد تنظيم داعش لبسط سيطرته عليها لتصبح عاصمة لهم في سوريا.
هذه ليست المرة الأولى التي تلعب فيها البحيرة وسد الطبقة دورًا هامًا في الأزمة السورية، ففي فبراير 2013، قال الثوار إنهم استولوا على سد الطبقة الذي يولد 150 ميجا واط من الكهرباء، إذ قال خبراء إن سيطرة الثوار على سد الطبقة يعد فوزًا لهم بسيطرتهم على مصدر طاقة كبير، لتقوم قوات النظام السوري بقصف السد قبل 6 أشهر تقريبًا.
في الوقت ذاته، القوات التابعة لنظام الأسد قامت بقطع متكرر للتيار الكهربائي في المناطق التي يسيطر عليها الثوار في محاولة لتأليب السكان على الثوار.
هذه التحركات وغيرها تأتي – حسب محللين – في إطار “حرب المياه” بين النظام السوري والكتائب المقاتلة، إذ إنه ومنذ يوليو الماضي فإن سكان حلب والرقة يضطرون لجلب المياه من مصادر ملوثة و”غير موثوق بها”، منذ انخفاض مستويات المياه في “بحيرة الثورة” إلى 6 أمتار.
قال في ذلك عضو في “الائتلاف السوري” إن الانخفاض في مستوى المياه جاء بسبب إفراط تنظيم داعش في استخدام سد الطبقة، إذ إنه يعمل 24 ساعة في اليوم.
الباحث في مركز “تشاتام هاوس” في المملكة المتحدة “نوار شموط” أوضح أنه ومع سيطرة تنظيم داعش على بحيرة الثورة؛ فإن مياه البحيرة أصبحت تستخدم كأداة لـ “تصعيد الوفيات ومعدلات الهجرة”.
“حرب المياه” لم تقتصر على النزاع بين قوات النظام السوري وداعش، ففي الثلاثاء الماضي أطلق النظام السوري سراح 60 من السجناء، كان “فيلق عمر” قد طالب بهم، مهددًا النظام السوري أنه سوف يقطع المياه عن الإقليم الشمالي الغربي من حماة، إذا لم يتم إطلاق سراح السجناء.
وفي عام 2003، صانع الأفلام الوثائقية السوري “عمر أميرالاي” ذهب إلى البحيرة وتحدث مع الناس الذين دمرت الفيضانات منازلهم.
فيلم أميرالاي الأول والذي صُنع عام 1970 جاء تحت عنوان “محاولة عن سدّ الفرات”، أثنى فيها على حزب البعث الحاكم وعائلة الأسد للابتكار والتطوير التدريجي، المتمثل في بناء السد، في الوقت ذاته كان لأميرالاي أفلام لاحقة تحدث فيها عن نقص التنمية في المنطقة والتكتيكات المستخدمة من قبل الحزب لحشد الدعم من قبل الأسر التي تعيش حول السد.