تستمر في العاصمة التركية أنقرة حتى مساء اليوم، الجمعة، سلسلة من اللقاءات الهامة بين مسؤولين قطريين رفيعي المستوى على رأسهم الشيخ “تميم بن حمد آل ثاني” أمير قطر، ومسؤولين أتراك على رأسهم الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” ورئيس الوزراء “أحمد داوود أوغلو”.
وبدأت زيارة الشيخ تميم لتركيا، يوم أمس، الخميس، ثاني أيام العيد الوطني في قطر، عبر إطلاق تسمية “قطر” على أحد الشوارع الرئيسية في العاصمة أنقرة، كفعل رمزي لتوطيد العلاقات بين البلدين، ليتم فيما بعد التوقيع على عدد من الاتفاقيات المشتركة ومن أهمها اتفاقية لتأسيس “المجلس الأعلى للتعاون الإستراتيجي بين البلدين” والذان اتفق البلدان على تأسيسه خلال زيارة أردوغان للعاصمة القطرية الدوحة في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي.
وفي تعليق نشره موقع الجزيرة نت، قال الباحث المتخصص في الشؤون التركية، علي باكير، إن أهمية تأسيس مجلس التعاون الإستراتيجي بين البلدين تكمن في أنه سيعزز من التعاون الثنائي على أعلى مستوى، خاصة في المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والمالية والاستثمارية، مشيرًا إلى أن تأسيس هذا المجلس يدفع العلاقات القطرية – التركية إلى مستوى جديد من التعاون والتنسيق والتشاور باتجاه “العمل المؤسسي”.
وحسب توقعات اقتصاديين أتراك، يُفترض أن يصل حجم التبادل التجاري بين تركيا وقطر إلى حد 1.3 مليار دولارًا بنهاية سنة 2014، مع العلم أنه بلغ مستوى 769 مليون دولارًا خلال سنة 2013 بعد أن تضاعف حوالي 50 ضعفًا بالمقارنة مع حجم التبادل التجاري بين البلدين في سنة 2001 قبل وصول حزب العدالة والتنمية التركي إلى سدة الحكم.
وبالإضافة إلى مباحثات تعزيز العلاقات بين البلدين، والاحتفال بالعيد الوطني القطري، ناقش ممثلو البلدين الملفات الساخنة في منطقة الشرق الأوسط وخاصة الملف السوري والعراقي، وكذلك ملف الطاقة الذي يعتبر حيويًا للبلدين بصفة قطر من أكبر المصدرين للطاقة عالميًا وبصفة تركيا من بين أكبر المستوردين.
فبالنسبة للملف السوري والملف العراقي، تحتاج تركيا للدعم الدبلوماسي السياسي القطري لتمرير رؤيتها لحل المشاكل الأمنية في سوريا والعراق، والمتمثلة في إقامة مناطق آمنة ويطبق فوقها حظر للطيران داخل سوريا حتى تكون ملاذًا للنازحين السوريين، والمتمثلة أيضًا في دفع الحكومة العراقية إلى إشراك سنة العراق في العملية السياسية للحد من الاحتقان الطائفي الذي تسببت فيه السياسات الطائفية لرئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي.
وأما بالنسبة لملف الطاقة، ورغم حصول تركيا على تخفيضات مغرية على الغاز الذي تستورده من روسيا، فإن الإدارة التركية تسعى إلى ترسيخ مبدأ تنويع مصادر الطاقة حتى لا تقع في خطأ الاعتماد بشكل كامل على الطاقة الواردة من روسيا، وحتى لا تتورط تدريجيًا في الارتهان لمصدر طاقة رئيسي روسي؛ مما قد يتيح الفرصة لروسيا لابتزاز القرار السياسي التركي في الملفات الإقليمية.
ويذكر أن زيارة أردوغان الأخيرة لقطر في سبتمبر الماضي، شهدت توقيع اتفاقية مشتركة تقضي باستيراد 1.2 مليار مترًا مكعبًا من الغاز القطري في تسع دفعات خلال سنتي 2014 و2015.