“مع انهيار سوني خسرت أمريكا أول حرب إلكترونية، هذه سابقة خطيرة جدًا” هكذا عبّر رئيس مجلس النواب الجمهوري السابق “نيوت جينجريتش” في تغريدة على “تويتر” حول قرار شركة “سوني بيكتشرز” بإلغاء عرض فيلم “Interview” رضوخًا لتهديدات مجموعة من القراصنة الإلكترونيين الذين قاموا بشن هجوم قوي على حواسب الشركة وأجهزتها المتصلة بالإنترنت.
No one should kid themselves. With the Sony collapse America has lost its first cyberwar. This is a very very dangerous precedent.
— Newt Gingrich (@newtgingrich) December 17, 2014
كانت “سوني” قد تعرضت لعملية سرقة الآلاف من ملفاتها الإلكترونية، حيث مكنت تلك الهجمة الإلكترونية القراصنة من الكشف عن تفاصيل حياة بعض الممثلين الأمريكيين المشهورين مثل “سيلفستر ستالون” و”توماس هانك” و”نتالي بورتمان”، كما مكنتهم من كشف طبيعة العقود التجارية التي كانت “سوني” توقعها مع متعاملين آخرين في مجال السينما والأفلام الترفيهية، بالإضافة إلى معلومات خاصة بموظفيها، ونشر القراصنة أيضًا أفلامًا لم تُعرض من قبل في قاعات السينما الأمريكية.
وكان من المفترض أن يُعرض الفيلم في دور السينما في الخامس والعشرين من ديسمبر الحالي مع أفلام رأس السنة، إلا أن هناك مجموعة من القراصنة الإلكترونيين مجهولي الهوية قد هددوا بالقيام بأعمال إرهابية خلال أول عرض للفيلم في دور السينما، جاء ذلك عقب نشر مقطع من الفيلم على الإنترنت.
تدور أحداث الفيلم عن مغامرات لصحفيين حصلا سويًا على إمكانية إجراء مقابلة مع زعيم كوريا الشمالية الحالي “كيم جونغ أون”، لكن المخابرات الأمريكية قامت بتجنيدهم وبدأوا في العمل لحسابها لتنفيذ مهمة اغتيال الزعيم الكوري خلال رحلتهم إلى كوريا.
نددت السلطات الكورية الشمالية بالفيلم بشدة، وقالت إنه يظهر يأس الحكومة الأمريكية والشعب الأمريكي، أما النقاد الفنيون في الولايات المتحدة الأمريكية، فلم يقدروا الفيلم تقديرًا جيدًا أيضًا، فقد وصف النقاد هذا الفيلم بأنه عمل سينمائي تافه.
أثرت التهديدات الصادرة من مجموعة القراصنة على تسويق الفيلم بشكل كبير؛ حيث رفضت كبريات الشبكات العشر لدور السينما الأمريكية – بما فيها AMC وRegal وCinemark – عرض هذا الفيلم الذي أحدث تلك الضجة الكبيرة، وفضلت دور العرض بالإضافة لشركة سوني نفسها عدم عرض الفيلم في دور السينما حفاظًا على أمن وسلامة المواطنين والمشاهدين وتجنب أي عملية إرهابية قد تحدث.
حتى الآن، يبدو أن مصير الفيلم مجهول، لكن من المتوقع ألا يُعرض في القاعات السينمائية أبدًا، وهذا هو محتوى الرسالة التي أرادت المتحدثة باسم “سوني” تمريرها بعدما أكدت أنه “لا توجد خطط أخرى لدى سوني لعرض الفيلم”
من جانبه، صرح الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” بأن شركة “سوني” قد أخطأت في رد فعلها بإلغاء عرض الفيلم بسبب على ماتلقته من اختراقات وتهديدات، كما يقوم البيت الأبيض بدراسة الخيارات المتاحة أمامه للرد على القرصنة الكبيرة التي تعرضت لها شركة “سوني”.
قام “مكتب التحقيقات الفيدرالي(FBI) بالكشف عن أن حكومة بيونغ يانغ، عاصمة كوريا الشمالية، هي المسئولة عن ذلك الهجوم الخطير والذي وصفه المتحدث باسم البيت الأبيض “جوش إيرنست” بأنه “قضية خطيرة مرتبطة بالأمن القومي”.
وكمحاولة لعرض الفيلم مع عدم الاستجابة لذلك التهديد وعدم السماح لكوريا الشمالية بشن مثل تلك الهجمات الإلكترونية مرة أخرى؛ فقد شجع المرشح السابق للانتخابات الرئاسية الأمريكية “ميت رومني سوني” على “عدم الرضوخ للتهديدات وعرض الفيلم مجانًا في كل أنحاء العالم”، ومن جانبه أيضًا عرض الكاتب البرازيلي الشهير “باولو كويلو” شراء حقوق الفيلم لقاء مئة ألف دولارًا لعرضه مجانًا على “الإنترنت”.
الجدير بالذكر أنه من المفترض أن يعقد مجلس الأمن الدولي أول اجتماع له حول انتهاكات حقوق الإنسان في كوريا الشمالية الأسبوع المقبل.