افتُتحت في مدينة إدلب شمال غرب سوريا، يوم الخميس 27 يوليو/تموز، النسخة الثانية من معرض الكتاب 2023 بمشاركة 33 دار نشر من داخل سوريا وخارجها، بعد تجهيزات دامت نحو شهرين.
وعلى هامش المعرض الذي تستضيفه مقهى كتاب كافية وترعاه دار الثقافة والمعارف في إدلب وإدارة الشؤون السياسية للمناطق المحررة، تقام فعاليات ثقافية وأدبية عديدة، وفقًا للمنظمين.
الدكتور عادل حديدي مدير دار الثقافة والمعارف قي إدلب قال لـ”نون بوست”: “يشارك في معرض إدلب للكتاب بنسخته الثانية، 33 دار نشر ومكتبة، بـ16 ألف عنوان و70 ألف نسخة، وعلى هامش المعرض سيكون هناك ندوات ثقافية وعلمية وصالون ثقافي، بالإضافة إلى فعاليات توقيع الكتب والمسابقات”.
مساء إدلب غني بالعلم والمعرفة#معرض_إدلب_للكتاب_2023 #دار_الثقافة_والمعارف #نقرأ_لنرتقي #سوريا #إدلب pic.twitter.com/bQ8Qe5aPVF
— معرض إدلب للكتاب 2023 (@idlebbookfair) July 27, 2023
وبحسب الحديدي فإن سبب إقامة المعرض أن يكون صلة الوصل بين القارئ بالمناطق المحررة ودور النشر والمكتبات سواء داخل المناطق المحررة أم خارجها، منوهًا أن المعرض هذا العام يتميز بزيادة عدد المشاركين، وكذلك زيادة عناوين الكتب ونسخها والصالون الثقافي وباقي الفعاليات.
تنوع كبير ومشاركة خارجية
قال عبيدة الأرناؤوط أمين معرض إدلب للكتاب: “هدف معرض الكتاب في إدلب تنشيط الحركة الثقافية بالمنطقة المحررة وإعطاء صورة مشرقة عن الثورة السورية كونها ثورة وعي وعلم، وأبرز ما يميز النسخة الثانية من المعرض مشاركة دور نشر من خارج سوريا، فقد شارك بالمعرض دور نشر من ألمانيا وتركيا، وكذلك التنوع الكبير في الكتب ووجود كتب خاصة بالأطفال”.
وأكد الأرناؤوط أن الكتب المشاركة في المعرض خضعت للجنة تدقيق المطبوعات، مؤلفة من أشخاص مدربين ومختصين بمختلف الفنون والاختصاصات، حرصًا على مراعاتها للذوق العام للمجتمع السوري، وتناسبها مع الهوية الثقافية السورية على حد وصفه.
محمد حاج قدور أحد زوار معرض الكتاب عبر لـ”نون بوست” عن فرحته بمثل هذه الفعاليات، كونها تكشف محبة أهل الشمال السوري للحياة وإقبالهم عليها، وعلى الاستزادة من العلم والمعارف.
وأضاف محمد لنون بوست تعليقًا على انعقاد معرض الكتاب في مدينة إدلب “الثورة السورية بالأساس هي ثورة وعي وفكر لذلك لم تقتصر ثورتنا ضد الأسد على الجانب العسكري، بل شملت جميع نواحي الحياة، صراعنا هو بالأساس ضد الاستبداد الذي يرتكز على الجهل والبشاعة…، فالعلم ومثل هذه الفعاليات خطوة لنستطيع إعادة بناء ما دمّرته ترسانة النظام المجرم وحلفاؤه من مليشيات ودول في بلادنا”.
كتب اختصاصية
عثمان العثمان وهو طالب طب بشري ومسؤول مكتبة ميدليب قال لـ”نون بوست” إنهم كمكتبة مختصة بالكتب الطبية والمراجع الطبية شاركوا للمرة الثانية على التوالي في معرض إدلب للكتاب بكتب طبية شاملة لكل الاختصاصات التي تهم طلاب الطب البشري وطلاب الدراسات العليا في العلوم الصحية بالإضافة لطب الإنسان.
وأشار العثمان إلى أن هدفهم من المشاركة بالعرض إثراء المناطق المحررة بالكتب الطبية خاصة مع قلتها في المنطقة وكذلك مضاعفة عدد الكتب التي شاركوا بها هذا العام.
المعرض وتشجيع العودة للقراءة
كانت سمر العلي تتجول رفقة زوجها بين أجنحة مكتبات المعرض وهما يبحثان عن بعض الكتب التي اتفقا على اقتنائها سابقًا كونهما اتفقا على العودة للقراءة مجددًا في محاولة للابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي وليشجعا أطفالهما على القراءة بدلًا من إضاعة الوقت أمام الأجهزة الإلكترونية التي تعلقوا بها بسبب ظروف الحرب والنزوح.
قالت سمر لـ”نون بوست” إنها جاءت إلى المعرض رفقة زوجها وأولادها لاختيار مجموعة من الكتب، ككتب السيرة النبوية وقصص الصحابة، بالإضافة إلى كتب التنمية الذاتية التي كانت تفكر باقتنائها، لكنها وقعت في حيرة من أمرها مع التنوّع الكبير في العناوين، خاصة مع وفرة الروايات التي كانت تقرأ منها عندما كانت في الجامعة وفقدتها إثر ظروف التهجير.
بدوره، رأى خليل طعمة، طالب جامعي وأحد زوار المعرض أن المعرض فرصة ممتازة لطلاب العلم وبالأخص طلاب الجامعات، لمعاينة أمهات الكتب الأصلية والمنقحة لمختلف الاختصاصات والاطلاع عليها، فضلًا عما يوفره تنوع في العناوين، خاصة الموجودة بدور النشر الأجنبية غير المتوافرة عادة في إدلب، وكذلك الندوات المختلفة.
حنين للماضي
بدا محمود السعيد أحد مهجري مدينة حلب، منهمكًا وهو يناقش أحد موظفي دور النشر سعر كتاب البداية والنهاية الذي اشتراه، بالإضافة إلى كتب أخرى.
السعيد شرح لنا سبب إصراره على شراء هذه المجموعة بأنها تذكره بالماضي وبمنزله بمدينة حلب والمكتبة التي كان يملكها، وأضاف لـ”نون بوست” أنه ورث مكتبة عن والده تحوي أكثر من 500 كتاب، لكنه فقدها بعد احتراقها إثر غارة لطائرات روسية استهدفت منزله في أحياء حلب الشرقية عام 2016 خلال حصار تلك الأحياء، وبعد خروجهم من الحصار قرر إعادة تشكيل مكتبته من جديد إحياءً لذكرى والده وليعطيها لابنه بعد مماته كما فعل والده معه.
افتُتحت في مدينة إدلب شمال غرب سوريا، يوم الخميس 27 يوليو/تموز، النسخة الثانية من معرض الكتاب 2023 بمشاركة 33 دار نشر من داخل سوريا وخارجها، بعد تجهيزات دامت نحو شهرين.
يذكر أخيرًا أن المعرض الذي انطلقت فعالياته الخميس، تستمر فعالياته لمدة 10 أيام، قابلة للتمديد، حسب المنظمين، إذا ما حافظ على نسب الإقبال المرتفعة.