في إشارة إلى المزيد من القيود التي يفرضها فيسبوك على الحركات السياسية المعارضة؛ مُنع المتسخدمون الروس مؤخرًا من الوصول إلى صفحات تدعو للتظاهر دعمًا لمنشق بارز.
مستخدمو الفيسبوك في روسيا قالوا إن الموقع حظر البارحة، السبت، الوصول إلى صفحة تدعو للتظاهر دعمًا لـ “أليكسي نافالني”، الناقد الأبرز للرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”.
الصفحة تم إنشاؤها الجمعة بعد أن أوصت النيابة العامة في موسكو بإرسال نافانلي إلى السجن لمدة 10 سنوات في قضية جنائية، الأمر الذي وصفه المدافعون عنه بأن القضية محض ادعاءات لدوافع سياسية، لتجمع الصفحة خلال ساعات بعد ذلك العشرات ممن انضموا إليها، معربين عن نيتهم بحضور تظاهرة تدعو إليها الصفحة، ليبلغ عدد المنضمين إلى الصفحة أكثر من 12.300 شخصًا، إلا أن المستخدمين قالوا صباح السبت إن الصفحة لم يعد من المسموح الوصول إليها من داخل روسيا.
متحدث باسم فيسبوك قال إن الشركة تحقق في الأمر، حيث إن عدة صفحات مشابهة لتلك التي حُذفت ظهرت يوم السبت، وماتزال هذه الصفحات ظاهرة للمستخدمين في موسكو حتى الآن.
منظم الإنترنت الروسي قال إنه طلب من فيسبوك حذف الصفحة لأنها دعت إلى حدث “غير مصرح به”، وبموجب القانون الروسي الذي دخل حيز التنفيذ في فبراير الماضي فإن يحق للمنظم منع الصفحات التي تدعو إلى احتجاجات من شأنها “انتهاك النظام العام”.
المتحدث باسم منظم الإنترنت الروسي “فاديم أمبيلونسكي” قال إن فيسبوك استجابت في اللحظة ذاتها لحجب الصفحة. في الوقت ذاته، قال منظمو التظاهرة إنهم لم يخططوا للحصول على ترخيص للمظاهرة.
في 2011، تم الاعتماد على الفيسبوك بشكل واضح أثناء اندلاع أحداث الربيع العربي، وكذلك في روسيا كأداة قوية جديدة لنشر المعلومات بعيدًا عن تحكم الحكومات القمعية.
وتبدو خطوة فيسبوك مفاجئة بعض الشيء، فلو عاد بنا الزمن مثلاً إلى الوراء و كان لفيسبوك مكاتب في دول الربيع العربي، فهذا يعني أن الربيع كان ليواجه خطورة كبيرة في انطلاقه بالأساس، إذ إن معظم أحداث الربيع من ثورات واعتصامات وتجمعات كانت الدعوات الرئيسية لها تنطلق على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر وغيرها.
فيسبوك، تويتر، ووسائل تواصل اجتماعية أخرى يعملون عادة بالتوافق مع قوانين الدول التي يتواجدون فيها بشكل مادي، حيث يحظى فيسبوك بشعبية عالية في روسيا، إذ تقول الشركة إنها منعت 29 مادة من المحتوى داخل روسيا في النصف الأول من عام 2014 بناءً على طلب الحكومة الروسية.
وإذ تأتي خطوة الفيسبوك من القانون الروسي، فكل الدول العربية تقريبا لديها قوانين مشابهة تمنع مثل هذه التجمعات؛ وبالتالي فإن تجمعات شبيهة قد تُمنع ويُحظر المستخدمون من الوصول إليها.
تويتر كذلك قام بحجب بعض الحسابات داخل روسيا بطلب من الحكومة كذلك.
الجمعة الماضية، ممثلو الادعاء العام طلبوا بأن يتلقى نافلي حكمًا بالسجن لمدة 10 سنوات، كما طلبوا بأن يتلقى شقيقه حكمًا بالسجن لـ 8 سنوات، لاتهامهم باختلاس 500.000 دولارًا من شركتين، إحداهما شركة تابعة لمجموعة الشركات الفرنسية إيف روشيه، الأمر الذي نفاه موظف تابع لـ إيف روشيه، ونفاه نافالني.
ويعتبر نفانلي مدون روسي مكافح للفساد، والزعيم الأبرز للاحتجاجات المعارضة التي بدأت في ديسمبر من عام 2011، إذ كانت تلك الاحتجاجات الأكبر في سنوات سلطة بوتين الـ 15، رفضًا له.