تونس تنتخب الرئيس الأول للجمهورية الثانية

o-TUNISIA-facebook

أظهرت النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية التونسية انقسامًا حادًا بين جنوب البلاد المؤيد للمنصف المرزوقي بنسب كبيرة وصلت إلى 82% في الجنوب الشرقي، وبين شمال البلاد المؤيد للباجي قائد السبسي بنسب كبيرة وصلت إلى 66% في منطقة الساحل، وذلك في ظل تقدم أولي للسبسي بعد فرز حوالي 75% من صناديق الاقتراع، حسب ما أعلنته قناة المتوسط التونسية.

وقد أعلنت مؤسسة “سيغما” فور غلق صناديق الاقتراع أن سبرًا للآراء أجرته طيلة يوم أمس على عينة من المنتخبين أثناء خروجهم من اللجان الانتخابية انتهى إلى أن السبسي سيتقدم بنسبة 55.5% على منافسه المرزوقي، مع العلم أن النتائج التي أعلنتها نفس الشركة في الجولة الأولى من السباق الرئاسي وفي الانتخابات التشريعية كانت قريبة جدًا من النتائج النهائية.

وفي انتظار الإعلان الرسمي عن النتائج الأولية للانتخابات من قبل الهيئة المنظمة، بادر كلا المتنافسين إلى حشد أنصارهما للاحتفال بنجاح الانتخابات أولاً وبنجاحهما (حسب زعم كل منهما) في الفوز بالسباق الانتخابي.

الاحتفالات أمام المقر الحملة الانتخابية لمنصف المرزوقي:

الاحتفالات أمام مقر حزب نداء تونس الذي يترأسه الباجي قائد السبسي:

وقد تحلت خطابات المتحدثين بكلتا الحملتين بقدر من المسؤولية والدعوة إلى التهدئة وتجنب التشاحنات:

https://www.facebook.com/Dr.Marzouki.Moncef/posts/851373004929920

https://www.facebook.com/BejiCEOfficial/posts/507832129356451

https://www.facebook.com/Dr.Marzouki.Moncef/posts/851348821599005

https://www.facebook.com/video.php?v=752948738123907

https://www.facebook.com/Dr.Marzouki.Moncef/posts/851063604960860

وفي المقابل وقعت حملة الباجي في مخالفة للقانون تسببت في حالة غليان بعد إعلانها عن فوز السبسي بالسباق الانتخابي بعد دقائق من إغلاق صناديق الاقتراع؛ الأمر الذي تطور إلى مناوشات بين مواطنين غاضبين في مدينة الحامة في الجنوب التونسي، حيث قالت وكالة الأناضول إن بعض المتظاهرين رفعوا شعارات ساخطة من تصريحات حملة السبسي المخالفة للقانون الانتخابي ورددوا هتافات من قبيل شعارات “الشعب يريد ثورة من جديد”، و”الشعب يرفض نتائج الانتخابات”.

وقد تحدث الشيخ راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة، لعدد من وسائل الإعلام المحلية داعيًا كلتا الحملتين إلى التهدئة وتجنب التسرع في إعلان الفوز إلى حين الإعلان رسميًا عن نتائج الانتخابات من قبل الهيئة، كما دعا أهالي مدينة الحامة – مسقط رأسه – إلى التهدئة وعدم الانزلاق نحو العنف، ومطالبًا قوات الأمن بالتعامل مع المتظاهرين حسب القانون.

ويذكر أن حركة النهضة قد أصرت خلال الحملة الانتخابية على المضي في نفس الموقف الذي اتخذته في الجولة الأولى والقاضي بالوقوف على الحياد وعدم دعم الحزب لأي من المترشحين وتفويض أنصارها لاختيار المرشح الذي يرونه الأنسب لقيادة تونس في المرحلة القادمة، وهو الموقف الذي فسره الشيخ راشد الغنوشي، رئيس الحركة، على أنه جنب تونس كارثة الوقوع في الاستقطاب الإسلامي الحداثي الذي كان – حسب رأيه – سيؤدي بتونس إلى انقسام مجتمعي حاد.

وفي انتظار أن يتم الإعلان رسميًا عن النتائج الأولية عصر اليوم الإثنين، ثم عن النتائج النهائية خلال أيام، علق نشطاء تونسيون وعرب على شبكات التواصل الاجتماعي على النتائج الأولية غير الرسمية، فعبر البعض عن حزنه من اختيار الشعب للسبسي الذي يعتبر رجل النظام القديم، وعبر آخرون عن سخريتهم من مآل الثورة، في حين عبر آخرون عن يقينهم بقرب اندلاع ثورة ثانية.

https://twitter.com/123Abdoibrahim3/status/546989630311395328

https://www.facebook.com/mohamed.elshinqiti/posts/814615215246240

https://www.facebook.com/haythem.kehili/posts/10204132527648093

وقد ذهب كثير من المحللين إلى أن الثورة التونسية تسير بخطوات ثابتة نحو العودة لعهد الاستبداد، مستشهدين بانتماء السبسي لنظامي الحبيب بورقيبة ثم زين العابدين بن علي، وبتكون حزبه من عدد من أعمدة نظام بن علي، وبوجود ضغوط دولية وخاصة من قبل دول خليجية لاستئصال الأحزاب المنتمية للثورة وخاصة الإسلامية منها، في حين رأى آخرون بأن حزب نداء تونس – وإن انفرد بالسلطة – سيكون في موقف حرج جدًا نظرًا للوضع الاقتصادي الهش والمنهك والوضع الاجتماعي المحتقن وخاصة في الجنوب الذي صوتت غالبيته العظمى ضد السبسي والذي يقع على مساحة حدودية طويلة مع الجمهورية الليبية التي تعيش وضعًا أمنيًا متفجرًا.