ترجمة من الإسبانية وتحرير نون بوست
تشهد العلاقات الأمريكية الكوبية لحظات تاريخية مع اقتراب الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” ونظيره الكوبي “راؤول كاسترو” من صنع السلام، وبعد مصافحة أنست الجميع الماضي السيء والشتائم المتبادلة والمواجهات التي خاضها ساسة البلدين.
وبينما تنتهي الحرب الباردة في منطقة الكاريبي، أكدت مجموعة من الكوبيين المنفيين في ولاية فلوريدا الأمريكية أنها على استعداد للمقاومة ضد أي تواطؤ أمريكي مع الزعيم الكوبي “فيديل كاسترو” الذي يعتبرونه مسؤولاً عن جميع آلامهم، بيد أن هذا الموقف متناقض مع بقية المجتمع الكوبي الذي ينتظر بعيون حالمة ذوبان الثلج بين البلدين وإنهاء هذه الحمولة التي أنهكتهم لعقود.
وقد أكد أوباما في مؤتمره الصحفي الأخير قبل سفره لقضاء عطلته في هاواي أن إقناع الكونغرس بإنهاء الحصار المفروض على كوبا ليس بالأمر السهل وقد يستغرق الكثير من الوقت، كما صرح السنياتور الجمهوري والكوبي الأمريكي “ماركو روبيو” لصحيفة “إلمندو” أن الشيء الوحيد الذي يريده الشعب الكوبي هو الحرية والديمقراطية، مؤكدًا على أن الرئيس قد خان الكوبيين وأن إسبانيا والاتحاد الأوروبي يقبلان بأن يعيش الشعب الكوبي بأكمله تحت قواعد لا تقبله في بلدانهم.
احتجاجات ضد واشنطن:
منذ نشر الأخبار، يوم الأربعاء الماضي، حول اتفاق البلدين على تحسين العلاقات، خرجت المعارضة الكوبية الأكثر راديكالية في منفاها في الولايات المتحدة إلى الشوارع للاحتجاج، فتجمع أكثر من 300 منفيًا كوبيًا في حديقة عامة في ميامي مع مجموعة من المعارضين الموجودين في المدينة.
كما انتقدت “بيرتا سولير”، زعيمة ما يسمى بـ “السيدات المرتديات الأبيض”، الاتفاق بين أوباما وكاسترو واعتبرته خيانة للمعارضة الكوبية، مؤكدةً في نفس الوقت على أن الولايات المتحدة تريد من الآن فصاعدًا أن تعاني كوبا من الديكتاتورية مع الإفلات من العقاب، في حين قال “كارلوس جونزالس ماركيز” الذي يتظاهر منذ الأربعاء بشكل يومي إن “الرئيس الديمقراطي يقيم علاقات مع الديكتاتورية التي استغلتنا وقتلتنا وأجبرتنا على مغادرة البلاد دون أمل في العودة”، مضيفًا أن “أوباما” أصبح شريكًا لـ “كاسترو”.
أما بقية ردود الأفعال الأمريكية فقد كانت إيجابية، حيث قال اليميني المعروف بانتقاداته الكبيرة لأوباما “راش ليمبي”: “أنا لا أحب لا كاسترو ولا أوباما، ولكن دعونا نُنهي هذا الهراء المتمثل في عدم وجود علاقات مع كاسترو، فهذا الأخير سيء جدًا وأوباما قد أعطاه شيكًا بدون رصيد، ولكن يجب وضع حد لخلافاتنا مع النظام الشمولي في كوبا ونحن جيران وبين الجيران يجب أن يكون لديك حد أدنى من التفاهم”.
نافذة أمل:
من بين المنفيين الكوبين في ميامي، السيدة “أنا مارتنز” التي تعتبر من المهاجرين الذين يُعاملون باحتقار من قِبل الحرس القديم والتي تعمل في الخياطة، حيث قالت أثناء مظاهرة يوم السبت: “عندما نتحدث عن كوبا نتحدث عن فيدال كاسترو، ولكن فيدال كاسترو ليس كوبا، فكوبا هي نحن، والذي يقوم به أوباما هو إسهام في تقييد حريتنا”، مضيفة: “هؤلاء الكبار في السن قد امتلأوا بالحقد على مدى عقود، أنا لم أعش هذا وهذا لا يستهويني ولا يهمني فأنا وزوجي جئنا إلى هنا لمساعدة عائلتي في كوبا”.
كما أكد “أليجاندرو أرمنجول” المحلل الكوبي الأمريكي، أن “الحكومة الكوبية حققت نصرًا شئنا أم أبينا”، مشيرًا إلى أن رفع الحظر بعد عقود من العزل الذي حاولت أمريكا فرضه على كوبا هو رضوخ لرفض دول أمريكا اللاتينية لسياسة أمريكا تجاه “هافانا”.
إثارة بين رجال الأعمال:
رجال الأعمال أيضًا منقسمون؛ ففي جنوب فلوريدا يدعو بعض رجال الأعمال إلى الحذر، أما في بقية البلد فقد رحبوا بنهاية الحرب الباردة واعتبروا نهايتها أمرًا إيجابيًا.
وقد أكد “أدولفو هنركس”، الرئيس والمدير التنفيذي للبنك الخاص “طارق” وواحد من أهم رجال أعمال جنوب فلوريدا، على أن “الوضع المباشر لا يتجاوز الأمل في مراعاة البيئة التي سوف تتطور فيها الديمقراطية، وأن كوبا تحتاج بعض الوقت حتى تتحقق فرص الاستثمار الحقيقية التي لن تأتي في عشيةٍ وضحاها”.
في حين يرى “مارشل واتسون” مدير وحدة الاستثمار مارشل/ واتسون المتخصصة في استثمار رأس المال ومقرها في سان فرانسسكو، أن كوبا بلد عذراء والفرص فيها غير محدودة والعمليات الاستثمارية فيها آمنة وكذلك يمكن اعتبار نظامها القانوني مناسب للاستثمار، وأضاف ضاحكًا :”أكثر من ذلك.. سندخل السوق الكوبية بقوة استثمارية هائلة، وحتى الإسبان لا يستطيعون منافستنا”.
المصدر: إلمندو الإسبانية