نشطاء غزة يحذرون من #نذير_الانفجار

5626830-3x2-940x627

“اعتداء على الكرامة الإنسانية” هكذا عبّر منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة “ماكسويل غيلارد” عن رؤيته ووصفه للحصار المفروض على حصار غزة وما وصلت إليه حالة الأهالي في القطاع، خصوصًا بعد تعرض القطاع للحرب مرة تلو الأخرى، وما إن يبدأ القطاع في إعادة بناء وإعمار ما خلفته قنابل الطائرات التي قصفت وهدمت البيوت حتى تبدأ حرب جديدة تقضي على الأخضر واليابس.

إن معاناة أهل غزة من الحصار المفروض على القطاع قد بلغ أقصى ما يمكن أن يتحمله بشر، فأقل القليل من أساسيات الحياة اليومية بات ممنوعًا من دخول القطاع، وحتى البيوت والوحدات السكنية التي تم هدمها، في الحرب الأخيرة على غزة في شهر يوليو الماضي، لا يستطيع مالوكها إعادة إعمارها بسبب عدم وجود المواد اللازمة للبناء.

إن الحصار المفروض على غزة من قِبل دولة الاحتلال منذ نجاح حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الانتخابات التشريعية في 2006 قبل دخول حماس غزة بعام، قد تم تعزيزه في 2007 بعد سيطرة حماس على غزة في يونيو من نفس العام ليشتمل الحصار على منع أو تقنين دخول المحروقات والكهرباء والكثير من السلع، من بينها الخل والبسكويت والدواجن واللحوم، ومنع الصيد في عمق البحر، وغلق المعابر بين القطاع وإسرائيل.

هذا من الجانب الإسرائيلي، أما من الجانب المصري فإن معبر رفح – والذي يُعد المنفذ الوحيد لأهالي قطاع غزة إلى العالم الخارجي خصوصًا بعد هدم دولة الاحتلال لمطار غزة الدولي -، أصبح مغلقًا أغلب أيام السنة لتبقى الوسيلة الوحيدة لدخول البضائع والمعدات الرئيسية للقطاع هي الأنفاق التي تربط بينها وبين الجانب المصري.

لكن وبعد وصول السيسي إلى سدة الحكم في مصر بعد انقلاب الثالث من يوليو عام 2013؛ قام الجيش المصري بعمليات شرسة في سيناء من أجل هدم أكبر عدد ممكن من الأنفاق وقد نجح في ذلك؛ مما أدى إلى تضييق الخناق أكثر على أهالي غزة الذي يفترش الآلاف منهم الأرض ويلتحفون السماء بعد أن هُدّمت بيوتهم في الحرب الأخيرة.

إن المأساة التي تعيشها غزة كانت من المفترض أن تتفكك تدريجيًا بعد الاتفاق الأخير بين كل من حركتي فتح وحماس بشأن تشكيل حكومة وفاق وطني تقوم على إدارة القطاع؛ مما يجعل الجانب الإسرائيلي يتعامل بمرونة أكثر مع القطاع ويبدأ في إعادة فتح المعابر الخاصة به لتعود الحياة إلى أهالي غزة من جديد.

إلا أن الظاهر في العلن هو الوفاق لكن الخفاء يحمل في طياته الكثير من الخبايا، فحركة فتح لن تتقبل فكرة وجود قطاع مسلح من الشعب في غير الإطار الرسمي والحكومي، أي أنها وبتعبير آخر لن تتقبل فكرة أن تكون مجرد ورقة يتم استخدامها لمحاولة فك الحصار عن القطاع ومن ثم تتفرغ هي لعملية تأمين المعابر وتنظيم حركة الدخول والخروج منها.

ومن ناحيتها أيضًا، لن تتنازل حماس عن سيطرتها التي فرضتها على القطاع بعد سنوات عدة، بل وإنها لن تقبل أن يكون جناحها المسلح تحت سيطرة فصيل آخر يبدو منتهجا لخط معارض لمشروع المقاومة تحت أي ظرف.

لكن وفي المقابل، يقبع الآلاف من الأفراد في أكبر سجن في العالم، كل ما خارجه محرم على الدخول وكل ما داخله لا يستطيع الخروج، اللهم إلا الهواء وماء البحر.

وبعد حالة الضيق الشديدة التي يعيشها أهالي غزة فإن بعض المحللين يرون أن كل هذه الشحنة يجب أن يتم تفريغها بشكل ما، وهو ما يتوقعون أن يكون قريبًا خصوصًا وهناك الآلاف من العائلات يسكنون في الشوارع والذين سوف يقومون يومًا ما على قلب رجل واحد وسوف يتم توجيه غضبهم هذا تجاه الأطراف كلها، مما يعني أن كل من فتح وحماس ستنالهم شظايا من الانفجار الذي يُساق إليه أهل غزة مجبورين يومًا بعد اليوم، فالأزمة تشتد والأوضاع في طريقها إلى الهاوية.

وكان النشطاء والمدونون على مواقع التواصل الاجتماعي تويتر قد قاموا بحملة للتدوين عن معاناة الشعب في غزة وعن الانفجار المحتمل الذي يمكن أن ينتج في ظل ذلك الخناق الشديد على أهالي القطاع.، وتم التدوين على هاشتاج #نذير_الانفجار

وبالتزامن مع حالة الغضب في غزة، أكدت تقارير إسرائيلية إصابة جندي إسرائيلي بجروح وصفت بالخطيرة، صباح اليوم، الأربعاء، وذلك بنيران قناصة فلسطينيين.

وكانت تقارير تحدثت عن استشهاد فلسطيني وأصيب آخرون في تبادل إطلاق نار كثيف وقع صباح اليوم، الأربعاء، بالقرب من السياج الحدودي في جنوب قطاع غزة، وتحدثت تقارير أولية غير مؤكدة عن إصابة جندي إسرائيلي خلال تبادل إطلاق النار.