انخفاض أسعار النفط يرفع أسهم أوباما عند الأمريكيين

أظهر استطلاع جديد للرأي في الولايات المتحدة أن تحسن الاقتصاد انعكس بشكل مباشر على رأي الشارع تجاه أداء الرئيس الأمريكي “باراك أوباما”، في ارتفاع هو الأفضل منذ 20 شهرًا.
وفي الوقت الذي ترتفع فيه الأسواق الأمريكية إلى مستويات قياسية، أظهر استطلاع الرأي ارتفاع نسبة المؤيدين للرئيس باراك أوباما إلى 48%، وهو أعلى تقييم لأوباما منذ مايو 2013.
المؤيدون لأوباما – حسب الاستطلاع – هم من النساء وجيل الألفية (صغار السن) والمستقلين، حيث قفزت معدلات تأييدهم 10 نقاط، فيما انخفض مستوى التأييد لدى الرجال، الجمهوريين، ومن هم بين أعمار الـ 35 و49 عامًا.
ارتفاع نسبة التأييد هذه لأوباما جاءت بعد الربع الأخير للعام في أجندة الحكومة، والتي اكتسبت زخمًا كبيرًا بعد إجراءات تحسين الهجرة والعلاقات مع كوبا.
كما أظهر بطبيعة الحال الاستياء الواسع لأوباما؛ 56٪ ممن شملهم الاستطلاع قالوا إن الرئيس لم يكن على مستوى توقعاتهم، و49٪ قالوا إن سياساته قد تأخذ البلاد في منحنى خاطئ.
الانتعاش الاقتصادي المطرد كان ورقة جيدة للبيت الأبيض الذي ساعده في إخراج البلاد من ركود الفترة الماضي، إذ أظهر الاستطلاع أن تشاؤمًا كان يسود الشارع خلال الفترة الماضية حول الوضع المالي للبلاد، على الرغم من نمو الوظائف وتصاعد سوق “وول ستريت”.
قال أوباما في أكثر من تصريح إن تحسن الاقتصاد يُعد علامة إيجابية، إلا أنه حتى مع تراجع معدل البطالة إلى ما دون 6٪ ، لايزال جزء كبير من الأمريكيين متشائمين بشأن الاقتصاد، ويرجع ذلك لكيفية شعورهم بالوضع الاقتصادي الخاص بهم، فهم مازالوا يعانوا من ركود الأجور أو الوظائف في المجالات ذات الأجور المنخفضة.
ولكن مع عملية انتعاش الاقتصاد المستمرة وتلاشي أيام الانكماش، فإنه قد يبدو أن الأمريكان قد طووا صفحة نظرتهم السوداء تجاه الاقتصاد، إذ أظهر ذات الاستطلاع أن 51٪ من الأمريكيين لديهم نظرة إيجابية للاقتصاد، وتعد هذه أفضل نسبة منذ سبع سنوات، في زيادة حادة بنسبة 38٪ منذ أكتوبر الماضي.
القفزة هذه شملت الرجال والنساء والبيض وغير البيض وأهل المدينة والريف على حد سواء، وكانت مرتفعة بشكل واضح فيمن يكسبون أقل من 50 ألف دولارًا سنويًا.
وتزداد يومًا إلى آخر وجهات النظر الإيجابية الأمريكية تجاه الاقتصاد بشكل متواز مع انخفاض أسعار النفط، الأمر الذي يقول عنه الخبراء بأن الرئيس لا يمكنه السيطرة عليه، والتي تأتي في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة التجارة الأمريكية ارتفاع الناتج المحلي في الربع الثالث من العام بنسبة 5٪، في أسرع وتيرة له منذ عقد من الزمن.
استطلاع الرأي هذا يُظهر وبشكل واضح التغير في وجهة نظر الأمريكيين بشكل رئيسي تجاه سياسات الرئيس الأمريكي “باراك أوباما”، فقبل أشهر قليلة كانت استطلاعات الرأي تشير إلى فشل كبير في أدائه؛ الأمر الذي انعكس بشكل واضح على خسارة حزبه كل من أغلبية الكونجرس ومجلس الشيوخ في انتخابات التجديد النصفي.
إن الانخفاض الكبير في أسعار النفط، والذي انعكس بشكل كبير على حياة المواطنين – بسبب تعويم أسعار النفط في الولايات المتحدة -، حيث انخفضت الأسعار المحلية للمشتقات النفطية لأكثر من النصف، أدى إلى تحسن كبير في مزاج المواطن الأمريكي، الأمر الذي عكسه هذا الاستطلاع.
المصالحة مع كوبا وظهور أوباما في عدد من البرامج التلفزيونية والكوميدية منها، تقّربه من الشباب بشكل خاص ومنها مشاركته في كتابة كود “code” برمجة إلى جانب عدد من الشباب الأمريكي، وغيرها؛ كلها ساهمت في رفع أسهمه لدى الشعب الأمريكي، في رسالة واضحة بأن لعبة السياسة وأسهم الرئاسة والرئيس، بلا قواعد.