ترجمة من الفرنسية وتحرير نون بوست
4 يناير: احتلال الفلوجة
شهدت البلاد أول تحذير بالرصاص من قبل محاربين – لم يكونوا قد سموا أنفسهم في ذلك الوقت بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام – تمكنوا في غضون أيام من الاستيلاء على مدينة الفلوجة وعلى مساحات شاسعة من الأراضي في محافظة الأنبار العراقية جنبًا إلى جنب مع القبائل السنية، متجاوزةً بذلك السلطة الشيعية المتمثلة في رئيس الوزراء العراقي “نوري المالكي” ومستعينة بضباط سابقين في نظام “صدام حسين”.
استعدت الدولة الإسلامية في العراق والشام في الأشهر التي تلت تلك الأيام للقيام بعدة عمليات وهجمات؛ مما سهل عليها تأمين أراضي واسعة تمتد بين العراق وسوريا بعد زعزعتها السلطة المركزية المحلية.
9 يونيو: احتلال الموصل
هذا الهجوم كان شاملاً؛ بدءًا بالجيش العراقي الذي تفكك أمام المقاتلين الجهاديين وصولاً إلى حدوث أول عملية هجرة جماعية عند قيام مئات الآلاف من المدنيين بالفرار إلى المناطق الحدودية التركية.
وقال أحد سكان “سهل نياوى” لمبعوثنا الخاص نيكولاس فالز: “القصف كان فوق رؤوسنا، لقد سمحوا للأسر بمغادرة المكان، ولكن كان هناك أشخاص مرضى ومسنون قد قضوا هناك”.
فر النازحون إلى أربيل وإلى المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية العراقية، وفي مواجهة هشاشة الجيش العراقي قررت السلطات في إقليم كردستان ملئ الفراغ الذي تركته الحكومة المركزية والاستيلاء على العديد من المساحات الواسعة من الأراضي بما في ذلك مدينة كركوك.
29 يونيو: إعلان الخلافة
أعلن رؤساء وقادة داعش إقامة الخلافة بعد السيطرة على أراضي تتراوح من “سهل نياوى” بالعراق والأراضي السورية التي تسيطر عليها قوتها؛ لتتحول داعش إلى “دولة خلافة” تعد قواتها بعشرات الآلاف من المقاتلين وتدعو كل المجموعات الجهادية في العالم إلى مبايعتها، وتمتلك حجمًا كبيرًا من الغنائم التي كسبها مقاتلوها من معركة الموصل ومن عائدات تهريب النفط والأسلحة الثقيلة التي تركها الجيش العراقي الذي فشل في الحصول على الدعم الأمريكي بعد اكتفاء الولايات المتحدة الأمريكية بإرسال العشرات من المستشارين العسكريين.
8 أغسطس: أولى الضربات الأمريكية
تغير كل شيء في أوائل شهر أوت عندما تمكن مقاتلو الدولة الإسلامية من السيطرة على إحدى جبهات البشمركة العراقية، حيث تمكن الجهاديون على بعد 30 كيلومترًا من “أربيل” من الاستيلاء على “قراقوش” أول مدينة مسيحية في العراق؛ مما عجل بدعوات تدخل المجتمع المدني مثل تلك التي أطلقها “لويس سكوه” من الكنيسة الكلدانية في العراق قائلاً: “إنهم قد أنزلوا الصلبان من الكنائس وأحرقوا 1500 من المخطوطات، وأنا أطلق صيحة فزع للعالم، فالحكومة المركزية لا تسيطر على الوضع وكردستان تحتاج إلى دعم”.
والأحداث الدرامية التي عاشها اليزيديون في “سنجار” أجبرت عشرات الآلاف منهم على الفرار إلى مرتفعات تُطل على مدينتهم، إلى أن جاء الدعم الأمريكي الذي تمثل في قصف مواقع داعش للمرة الأولى في 8 أوت 2014.
19 أغسطس: إعدام جيمس فولي
في مواجهة القصف الأمريكي قام قادة داعش بعرض فيديو يهدد بقتل العديد من الرهائن الغربيين المختطفين من قِبلهم، وقد أظهر هذا الفيديو الصحفي الأمريكي “جيمس فولي” المختطف في 2012 في شمال سوريا والذي تعرض لأول عملية ذبح من سلسلة عمليات الذبح الأربعة التي حاولت ترهيب الرأي العام الأمريكي، ليكون الرد على لسان نائب رئيس الولايات المتحدة “جو بدين” الذي قال: “الأمريكيون سيتابعون المقاتلين حتى رميهم في الجحيم الذي سيكون نهاية مطافهم”.
6 سبتمبر: تشكيل ائتلاف دولي ضد الدولة الإسلامية
على هامش قمة حلف شمال الأطلسي، أعلنت الولايات المتحدة تشكيل تحالف دولي واسع لمكافحة داعش، وأن التحالف سيضم أكثر من 40 دولةً بدرجات متفاوتة بما في ذلك فرنسا وعدد من الدول العربية.
15 سبتمبر : بداية معركة “كوباني” (عين العرب)
بشن هجوم على منطقة كوبان؛ أصبح طموح مقاتلي داعش يتمثل في السيطرة على إقليم كردستان الكبير الذي سيسمح لهم بالسيطرة على كل الحدود التركية، في 19 ديسمبر خرج العديد من اليزيديين من قراهم؛ مما سهل الاستيلاء على العشرات من القرى المحيطة بالمدينة الخالية من سكانها.
ويقول أحد اللاجئين الأكراد الفارين من “كوبان” إنه يأمل في العودة إلى أصدقائه الذين يناضلون والذين يحتاجونه، وأنه بطبيعة الحال يخاف من الجهاديين لأنهم يملكون الأسلحة الثقيلة، مضيفًا: “نحن نصلي كل يوم أن تقاوم كوبان”.
23 سبتمبر: أولى ضربات التحالف في سوريا
في مواجهة زحف الجهاديين؛ بدأت الولايات المتحدة وبعض حلفائها العرب في إجراء غارات جوية على الأراضي السورية، وفتحت جبهة جديدة في الحرب ضد داعش، كما بدأت مساعي دبلوماسية حثيثة لاحتواء الحرب، حيث دعت تركيا إلى ضرورة إنشاء منطقة عازلة كبيرة على الجانب السوري من الحدود.
31 أكتوبر: كوبان تتلقى تعزيزات البشمركية
بعد ضغوط دولية كبيرة وخطر زعزعة الاستقرار في المناطق الكردية التركية، سمحت الحكومة التركية بمرور مقاتلين من كردستان العراق مدججين بأسلحتهم الثقيلة، وفي نوفمبر انقلبت موازين القوى وأصبحت قوى الدولة الإسلامية في كوبان مقيدة.
نوفمبر وديسمبر: أول نكسات داعش في العراق
نهاية السنة قد تسمح لنا بمتابعة النجاحات العسكرية المُبكرة لمكافحة داعش من قِبل القوات المسلحة العراقية والتحالف الدولي، فداعش تحاول الاستيلاء على مدينة “الرمادي” بعد فقدان “بلدة مصفى”، أما في الشمال وفي 19 ديسمبر نجحت قوات البشمركة في فك الحصار المضروب على “جبال سنجار”.
المصدر: rfi.fr