ترجمة من الألمانية وتحرير نون بوست
طالب المستشار السابق عن الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني “غيرهارد شرودر” – في تفاعله مع حركة “بيجيدا” المعادية للإسلام – بما سماه “انتفاضة العقلاء”، هذه العبارة استخدمها المستشار السابق سنة 2000 ليدعو إلى الاحتجاج ضد التطرف اليميني إثر استهداف معبد في مدينة “دوسلدورف”، الجناة كانا آنذاك من أصول غير ألمانية: الأول ألماني من أصول مغربية، والثاني مولود في الأردن ومجهول الجنسية، وخلال تفتيش إحدى الشقق عثرت الشرطة في ذلك الوقت على كتابات معادية للسامية وصورة لهتلر ونقوش للصليب النازي ومقولات نازية معروفة منقوشة على الحوائط.
ويقول شرودر: “في ذلك الوقت تظاهر 200 ألف شخصًا ضد كراهية الأجانب وضد معاداة السامية، وطبعًا كان في مقدمتهم الرئيس والمستشار، ردود فعل قوية مثل هذه نحتاجها اليوم”، مضيفًا خلال حديثه لصحيفة “كوراجيرت”: “إنني أراه شيئًا عظيمًا أن يحتج الناس في مقاطعة درسدن وفي كل مكان ضد هذه المجموعة التي تسمي نفسها (بيجيدا)، هذه مسؤولية وواجب السياسيين”.
كما قال: “على الأحزاب أن تتخذ موقفًا واضحا في هذا الشأن، وهذا ما لم تقم به أحزاب يمين الوسط حتى الآن”، مع العلم أن مظاهرات شملت مناطق عدة في ألمانيا انطلاقًا من مدينة “درسدن” مرورًا بمدن أخرى مثل “بون” و”ديسلدورف” يتم تنظيمها بصفة دورية منذ عدة أسابيع للاحتجاج على ما اُعتبر “أسلمة لأوروبا” ومن بين المحتجين من ينتمي إلى اليمين المتطرف.
أزدومير ينتقد “الموقف الاستعطافي” تجاه “بيجيدا”
رفض رئيس حزب “الخضر” “سام أزدومير” دعوات الحوار حتى مع غير المتطرفين في حركة بيجيدا، واعتبر أنه يرفض هذه “المواقف الاستعطافية”، كما عبر عن ذلك لراديو “ر- ب – ب راديو 1” قائلاً: المواقف الصريحة تم التصريح بها، أما ما اسمعه من “شهيق” من بعض الزملاء فلا معنى له.
وأزدومير، السياسي الألماني من أصول تركية ، متفهم أن لهؤلاء مخاوف يريدون أن يعبروا عنها ولكنه يقول: “على الإنسان أن ينتبه إلى الشعارات التي تُرفع والتي تُكتب على اللافتات”، متهمًا المحتجين بالرفض المطلق لتواجد الأجانب والمسلمين في ألمانيا، وبأنهم يريدون تغيير المجتمع الألماني، قائلاً: “لا أرى أن من الممكن أن نقوم بتنازلات جدية، وكيف سيكون أصلاً شكل هذه التنازلات؟ أظن أننا لا نحتاج أن نؤكد على أن ألمانيا، دولة القانون، تنادي بصوت عال (ألمانيا شعب منفتح على الآخرين)”.
كذلك رئيس وزراء مقاطعة “تورينغن” “بودو راملوف” (الحزب اليساري) رفض الحوار مع قادة حركة “بيجيدا”، وقال أثناء زيارته إلى مبيت للاجئين في “سول” إحدى مدن مقاطعة “تورينغن”: “ليس لنا ما نفعله مع هؤلاء العنصريين”، مضيفًا: “من المعقول أن نتحدث مع المحتجين الذين يتخوفون من أن اللاجئين سوف يأخذون منهم فرص العمل، هؤلاء علينا أن نبيّن لهم أن تخوفاتهم ليست في محلها” ويضيف راملوف: “حتى مشاغل اللاجئين علينا أن نأخذها بمحمل الجد”.
ثم يواصل السياسي اليساري قوله: “منظمو حركة بيجيدا، مثل لوتس باخمان، عليهم أن يأخذوا بعين الاعتبار المبادئ المسيحية التي تعتبر أحد أهم ركائز الهوية الغربية، فالمسيحية تدعو إلى الرحمة والتعامل الجيد مع بقية البشر، وهي قيم تجاهلتها هذه الحركة”.
“كرافت”: على المحتجين ألا يكتفوا بالتذمر
رئيسة وزراء مقاطعة “شمال الراين – واستفاليا” “هانلور كرافت” (عن الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني) حذرت المواطنين من السقوط في شباك التطرف اليميني إذا شاركوا في هذه الاحتجاجات، وقالت: “على المرء أن ينتبه أين يخطو .. جل تحركات بيجيدا يدعو لها يمينيون متطرفون، ورغم ذلك فهي تستقطب عددًا هامًا من المناصرين الذين سئموا السياسة، وهو – أي الاستقطاب – ما أنظر إليه بقلق، على المحتجين أن يحرصوا على التنظيم وطرح رؤاهم ضمن أُطر سياسية وألا يكتفوا فقط بالتذمر”.
المصدر: Welt.de