سربت صحيفة معاريف الإسرائيلية خبرًا بأن وزير الخارجية “أفيغدور ليبرمان” توجه يوم الخميس الماضي للعاصمة الفرنسية باريس في زيارة غير مبرمجة، مرجحة أن يكون قد التقى بشخصية خليجية بارزة، ناسبة الخبر لناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية – لم تحدد اسمه – أكد لها أن الزيارة “تتعلق بأمور تهم الوزارة” دون أن يحدد طبيعتها.
وفي تقرير نشره موقع الجزيرة نت، ذكر أن ليبرمان أقام في فندق راق بباريس عادة ما ترتاده الشخصيات الخليجية، مضيفة أنه من المرجح أن يكون هدف اللقاء هو مناقشة الفكرة التي طرحها ليبرمان مؤخرًا والهادفة إلى “حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني”.
يُذكر أن أول حديث عن هذه “الفكرة” أو المشروع” قد بدأ في 16 ديسمبر/ كانون الأول الجاري عبر تغريدة نشرها ليبرمان على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قال فيها: “لقد قدمت الاقتراح الذي اعتقدت أنه يجب عرضه، وهو ترتيب إقليمي متكامل ينظم علاقاتنا مع الدول العربية، ومع الفلسطينيين والعرب الإسرائيليين، أعتقد أنه يمكن أن يؤدي إلى اتفاق مستقر مع العالم العربي والفلسطينيين وتعزيز إسرائيل كدولة يهودية”.
ورجحت بعض الصحف الإسرائيلية والعربية أن تتعلق محاور الفكرة التي قدمها ليبرمان والتي توجه إلى باريس لمناقشتها مع الطرف الخليجي، ببعض ما سُرِب ونُشِر على قناة الجزيرة حول المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية السرية والذي تعلق بالأساس بفكرة تحويل سيادة الأراضي التي تحتلها إسرائيل الآن والتي يقطنها “عرب 48” ووضعها تحت سيادة السلطة الفلسطينية ليتم في المقابل إضافة الأراض الفلسطينية التي أُقيمت عليها آلاف المستوطنات للسيادة الإسرائيلية المطلقة.
وتتمثل خطورة هذه الخطوة في كونها ستُخلص الإسرائيليين من أحد أكبر العوائق التي تهدد “يهودية الدولة الإسرائيلية”، فبعد حرب 1948 وتهجير الإسرائيليين لمئات الآلاف من الفلسطينيين العرب المقيمين على الأراض المحتلة، بقيت نسبة كبيرة من هؤلاء الفلسطينيين مقيمة داخل الأراضي الفلسطينية التي أُقيمت عليها “دولة إسرائيل” وتم منحهم جنسيات إسرائيلية على أمل دمجهم في المجتمع الإسرائيلي، غير أن هؤلاء الفلسطينيين الذين يُطلق عليهم الآن تسمية “عرب 48” أو “عرب الداخل” حافظوا على هويتهم الفلسطينية وتراثهم الثقافي الفلسطيني والعربي والإسلامي، وأصبحوا الآن يمثلون “تهديدًا ديمغرافيًا” جديًا على كيان “الدولة الإسرائيلية” التي بات حوالي خُمس أو رُبع مواطنيها فلسطينيين مُعادين لها.
وقبل أيام وتأكيدًا لوجود محادثات إسرائيلية خليجية كثيفة ربما يصب جميعها في خانة “مشروع ليبرمان”، نشر موقع ميديل إيست آي تحليلاً لبيانات الرحلات الجوية في منطقة الشرق الأوسط، أوضح أن طائرة خاصة تحلق بين تل أبيب وأبو ظبي بمعدل مرتين في الأسبوع، مؤكدًا بذلك أن دولة الإمارات العربية المتحدة “تتعاون بنشاط” مع إسرائيل.
كما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، في شهر فبراير الماضي، أن الرئيس الإسرائيلي “شيمون بيريز”، شارك في المؤتمر الأمني الخاص بدول الخليج، والذي عقد آنذاك في دولة الإمارات العربية المتحدة، مشيرة إلى أن بيريز التحق بالاجتماع عبر نظام الفيديو كونفرنس وألقى كلمته من مكتبه في القدس وخلفه العلم الإسرائيلي، مؤكدة: “استمع المشاركون في المؤتمر باهتمام للرئيس الإسرائيلي، ولم يغادر أحد الغرفة، كما صفقوا له في نهاية كلمته”.