ميشيل باكمان، ستيف كينغ، ولوي غومرت، ثلاثة من نواب الكونغرس الأشد عداوة للإسلام وأحد المتطرفين الأكثر شهرة بعدائهم للإسلام زاروا مصر خلال الأيام الماضية وأكدوا على دعمهم للجيش المصري في “حربه ضد الإرهاب”، من باب أن “عدو عدوي صديقي”.
الساسة الثلاثة التقوا رئيس الجمهورية الذي عينه الانقلابيون في مصر، بالإضافة للضابط منفذ الانقلاب، كما التقوا البابا تواضروس رئيس الكنيسة المصرية، وبعض الساسة والنشطاء. زيارة المتطرفين الثلاثة ودعمهم -في مؤتمر صحفي لاحق- للجيش وللعنف الذي ارتكبه ضد المتظاهرين السلميين والمؤيدين للديمقراطية في مصر لم يكن متوقعا أن يمر ببساطة، وقد استفز جهات عديدة بالفعل.
رحبت ميشيل باكمان بإزالة الرئيس مرسي من السلطة وبالانقلاب العسكري وبالحكومة التي عينها. وربطت في المؤتمر الصحفي بين الإرهاب والإخوان المسلمين، قائلة أنها حاولت إقناع الولايات المتحدة والتأكيد على أن الإخوان المسلمين هم من نفذوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر، رغم ما في كلماتها من جهل واضح وشديد، إلا أن أي متابع للسياسة الداخلية الأمريكية لن يستغرب من الخطاب الذي صدر من عضوة الكونغرس.
فعلى مدار السنوات القليلة الماضية أخذت باكمان لنفسها مكانا كواحدة من أكثر أعضاء الحزب الجمهوري تطرفا، بل وأيضا “حزب الشاي” الذي يمثل حركة داخل الجمهوريين تنحى توجها يمينيا متطرفا.
على مدار العام الماضي خاضت باكمان صراعات شرسة ضد الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة، لكن لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فالنائبة الجمهورية عن ولاية مينيسوتا شنت حملة ضارية ضد “هوما عابدين” مساعدة هيلاري كلينتون، والسبب: كونها مسلمة.
في حملة أخرى شنتها تلك النائبة ضد “الإسلام المتطرف”، قالت في تصريحات مختلفة أن “الإسلام بكل صوره” يزيد من تأثيره في الحياة الأمريكية، ورغم أنها نفت التهمة التي وجهها لها المنتقدون كونها “كارهة للإسلام”، إلا أنها لم تحاول أن تفعل شيئا جادا حيال تلك التهمة.
على الجانب الآخر هناك ستيف كينغ، الذي قال في المؤتمر الصحفي الذي عقده في القاهرة أن الجيش قام بالانقلاب العسكري للدفاع عن ٣٠ مليون مصري، وهي كلمة غير مفهومة، فرغم أن العديد من الأبحاث الميدانية أثبتت كذب ادعاءات الجيش المصري وإعلام الانقلاب بأن هناك أكثر من ٣٣ مليون مصري نزلوا للشوارع للمطالبة برحيل مرسي، إلا أنه حتى على اعتبار الرقم صحيحا، فثلاثين مليونا لا يشكلون أغلبية في الشعب المصري الذي انتخب أغلبيته محمد مرسي رئيسا كما وافق أكثر من ثلثيه على الدستور الذي كتبه الإخوان المسلمون.
في ٢٠١٠ شارك كينغ في مؤتمرا عدائيا للإسلام نظمته مجموعة “حزب الشاي” وحاضرت فيه باميلا غيلر، إحدى أشرس المرضى بالخوف من الإسلام “الإسلامو فوبيا”، رغم محاولة مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) أن يحث كينغ على عدم المشاركة، لكن كينغ صرح بأن “غيلر تفهم في مثل هذه الأمور”.
في الجدل الذي أثير في الولايات المتحدة حول عما إذا كان باراك أوباما مسلما أم لا، قال كينغ أن “المشكلة تكمن في أن الرئيس أوباما على علم شديد بالثقافة الإسلامية كما أن اسمه الأوسط حسين”، في تصريح عنصري متجاهلا حقيقة أنه حتى لو كان المرء مسلما فلن يغير ذلك من الأمر شيئا أو من أهلية أوباما لمنصب الرئيس.
لوي غومرت ثالث أعضاء الكونغرس، وصف الإخوان المسلمين بأنهم متعطشين للدماء، كما ادعى أن الإخوان مسؤولين عن الإرهاب والتفجيرات التي تحدث في مصر. غوميت قال أنه يرحب بالنظام الجديد في مصر لأنه لا يرغب بوجود “الإسلام المتطرف” في السلطة.
شبه غومرت السيسى بجورج واشنطن، وقال إن الإخوان المسلمين المتعطشين للدماء، على حد وصفه، يريدون تقويض استقرار الأمور وقال أيضا إن “يهودا مصريين” شاركوا فى التحركات المناهضة لمرسى.
رغم هذه التصريحات المعادية للإسلام والمواقف السابقة للنواب الذين دعموا الانقلاب العسكري في مصر إلا أن الصحف المصرية نقلت عنهم محتفية بهم، متجاهلين التهم التي ما فتئوا يطلقونها بحق الإخوان المسلمين ومؤيديهم من كونهم على صلات بالغرب أو كونهم تابعين للغرب.
ميشيل باكمان قالت في مؤتمرها الصحفي: “العديد يسألون.. هل نفهم من هو العدو، فبإمكاننا أن نتحدث مع أنفسنا ونحن نفعل. فقد رأينا التهديد الذى مثله الإخوان المسلمون فى الولايات المتحدة ومصر وحول العالم، ونحن نقف ضد هذا الشر الكبير” وتابعت “لا يوجد خيار سوى هزيمة الإخوان المسلمين”، وهي نفس الرسالة التي يبدو أن الضابط السيسي قد حملها على عاتقه وقتل من أجلها الآلاف من المصريين حتى الآن.