تسريبات جديدة تفضح القضاء والنيابة في مصر

crop,488x320,mixmedia-12282234Ty9M4

أذاعت قناة “الشرق” الفضائية المصرية المعارضة للنظام في مصر والتي تُبث من تركيا، على مدار يومين مقاطع صوتية جديدة مُسربة من مكتب الجنرال “عبد الفتاح السيسي” بوزارة الدفاع في الأشهر التي أعقبت الانقلاب العسكري الذي قاده في الثالث من يوليو عام 2013.

جاء المقطع الأول الذي أذاعته القناة يُظهر صوت اللواء “ممدوح شاهين” مساعد وزير الدفاع للشؤون القانونية والدستورية وعضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة متحدثًا إلى اللواء “عباس كامل” مدير مكتب وزير الدفاع آنذاك الجنرال عبد الفتاح السيسي.

تحدث شاهين إلى اللواء كامل يستعجله في أمر قانوني يخص قوانين تعديل خدمة الضباط والقضاء العسكري، وما إن اتفقا على اعتماد القوانين حتى تحدث اللواء كامل إلى ممدوح شاهين طالبًا منه التدخل لإنقاذ نجل عميد يدعى “عبد الفتاح حلمي” ابنه مدان في قضية سيارة الترحيلات التي قُتل بها 37 شخصًا بعد تركهم في السيارة لمدة تزيد عن الساعتين وإطلاق عدة قنابل غاز مسيلة للدموع عليهم؛ ما أدى لموتهم اختناقًا داخل العربة، وقد اُتهم في الحادث عدة ضباط من بينهم نجل العميد المذكور، وطلب عباس كامل من اللواء ممدوح شاهين أن يتدخل في القضية لإدخال شهود لنفي الواقعة لصالح الضباط المتهمين، وهو الأمر الذي قبله شاهين واعدًا إياه بالتدخل والحديث إلى القاضي، وقد تم بالفعل الحكم على الضباط في القضية بسنة مع إيقاف التنفيذ.

أذاعت القناة مقطعًا آخر به صوت اللواء عباس كامل متحدثًا إلى النائب العام “هشام بركات” بشأن قضية “حسن محمد حسنين هيكل” رجل الأعمال نجل الكاتب الصحفي “محمد حسنين هيكل” والمُتهم في قضية التلاعب في البورصة مع نجلي الرئيس المخلوع علاء وجمال مبارك، والتي مُنع على إثرها من السفر، حيث طلب كامل من النائب العام رفع اسم نجل هيكل من قائمة الممنوعين من السفر.

تحدث اللواء “عباس كامل” إلى اللواء “محمود حجازي” أحد أعضاء المجلس العسكري ورئيس الأركان الحالي وقال إن الكاتب محمد حسنين هيكل قد تحدث إليهم وأوضح امتعاضه من منع نجله من السفر في تلك القضية وهو ما دفعه للحديث إلى النائب العام بشأن تلك القضية.

أثارت هذه التسريبات ضجة كبيرة في أوساط عدة على مواقع التواصل الاجتماعي، واختلفت نظرة التيارات المختلفة في تناول تلك القضية التي شهدت تفاعلاً كبيرًاعلى الهاشتاج المتصدر على موقع تويتر #تسريبات_الشرق_لمكتب_السيسي.

تناول الإسلاميون التسريبات من منطلق معارضتهم للنظام القائم بانقلاب عسكري على حكمهم، حيث أكدوا أن التسريبات تثبت وجهة نظرهم في العسكر، وظهرت حالة من التندر على التسريبات تدوالها النشطاء على موقعي فيسبوك وتويتر.



بينما شهد موقف الموالين للنظام في مصر تهوينًا من شأن التسريبات، مؤكدين عدم انتباههم لها وأنها تخرج من خصوم للدولة المصرية في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين، دون التعليق على المضمون التي احتوته التسريبات التي يشككون فيها.

هذا وقد تناول تيار من المتفاعلين في أمر التسريبات، القضية بوجهة نظر ترفض ما جاء فيها وترفض تناول جماعة الإخوان لها، مؤكدين أن الجماعة تأخذ الأمر من جانب المكسب سياسي على النظام الحالي.

لكن المجمل العام من التيار العام الثوري الرافض للانقلاب في مصر قد علق على التسريبات بوصفها مهزلة يجب محاسبة الفساد الذي ورد فيها لدرجة لا يتخليها أحد، معربين عن خيبة أملهم من ردود فعل الجمهور على التسريبات، حيث إن تسريبات بهذه الخطورة كانت ولابد أن تزيل أنظمة وليس نظامًا وحدًا على حد تعبيرهم.

هذا وقد أعلن الإعلامي “معتز مطر” المُذيع بقناة الشرق أن القناة تمتلك عدة تسريبات شخصية لعدد من المسؤولين في الدولة لكنهم لن يُقدموا على إذاعتها لأنها تحتوى على أمور شخصية لا تهم العامة، وقد عبّر بعض المتابعين عن غضبهم من هذا القرار، مؤكدين أن عليهم إذاعة كافة التسريبات التي لديهم.