هل تمثل زيارة ملك المغرب لإسطنبول نقطة تحول في علاقات البلدين؟

خالف الملك المغربي”“محمد السادس” البروتوكول العائلي المعمول به منذ سنوات، وتوجه برفقة زوجته وابنته وابنه لقضاء عطلة رأس السنة الميلادية في مدينة إسطنبول التركية عوضًا عن الذهاب لقصر العائلة في قرية بيتز شرقي العاصة الفرنسية باريس، وهو ما فُسر بتوتر العلاقات المغربية الفرنسية وبإمكانية حدوث تقارب مغربي تركي.
وقد بدأ توتر العلاقات الفرنسية المغربية في شهر فبراير الماضي عندما نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية لقاءً مع السينمائي الإسباني “خافيير بارديم” الذي نقل عن السفير الفرنسي في واشنطن “فرانسوا دولاتر” تشبيهه المغرب بـ “العشيقة التي ننام معها، لكن لا قدرة لنا على تركها وينبغي حمايتها”، حيث تسببت هذه التصريحات في غضب مغربي استدعى تدخل الرئيس الفرنسي ووزير خارجيته لتهدئة الأجواء مع الجانب المغرب.
غير أن هذه المحاولات لم تنجح في رأب الصدع بسبب تراكم مسببات الخلاف، ففي نفس الفترة، توجه سبعة من أفراد الشرطة إلى منزل إقامة السفير المغربي في فرنسا لاستدعاء مدير الاستخبارات المغربية “عبد الله الحموشي” للتحقيق معه في اتهامات ذات صلة بتعذيب المغاربة؛ الأمر الذي أثار غضب الملك المغربي مجددًا وجعل الإدارة المغربية تقرر وقف كل أشكال التعاون القضائي بين البلدين وتقرر تخفيض العلاقات الدبلوماسية إلى أدنى مستوى.
وفي ظل هذه التوترات في العلاقت المغربية الفرنسية، يُعتقد أن المغرب باتت تبحث عن حلفاء جدد في الساحة الدولية لتعويض ما يوصف بـ “الخذلان” الفرنسي للإدارة المغربية في عدد من القضايا مثل قضية الصحراء الجنوبية التي بات الموقف الدولي وخاصة الموقف الفرنسي أكثر قربًا لموقف جبهة البوليساريو الانفصالية من قربه للموقف المغربي الرسمي.
ورغم أن العلاقات التركية المغربية تشهد فتورًا دبلوماسيًا، أجرى الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” في نهاية شهر نوفمبر الماضي اتصالاً هاتفيًا بنظيره المغربي “محمد السادس”، وتحدث معه حول الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، حيث أكد الجانبان على أهمية إبداء الدول الإسلامية استيائها من الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة ضد الفلسطينيين والأماكن الدينية المقدسة.
وفي تلك المكالمة، شكر الرئيس التركي نظيره المغربي على استضافته لمؤتمر منظمة التعاون الإسلامي في مدينة الرباط، ودعاه إلى أن يكون “ضيفه الخاص” في تركيا، وإلى أن يُصدر البلدان تصريحًا مشتركًا ضد الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى وضد الفلسطينيين والأماكن الدينية المقدسة بصفة عامة.
وبزيارته هذه لبى الملك المغربي دعوة خاصة وجهها له الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لزيارة تركيا، حيث وصل إلى تركيا قبل أيام في طائرة مدنية خاصة ثم وصلت زوجته في طائرة مدنية خاصة أخرى وتلتهما 4 طائرات عسكرية مغربية محملة بأمتعتهم التي نُقلت إلى قصر الخليفة العثماني عبد الحميد الثاني “يلدز ساراي” والذي اختاره الملك المغربي للإقامة فيه خلال أيام إقامته في إسطنبول التي مازالت مستمرة إلى الآن.
وتميزت الزيارة بطابعها الشخصي الذي غيّب المعاملات الرسمية، حيث اُستقبل الملك المغربي في مطار إسطنبول من قِبل مسؤولين من الديوان الملكي المغربي ومن السفارة المغربية في تركيا، كما أدى الرئيس التركي زيارة عائلية للملك المغربي في مكان إقامته رفقة زوجته أمينة أردوغان وابنته سمية.
صور زيارة أردوغان للملك المغربي في إسطنبول:
وتجول الملك المغربي في شوارع إسطنبول رفقة عائلته والتقط الصور مع الأتراك والسياح الذين التقى بهم في الشوارع:
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وجدت زيارة الملك المغربي نقدًا كثيرًا، حيث أشار الناقدون إلى الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به المغرب والفقر المنتشر في مناطق كثيرة من المملكة، في الوقت الذي يسافر فيه الملك مع عائلته على طائرتين خاصتين، وتُنقل فيه أغرضهم على متن 4 طائرات عسكرية، مذكرين بالفيضانات التي شهدها جنوب المغرب والتي أدت إلى وفاة أكثر من خمسين شخصًا.