شهدت تونس بالأمس عمليّة تسليم مفاتيح قصر قرطاج بين الرئيس المنتخب “الباجي قائد السبسي” و والرئيس المُتخلّي “المنصف المرزوقي” في أجواء تاريخيّة لم نعهدها في دُولنا العربيّة.
السبسي بعد الكلمة التي ألقاها في مجلس نواب الشعب توجّه إلى قصر قرطاج لإتمام مراسم التّسليم والتسلّم، و أثناء مراحل البروتوكول، توضّحت جزئيًّا ملامح ديوان الرئيس الجديد المتكون مبدئيًا من خُماسي قابل للتّطعيم بوجوه أخرى .. خماسي كان في خلفيّة كلّ الصّور التي اُلتقطت في قصر قرطاج للسبسي.
مصدر الصورة: جريدة صباح التونسية
فيما يلي تركيبة الدّيوان الرّئاسي كما تمّ استنتاجها من بروتوكول التّسليم بالامس و التي ستتكوّن من :
1- رضا بلحاج
من مواليد فبراير/ شباط لسنة 1962، درس في المعهد التونسي الجزائري وتحصّل منه على الإجازة (الليسانس) في الحقوق سنة 1986 ثمّ على شهادة في الاقتصاد الجمركي والجبائي سنة 1988.
مهنيًّا انتقل بلحاج من إحدى الإدارات التّابعة لوزارة المالية لممارسة مهنة المحاماة منذ 2002 .
مسيرته السياسية انطلقت أساسًا بعد الثّورة، في فبراير 2011، بتعيينه كاتب دولة لدى الوزير الأوّل في حكومة محمّد الغنوشي الثّانية، ثمّ بتعيينه كاتبًا عامًا للحكومة في حكومة الباجي قائد السّبسي الانتقاليّة، ثمّ وزيرًا مكلّف بمهمة لدى الوزير الأول إلى حين تخلّي الحكومة الانتقاليّة للحكومة المُنتخبة المُنبثقة عن انتخابات 23 أكتوبر 2011.
التحق بالباجي قائد السبسي بعد تأسيسه لحزب حركة نداء تونس ليشغل خطة الناطق الرسمي ثم المدير التنفيذي للحزب.
من المنتظر أن يرأس بلحاج ديوان الرئيس التونسي الجديد.
2- محسن مرزوق
من مواليد يوليو 1965، حقوقي وجامعي تونسي متحصّل على شهادة الإجازة في العربية ومتحصل على شهادة التعمّق في مجال علم الاجتماع وماجستير اليونسكو في العلاقات الدولية من جمعية الدراسات الدولية بتونس، وهو يقوم حالًيا بالتحضير لنيل شهادة الدكتوراة حول موضوع المشروعية السياسية بالمغرب العربي، تولى محسن مرزوق مسؤولية منسق تنفيذي عام لمركز الكواكبي للتحولات الديمقراطية الذي يوجد مقره في العاصمة الأردنية عمان، وهو يشغل منصب الأمانة العامة للمؤسسة العربية للديمقراطية في مارس 2008، وعُرف أيضًا كمدير إقليمي لبرامج مؤسسة فريدوم هاوس الأمريكية.
إثر الثّورة أطلق مبادرته الشهيرة “المجلس التأسيسي الموازي” والتحق بالباجي قائد السبسي بعد تشكيله للحزب كعضو مكتب التنفيذي وكان مديرًا لحملة الأخير الانتخابيّة في الانتخابات الرئاسيّة.
من المنتظر أن يشغل خطّة مستشار سياسي للسبسي في ديوانه الجديد.
3- خميس الجهيناوي
من مواليد أبريل 1954، متحصل على إجازة في القانون العام وعلى شهادة الدراسات العليا في القانون العام وشهادة الدراسات المعمقة في العلوم السياسية وفي العلاقات الدولية، كما تحصّل على شهادة الكفاءة في مهنة المحاماة سنة 1978.
بدأ حياته المهنية سنة 1979 في وزارة الشؤون الخارجية وقد عُين بالخصوص بين 1999 و2004 سفيرًا مفوضًا فوق العادة لدى أيرلندا.
وفي يناير 2006 عُين مديرًا للشؤون السياسية والاقتصادية والتعاون مع أوروبا والاتحاد الأوروبي بالوزارة، ومن ديسمبر 2007 إلى يونيو 2011 شغل منصب سفير فوق العادة ومفوض للجمهورية التونسية لدى فيدرالية روسيا وكذلك لدى أوكرانيا ولدى مجموعة الدول المستقلة، وقد تمت ترقيته في مارس 2011 إلى رتبة وزير مفوض فوق العادة.
في مسيرته أيضًا جانب غير مُعلن وهو إشرافه على مكتب تونس في تل أبيب في سنوات تطبيع نظام بن علي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
إثر الثّورة عُيّن كاتب دولة لدى وزيرالشؤون الخارجية وقد أثار تعيينه وقتها كما الآن موجة غضب بالنظر لتاريخ الرجل الغارق في التطبيع، من المنتظر أن يشغل خطة مستشار في الشؤون الدبلوماسية .
4- معز السيناوي
محام ودبلوماسي تونسي تحصّل على الإجازة في القانون الدولي من جامعة إيكس أون بروفانس في فرنسا، وهو حاصل على درجة الماجستير في القانون الأوروبي من جامعة تونس.
شغل العديد من المناصب في السلك الدبلوماسي وتولى كذلك منصب نائب ممثل تونس الدائم لدى الأمم المتحدة في روما (منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي والصندوق الدولي للتنمية الزراعية) وهو اليوم مدير التواصل والشؤون العامة في الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط.
شغل أيضًا خطّة مدير التواصل لقناة نسمة الخاصة بين 2008 و2011 ثمّ خطّة المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة التونسية عضوية ديوان رئيس الوزراء خلال السنة الأولى من الفترة الانتقالية التي انطلقت في عام 2011.
من المُنتظر أن يُكلّف بمهمة الاتصال في ديوان الرئيس التّونسي الجديد.
5- رافع بن عاشور
من مواليد سبتمبر/ أيلول لسنة 1952، تحصّل على الإجازة في الحقوق شعبة القانون العام سنة 1977 وشهادة الدراسات العليا في القانون العام سنة 1978، كما تحصّل على شهادة الدراسات العليا في العلوم السياسية سنة 1979 وعلى دكتوراة الدولة في القانون الدولي العام سنة 1984، ثمّ التبريز في القانون القانون العام والعلوم السياسية سنة 1987.
هو اليوم أستاذ دكتور بكلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بتونس وقد شغل عديد المهام الأكاديمية محليًا وإقليميًا، وتمّ مُؤخرًا انتخابه قاضيًا بالمحكمة الأفريقية لحقوق الإنسان.
التحق بالباجي قائد السبسي كعضو مكتب تنفيذي لحزب نداء تونس ومن المُنتظر أن يشغل خطّة المستشار القانون في ديوان الرّئيس المنتخب.
في انتظار التأكيد الرّسمي، تكون قد توضّحت النواة الصلبة لديوان الرئيس مع ما خلّفته من ردود أفعال في شبكات التواصل الاجتماعي خاصّة تجاه “خميس الجهيناوي”؛ ما دفع البعض للتساؤل حول الأسباب الحقيقية التي تدفع السبسي بالتمسك بمنسق التطبيع مع الكيان الصهيوني في نظام بن علي وبالتالي حول مدى حضور السياسة الصهيونيّة الخارجيّة في الساحة السياسية التونسية.