سمحت النيابة العمومية في تونس بإطلاق سراح الإعلامي التونسي ومالك قناة التونسية سامي الفهري بعد أكثر من سنة على إيداعه في السجن في قضايا فساد مالي متعلقة بقطاع الإعلام في عهد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وسيبقى سامي الفهري على ذمة التحقيق خارج السجن في قضية “التسبب في خسائر مالية للتلفزة التونسية الحكومية” والتي تقدر بعشرة مليون دولار وقضية.
https://www.youtube.com/watch?v=kq3bcEt0BxA
ورغم الضجة الكبيرة التي أحدثها خبر إطلاق سراح الفهري في الشارع التونسي الذي كان البعض منه ينتظر اثبات التهم على سامي الفهري وكان البعض الآخر يطالب بإطلاق سراحه منذ البداية، فإنه أحدث أزمة داخل قناة نسمة التونسية، الخصم الإعلامي لقناة التونسية، حيث استقال ياسين الرديسي مقدم أحد البرامج الحوارية من قناة نسمة بعدما رفضت إدارة القناة السماح له بالحديث عن مسألة إطلاق سراح الفهري.
في قناة نسمة، اللعب لا.. ممنوع الحديث عن سامي الفهري..
المخرج أو المنشط الجديد لبلاتوه نسمة، ياسين الرديسي، يعلن… https://t.co/DLd2c53YWw— Mohamed Ben Jemaa (@m_benjemaa) September 11, 2013
وبالإضافة إلى قناة التونسية التي أسسها بعد الثورة يمتلك سامي الفهري شركة إنتاج إعلامي تدعى كاكتيس أسسها بالشراكة مناصفة مع بلحسن الطرابلسي صهر الرئيس التونسي السابق، وأنتجت هذه الشركة عشرات البرامج والمسلسلات التي عرضت على شاشة التلفزة التونسية الحكومية مستغلة بذلك نفوذ بلحسن الطرابلسي ومؤدية إلى تعطيل دوائر الإنتاج داخل المؤسسة الحكومية، حيث استحوذت شركة الفهري والطرابلسي على كل ساعات البث الحيوية في القناة.
وبعد الثورة، وقبل أن تبدأ النيابة العمومية في تونس في دراسة شكاوٍ قدمتها مؤسسة الإذاعة والتلفزة التونسية وأفراد عاملون فيها مدعمة بآلاف الوثائق والمستندات، قام القضاء التونسي في عهد رئيس الوزراء الأسبق الباجي قائد السبسي بتجميد كل أموال سامي الفهري وبنقل النسبة التي يمتلكها بلحسن الطرابلسي إلى أملاك الدولة وعينت عليها متصرفا قضائيا للإشراف عليها.
وعند إعتقال سامي الفهري أطلق محبوه والعاملون معه حملة واسعة للمطالبة بإطلاق سراحه تحت عنوان “Free Sami” كان بعضها على مواقع التواصل الاجتماعي والبعض الآخر في شكل مظاهرات أمام المحكمة وأمام مقر الحكومة التونسية وعلى شاشة قناة التونسية طيلة السنة الماضية.
وفي أول تصريح له إثر خروجه من السجن ووسط حضور عدد من أقاربه ومن محبيه صرح الفهري لوسائل الإعلام الحاضرة أن امكانية عودته للسجن واردة جدا وأن رحلته مع القضاء لم تنتهي بعد، وعن عودته للنشاط الإعلامي قال الفهري: “امضيت عاما في السجن من دون ادنى ادانة. اريد ان اشكر كل من ساندني (…) لكن ما احتاج اليه الآن هو الراحة”.