أفرزت الانتخابات الرئاسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مساء البارحة، الإثنين، عن انتخاب كل من “خالد خوجا” رئيسًا جديدًا للائتلاف، و”هشام مروة” نائبًا له، بالإضافة إلى “محمد يحيى مكتبي” أمينًا عامًا للائتلاف.
مناصب النائبين الآخرين محجوزة حسب النظام الداخلي للائتلاف لعضو نسائي ذهب إلى “نغم القادري”، ومقعد آخر محجوز لعضو من المجلس السوري الكردي الذي لم يُرشِح اسمًا حتى الآن.
في الوقت ذاته، انتخبت الهيئة العامة هيئة سياسية جديدة مكونة من 19 عضوًا، حصلوا على أكثر من 50 صوتًا من أصوات أعضاء الهيئة العامة وهم: نذير الحكيم، صلاح درويش، نورا الأمير، حسين العبد الله، رياض الحسن، بدر جاموس، فادي إبراهيم، محمد الدغيم، هادي البحرة، حسان الهاشمي، عبد الأحد اصطيفو، محمد قداح، أحمد رمضان، أكرم العساف، سالم المسلط، أنور بدر، خطيب بدلة، محمد خير بنكو، وخالد الناصر.
خوجا، يأتي بعد 4 رؤساء عبروا منصب رئاسة الائتلاف من قبله هم: “معاذ الخطيب”، “جورج صبرا”، “أحمد الجربا”، و”هادي البحرا”.
وكان خوجا قد ألقى كلمة في مؤتمر صحفي عقب انتخابه رئيساً للائتلاف قال فيها: “لا يخفى على الجميع أن الائتلاف في المرحلة الماضية واجه عوائق، وهذه العوائق حالت بينه وبين آداء دوره على الشكل المطلوب. في المرحلة القادمة سنبذل أقصى جهدنا لإعطاء الاهتمام للمعاناة التي يعيشها الشعب السوري سواءً في المناطق المحررة أو في بلاد اللجوء، وذلك من خلال حشد كافة الجهود اللازمة لذلك”
وفي إجابته على أسئلة الصحفيين قال خوجا حول المبادرة الروسية: “لم يتم توجيه دعوة من روسيا للائتلاف، وإنما تم توجيه دعوة لشخصيات معارضة، وبهذا الإطار الائتلاف غير مدعو إلى موسكو كأكبر مظلة لقوى الثورة والمعارضة في سورية”.
وساد تفاؤل عام في أوساط السوريين من وصول كل من خوجا ومروة ومكتبي إلى دفة حكم الائتلاف، إذ من المشهور عن الثلاثة نزاهتهم وصفحتهم البيضاء في صفوف المعارضة.
خوجا الذي حصل على 56 صوتًا مقابل منافسه “نصر الحريري” الذي حصل على 50 صوتًا، ولد في دمشق عام 1965 ليدرس الابتدائية والإعدادية فيها قبل أن يُعتقل مرتين من قبل نظام حافظ الأسد، الأولى عام 1980 ودامت 4 أشهر، والثانية عام 1981 ودامت لمدة عام وثلاثة أشهر.
وأكمل خوجا تعليمه الثانوي في ليبيا عام 1985 التي انتقل إليها فورًا بعد الإفراج عنه، ثم انتقل إلى جامعة إسطنبول التي درس فيها العلوم السياسية لعامين قبل أن ينتقل إلى إزمير ليتخرج منها طبيبًا عام 1994.
خوجا كان مؤسسًا ومسؤولاً عن لجنة إعلان دمشق في تركيا، وهو أحد مؤسسي المجلس الوطني السوري، وعضو في الائتلاف الوطني السوري الذي دخله عن المكون التركماني، كما أنه شغل منصب ممثل الائتلاف في تركيا حتى انتخابه.
بعض المقربين من خوجا كتبوا على تاريخه في الصراع مع نظام الأسد مما يكسبه بعضاً من النقاط لصالحه في قيادته للفترة القادمة، فقد اعتقل خوجا مرتين صغيراً قبل أن يتم الثانوية، كما أن 3 من أخواله قتلوا على يد نظام الأسد في مذابح الثمانينات، وجده لأمه الشيخ المعروف “أحمد اكبازلي زادة”.
كما اعتبر آخرون فوز خوجا انتصارًا لتركيا، كون خوجا الحامل للجنسية التركية مقرب من الحكومة التركية وكان يشكل جسرًا ما بين السوريين والائتلاف من جهة، والحكومة التركية من جهة أخرى، وكتب البعض في انتخاب خوجا:
الدكتور “هشام مروة”، الدمشقي الحاصل على الجنسية الكندية والمتنقل ما بينها وبين السعودية وتركيا، هو أحد القانونيين السوريين الذي ساهم في تأسيس المجلس الوطني وشغل منصب مدير مكتبه التنفيذي، ليرأس حتى لحظة تنصيبه اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني.
أما رجل الأعمال الدمشقي “محمد يحيى مكتبي” والذي يوصف بهدوئه الدائم وقربه من “مشيخة دمشق”، صهر الشيخ “محمد راتب النابلسي” فقد فاز بمنصب الأمين العام، والذي يُعد من المناصب الهامة والمؤثرة في الائتلاف.
وعبّر بعض المتابعين على شبكة الإنترنت عن أن قيادة الائتلاف الحالية هي الأفضل منذ إنشائه، في الوقت الذي شككوا في قدرة الائتلاف على التغيير من الواقع السياسي المعارض أو مجرى المعارك على الأرض.
في الوقت ذاته من المتوقع أن تسود علاقة هادئة إن لم تكن متينة ما بين قيادة الائتلاف والحكومة السورية المؤقتة في الفترة المقبلة، على خلاف المرحلة السابقة التي شابها أخذ ورد وإطاحة وإعادة انتخاب لرئاسة الحكومة أكثر من مرة، إلا أن قوة خوجا وطعمة تأتي في الائتلاف من ذات الكتلة، وهي كتلة المجلس الوطني التي دعمت طعمة أكثر من مرة، كما كان خوجا من المؤسسين الأوائل لهذا المجلس.