رائف بدوي يجلد أمام أهالي جدة السعودية

على مرأى أهالي جدة، نفذت السلطات السعودية حكم الجلد على مؤسس الشبكة الليبرالية السعودية “رائف بدوي”، أمام مسجد الجفالي في مدينة جدة.
السلطات بتواجدها الأمني المكثف منعت الجماهير من تصوير الجلد الذي تم بترديد عبارات من بعض الحاضرين مثل “الله أكبر”.
للأسف الشديد تم #جلد_الناشط السعودى رائف بدوى اليوم 50 جلدة للتدوين و حرية التعبير.. #عار_السعودية pic.twitter.com/6w49U03ddu
— منظمة العفو الدولية (@AmnestyAR) January 9, 2015
جرى بالفعل جلد رائف بدوي قبل قليل في محافظة جدة أمام جمع من الناس بعد صلاة الجمعة ووسط ترديد بعضهم: الله أكبر ..
— وليد أبوالخير (@WaleedAbulkhair) January 9, 2015
وتعد هذه الجلدات هي الدفعة الأولى التي يتلقاها “بدوي” في فترة محكوميته التي تبلغ 7 سنوات، إذ تلقى 50 جلدة من أصل 1000 سيتلقاها تباعاً خلال الـ 20 أسبوعاً المقبلة، وذلك طبقاً لقرار المحكمة القاضي بأنه “ينبغي أن يجلد ما لا يزيد عن 50 جلدة في كل دفعة، وبين كل دفعة مدة لا تقل عن أسبوع”.
منظمة العفو الدولية كانت قد نشرت بياناً على موقعها على شبكة الانترنت البارحة مساء قالت فيه أنها “تلقت معلومات تفيد بأن رائف بدوي سيتم جلده بعد صلاة الجمعة 9 يناير الجاري أمام مسجد الجفالي في جدة”، معتبرة أن العقوبة “تشكل انتهاكاً للحظر المفروض على التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة في القانون الدولي”.
كما دعت المنظمة السلطات إلى عدم تنفيذ عقوبة الجلد و”الإفراج عن رائف بدوي فوراً ودون قيد أو شرط، لكونه سجين رأي معتقل لسبب وحيد هو ممارسته حقه في حرية التعبير”.
الولايات المتحدة الأمريكية على لسان المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية “جنيفر بساكي” البارحة عن قلقها من قيام السلطات السعودية بجلد بدوي، مطالبة إياها بإلغاء هذه العقوبة التي وصفتها بـ “الوحشية”.
وكعادة الشارع السعودي، انقسم المتابعون ما بين مؤيد ومعارض لتنفيد الحكم فكتب المعارضون:
و #جلد_رائف_بدوي pic.twitter.com/aYcgQOdJnh
— مازن | ½ مواطن مؤدب (@maxen_) January 9, 2015
#جلد_رائف_بدوي لأنه مارس التفكير ، بينما من يمارس التكفير يترنح ويسرح.
يا بلادي واصلي قد علا شانك ، قد علا شانك.
— …*' (@elegant_lady91A) January 9, 2015
مشهد مُعيب و مُهيب ستحاسبنا عليه الأجيال القادمة ، وسيبقى وصمة عار.
و رائف بدوي سيبقى وصمة حرية.#جلد_رائف_بدوي pic.twitter.com/MWEabGj3w1— …*' (@elegant_lady91A) January 9, 2015
يتحدثون عن حوار الثقافات والأديان المختلفة، وأنت منهم حين تحاورهم تُجلد، تُنفى، تُصلب!#جلد_رائف_بدوي
— Hussain (@Hussainz9) January 9, 2015
بصدق لم أكن أتوقع #الجلد_علناً_لرائف_بدوي في ساحة عامة .. تصفية الحسابات بين التيارات بهذه الطريقة سوق تقودنا إلى طريق مظلم 🙂
٢٠١٥ق.م
— خلود صالح الفهد (@khulods) January 9, 2015
أما المؤيدون لتنفيد الحكم فكتبوا:
#جلد_رائف_بدوي
ولا من متى مساس العقيدة والدين يعتبر رأي؟
اذا تُرك كل واحد يتكلم بكيفه شلون بيصير الوضع ؟
لا معليش يامثقفين أنتم.— Malak (@MF__9) January 9, 2015
#جلد_رائف_بدوي
فيه اصوآت نباح كثير هنا ?موتوا بغيضكم يستاهل ماجآه هالمعفن ?
— NooN•• (@Nooon__9914) January 9, 2015
شرع الله تطهر نتمنا لك جلدا مبرحا
#الجلد_علناً_لرائف_بدوي
#جلد_رائف_بدوي— بدر شعلان ?? (@BADERSHALAN) January 8, 2015
اخواننا في جده ، احضرو وصورو لنا سناب ، وياليت تطربونا بالكثير من الصيحات الاستهجانيه على هذا الحيوان
— هُويمير (@i_saadoun2) January 8, 2015
وكانت المحكمة الجزائية في مدينة جدة السعودية قد حكمت على الناشط “رائف بدوي” مؤسس الشبكة الليبرالية الحرة على شبكة الانترنت بالسجن 10 سنوات والجلد 1000 جلدة، بالإضافة لغرامة مالية قدرها مليون ريال، في السابع من مايو العام الماضي.
المدعي العام أكد “عدم قناعته بالحكم؛ مطالباً بحكم أكثر صرامة”، والذي جاء لـ “شبهة إساءته للإسلام” بإنشائه للشبكة.
في ذلك الوقت، قال موقع سبق السعودي قال أن محكمة الاستئناف كانت قد نقضت قبل أشهر الحكم الذي صدر في رمضان الماضي بحق رائف بدوي من ذات المحكمة في جدة، والذي قضى بسجنه لمدة سبع سنوات وثلاثة أشهر، بالإضافة إلى جلده 600 جلدة، وإحالة القضية لقاضٍ آخر، من أجل إعادة النظر فيها من جديد؛ حيث صدر اليوم الحكم من القاضي الجديد الناظر للقضية، كما واعتبرت منظمة العفو الدولية رائف سجين رأي “احتُجز لا لشيء سوى لممارسته لحقه في حرية التعبير عن الرأي بشكل سلمي”.
التهم التي وجهت لرائف تمحورت حول “تأسيس شبكة ليبرالية” فضلاً عن” تبنيه الفكر الليبرالي، وثبوت إساءته للإسلام”، عندها قضت المحكمة بإغلاق الشبكة الليبرالية على الانترنت وانزال حكم الردة بحق رائف قبل أن تنقض محكمة الاستئناف ذلك.
وبدأت محاكمته في يونيو 2012 بتهمتي “إنشاء موقع إلكتروني يمس بالنظام العام”، و”الاستهزاء ببعض الرموز الدينية”، إلا أن المحكمة أحالته في ديسمبر من العام نفسه إلى محكمة أعلى بعد أن رأت أن التهم الموجهة إليه تتعلق بجريمة “الردة” ، لكن في أوائل 2013 أقرت أحد المحاكم العليا بعدم ثبوت الدعوى المرفوعة ضده بتهمة الردة والتي كان من شأن إدانته بها أن يحكم عليه بالإعدام وفقا لقوانين المملكة، واحالت القضية إلى محكمة اقل درجة.
ويذكر أن رائف محمد بدوي وهو من مواليد 1984 ناشط في حقوق الإنسان، وكان قد طالب بإلغاء “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية”، مطالباً بإحالة رئيسها إبراهيم الغيث لمحكمة العدل الدولية في عام 2008، كما أنه أسس في عام 2006 موقع “الشبكة الليبرالية السعودية الحرة” والذي سبب له تهمة “الإساءة للدين الإسلامي” على خلفية هجومه على الهيئة والمؤسسة الدينية السلفية في السعودية.