بعد أن ناقشنا جوانب مختلفة من أزمة الإخوان متعلقة بأزمة توزيع المعلومات واشتابكهم مع السلطة، بقي أن نناقش الجانب الأهم وهو المنهج الفكري للإخوان وتحديدًا منهجهم للتمكين.
إن منهج الإخوان للتمكين يمكن اختصاره بالعبارة التي أوردها حسن البنا برسالة التعليم القائلة “إننا نسعى لتكوين الفرد المسلم، فالبيت المسلم، فالمجتمع المسلم، فالدولة المسلمة، ثم أستاذية العالم”.
هل تبدو تلك العبارة منطقية؟
إذا كانت إجابتك بالإيجاب، فلنُعِد التفكير مرة أخرى.
في الواقع، لم يتم إنشاء دولة بالمعنى الحديث بهذا الطريق، وأغلب الظن أنه لن توجد دولة في المستقبل المنظور بهذا الطريق، فبالغرب توجد مدرستان تفسيريتان لظاهرة نشوء الدولة وهي حديثة بعض الشيء: الأولى هي المدرسة القانونية أو المنبثقة عن نظرية العقد الاجتماعي؛ وهي قائمة على افتراض أن تَكون الدولة إنما يكون نتاج عقد اجتماعي بين الأفراد المتواجدين بتلك الرقعة الجغرافية التي تطمح لتكوين دولة، يحدد قواعد العيش المشترك بينهم وماهية المصلحة الجماعية لهم وسبل تحقيقها وأدوات التحقيق، ومن ثَمّ تتكون الدولة لتحقيق تلك المصلحة الجمعية وإدارة العيش المشترك بين الأفراد أو طوائف وشرائح وطبقات المجتمع.
بينما يرى ميشيل فوكو في كتابه “يجب الدفاع عن المجتمع” أن هذا التفسير غير صحيح عمليًا وواقعيًا، إنما ما يحدث هو أن الدولة تكون معبرة عن موازين القوى بين مكونات الدولة وعن طريق صراع تحدد نتيجته النهائية شكل الدولة.
وحسب نظرية فوكو أو ما يمكن استنتاجه منها؛ الصحيح أن قوى السوق وصانعيه يدعوا تمثيل الأفراد في عملية تكوين وخلق الدولة من افتراض أنه طالما ارتضى الأفراد آليات عمل وقواعد السوق بتنظيم حياتهم الاقتصادية ومعايشهم فسيرتضوا أن تخول قوى السوق بإرساء القواعد السياسية لعيشتهم المكونة للدولة بل وصوغ شكل مجتمعهم وهويتهم وهي – أي قوى السوق- إنما تُحدِث تلك العملية فعليًا من واقع القوة التي تمتلكها.
ربما يكون هذا صحيحًا وأبرز مثال عليه هو نشأة الدولة الأمريكية؛ فتلك الدولة إنما تكونت بمرحلتها الأولى نتاج اختلاف قوى السوق الأمريكي مع المُستعمِر البريطاني حول الضرائب المفروضة على صادرات الشاي، والآباء المؤسسون الموقعون على ميثاق استقلال الولايات المتحدة عن بريطانيا هم أنفسهم قوى السوق وتلك كانت الديموقراطية على طريقة جيفرسون الذي صاغ بيان الاستقلال.
ثم التأسيس التالي الذي أعقب الحرب الأهلية الأمريكية بتحرير العبيد كان ببساطة هو اختلاف بين القوى الصناعية الصاعدة بالشمال مع فجر الثورة الصناعية بالاعتماد على الفحم بالشمال الذي لا يحتاج إلى عبيد، وإنما إلى عمال بالمصانع وبمناجم الفحم، وبين ملاك الأرض ومزارعي القطن بالجنوب الذين كانوا ومازالوا يحتاجون إلى عبيد للأرض، كما ذهب إلى هذا إريك هوبزباوم في كتابه ” تاريخ شعب أميركا”.
أو ما يحدث أن يدّعي حزب تمثيل الكتلة الحرجة من المجتمع، كما حدث في افتراض البلاشفة تمثيل طبقة البروليتاريا (العمال) لكي يطالبوا بحقهم في الحكم حتى بعد أن خسروا الانتخابات الديموقراطية وألغوها بدعوى أنها ستعيد قوى القصر والقيصر؛ ومن ثّمّ قامت الحرب الأهلية الروسية والتي انتهت بانتصار البلاشفة وقيام حكم الحزب الشيوعي وتكون دولة الاتحاد السوفيتي لمدة تقارب الـ 70 عامًا.
وهو ما تكرر بتجارب لاحقة مثل تجربة ماو تسي تونج في ادعاء تمثيله لطبقة المزارعين الصينين وانتهى إلى خلق الدولة الصينية الحالية.
من خلال هذا الاستعراض يتبين أن تبعًا لأي من النظريتين فالدولة الإخوانية الموعودة هي بالواقع دولة مستحيلة التحقق.
وبالرغم من أن وائل حلاق بكتابه “الدولة المستحيلة” خلُص إلى نتيجة مماثلة وهي أن دولة الإسلاميين أو الإخوان مستحيلة التحقق لأن غايتها هي تحقيق دولة إسلامية، ولكنها تنطلق من قواعد وطريق تأسيس الدولة الغربية الحديثة.
لكن ما نود إضافته هنا على أطروحة وائل حلاق أن دولة الإخوان من منظور الدولة الحديثة فهي أيضًا مستحيلة التحقق.
فمن الاستعراض الموجز السابق لا توجد علاقة خطية بين تكوين “الفرد المسلم” أو بمعنى آخر الفرد المؤمن بالفكرة الإخوانية وبين الوصول للدولة، ولم يحدث أن أدى طريق الإقناع الفردي أن تكون نهاية هذا الخط تكوين دولة، بل إن هذا مناقض لمفهوم الدولة من الأصل!
فمفهوم الدولة حسب الاستعراض السابق إما أن يكون ناتج عن إدارة وتنظيم العلاقة بين الأفراد بوصفهم أفراد أو بين تكويناتهم الجماعية سواء كانت تلك التكوينات قبائل أو عشائر أو طوائف دينية أو تكوينات حديثة كنقابات وغيرها حسب نظرية العقد الاجتماعي أو نتيجة ليدناميات الصراع وترجيح ميزان القوى لأحد ممتلكي القوة ومستخدميها، ولا تتكون الدولة من خلق أفراد مؤمنين بالفكرة ثم يقوم هؤلاء الأفراد بتكوين الدولة على أية حال!
ولم يتم الاقتراب عمومًا في الفكر الإسلامي من مدرسة العقد الاجتماعي إلا حديثًا بأطروحات الشيخ راشد الغنوشي وخاصة كتابة “مقاربات في العلمانية والمجتمع المدني”، ثم كتابات الدكتور سليم العوا وأطروحته العامة عن مفهوم “العيش المشترك”.
ولم يتم الاقتراب من أطروحة فوكو عند الإسلاميين إلا حديثًا أيضًا عندما تم استحداث مفهوم “سنة التدافع” المستنبط من قول الله عز وجل {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع}، وخاصة بكتابات الدكتور جاسم سلطان، ولكن تبقى الأطروحة الأساسية للإمام الشهيد – رحمه الله – هي المُهيمنة على تصور الإسلام السياسي للتمكين لدولتهم.
الآن بعد 30 يونيو يبدو مستقبل الإسلام السياسي بمصر خاصة وبالمنطقة عامة مغلف بعلامات الاستفهام ولا أحد يستطيع الجزم الآن كيف سيكون هذا المستقبل، فالوقت مناسب لكي يُراجع الإخوان أطروحتهم الأساسية تلك، والوقت مناسب الآن لإصدار “رسالة تعاليم” جديدة، خاصة وأن دعوة الإخوان الآن “بطور جديد” لم تمر به قبلاً مهما قاربنا واستعرنا من تجبرتهم في الحقبة الناصرية، فبالنهاية تلك الأزمة هي أزمة جديدة إجمالاً.
فكإسهام أو محاولة لفتح النقاش حول أطروحات وسياسات بديلة لتصور الإخوان التأسيسي عن طريقهم الحالي والمستقبلي يمكننا أن نرتكز إلى الأطروحات الأساسية لمفكرين وهما: ميشيل فوكو وآصف بيات
أولاً ميشيل فوكو:
تبعًا لتفسير فوكو السابق ذكره حول نشأة الدولة والسلطة المُنطلقة من فكرة الهيمنة والسيادة والإخضاع، فهو يستأنف تلك الفكرة في كتاب آخر وهو “المراقبة والعقاب: ولادة السجن”.
وأطروحته الرئيسية بهذا الكتاب أن أداة السلطة الأساسية بإخضاع الأفراد هو المصطلح الذي استحدثه “القوة البايلوجية”، أي مسعى السلطة للتحكم الكامل بجسد الفرد من المهد إلى اللحد، أي التحكم فيما يلبس وفيما يأكل ومتى ينام ومتى يصحو وكيف يتصرف بكافة ما يتعلق بحياته، ومن ثم استحداث السجن كوسيلة عقابية بدلاً من عقوبات الإيذاء الجسدي لتحقيق هذا الإخضاع للجسد لمن يعصي قانون السلطة، فبالسجن أنت مُجبَر على ارتداء زي معين ومُجبَر على نوع أكل معين وموعد للاستيقاظ والنوم وموعد للتريض، فبالتعود يتحقق هذا الإخضاع ويخرج الفرد “المجرم” من السجن بعد أن اكتمل إخضاعه للسلطة.
من ثم فدعوة فوكو للمقاومة وكسر السلطة إنما تتحقق برأيه بخرق القوانين التي تفرضها السلطة بكافة مناحي حياة الأفراد، فهي مقاومة مستديمة وجماعية حتى تنهار السلطة بالنهاية.
وإذا انتقلنا للوضع المصري فإن الأزمة الأصلية والرئيسية بعد 30 يونيو ليست بحجم القمع أو الدماء وأعداد المعتقلين السياسيين، وإنما الأزمة الرئيسية هي بانهيار الدولة ككل والارتداد لوضع الطوائف وملوكها كما سبق وشرحنا لوضع الطوائف المكونة للدولة المصرية بمقال سابق.
فالآن الآمنون بمصر هم من ينتمون إلى طائفة من طوائف الجيش أو الأجهزة الأمنية أو الشرطة أو القضاء أو رأس المال، وبعض الطوائف التقليدية الفرعية كالقبيلة أو حتى شريحة البلطجية .. إلخ، ومن هم خارج تلك الطوائف فهم معرضون لأي نوع من الانتهاك من التنكيل الجسدي إلى الاعتقال وصولاً للقتل.
إن اختصار هذا الوضع تجده بحادثتين حدثوا مؤخرًا وهما: الحكم بالسجن ثلاث سنوات على متهم بقضية غرفة عمليات رابعة بتهمة سب ظابط شرطة! ومتزامن معها إطلاق ضابط شرطة النار على أخين بالسويس أدى لمقتلهما بعد أن حاولا الفرار من كمين لقوات التدخل السريع، قبلها بحوالي سنة أي بديسمبر 2013 تم إصدار حكم على نقيب شرطة بالحبس نتيجة لمشاجرة بينه وبين وكيل نيابة بدمنهور! ومثل تلك الأحداث تكررت باحتكاكات بين ضباط جيش وشرطة.
فالآن يمكن أن يكون طريق ومسلك الإخوان في هذا الطور الجديد ما يمكن أن نسميه “نقل القوة”، أي نقل القوة للأفراد العاديين الذين لا يتمتعون بمظلة آمنة لأي من الطوائف.
هذا الفرد العادي أو حتى تجمعات الأفراد معرضين بأي وقت للتنكيل كما سبق وأسلفنا، وكنموذج فعلي إلى الآن تم إزالة منطقة بالكامل تُدعى عزبة الشيخ صقر تابعة لعزبة النخل وطُرد أهلها بالشارع بدون حتى غطاء أو توفير مسكن بديل كما كانت الدولة تفعل بالعهد المباركي، فبدلاً من مخاطبة الإخوان للجماهير بخطاب “يا أهالينا انضموا لينا”، لم لا يجرب الإخوان أن يوفروا لهذا المواطن وتلك الجماهير سبل القوة لمقاومة السلطة وأن يكون الضم للحراك المناهض لنظام 30 يونيو أو السلطة هو السبيل لحصول الفرد الغير منتم للطوائف للقوة المانعة من تغول السلطة عليه؟!
وهذا ينقلنا لآصف بيات:
آصف بيات هو أستاذ للعلوم السياسية من أصل إيراني ومحاضر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة والعديد من الجامعات الأمريكية وله مؤلّف ثمين وهو “الحياة كسياسة: كيف يُغير ناس عاديون الشرق الأوسط”.
يتحدث فيه عن نمط من الاحتجاج هو مفهوم “اللاحركات المجتمعية” وهو غير ظاهر ومخالف لطرق الاحتجاج التقليدي التي تكون عن طريق تكوين تنظيم أو جماعة أو أي نوع من الرابطة للاحتجاج ومقاومة السلطة بهدف إسقاطها أو تحقيق مكاسب جزئية.
وهذا النوع من الاحتجاج أو مقاومة السلطة هو نمط حياتهم حيث لا يرون فيما تقدمه السلطة من طرق عيش وقوانين ما هو مناسب لهم أو ما ينشدوه من الحياة، فمن ثَمّ يعيشون حياة كاملة مخالفة لما تفرضه السلطة، فتتكون شريحة مجتمعية من المتمردين على السلطة أو الخارجين عن إطار الدولة بدون أن يكون المقصد هو تكوين حركة احتجاجية.
وعلى قدر ما تتعمق وتتسع الفجوة بين السلطة وما تفرضه وبين ما يطمح إليه الأفراد وشرائح واسعة من المجتمع تزداد وتتوسع أيضًا شريحة اللاحركات المجتمعية.
وإذا نظرنا إلى أرض الواقع سنجد شريحة هائلة ومتسعة هي من يُطلق عليهم العاملون بالاقتصاد الغير رسمي أو الاقتصاد الموازي، وهي حسب آخر إحصاء تمثل ما يعادل 80% من إجمالي طاقة الاقتصاد الرسمي ويعمل بتلك الشريحة ويعيش عدد ابتداءً من الباعة الجائلين وسائقي المايكروباصات والتوك توك انتهاءً إلى تجار الجملة المتهربين من الجمارك وأصحاب البناء الغير رسمي أو الغير مرخص.
وبالرغم من السخرية والاستهجان الذي لاقاه أول خطاب لمحمد مرسي من قصر الاتحادية عندما توجه بخطابه لسائقي التوك توك، ولكن كان يمكن أن يؤسس هذا الخطاب فعلاً لدولة جديدة تُبنى على علاقة جديدة أكثر عدالة بين الدولة والمهمشين والخارجين من سلطانها وهو ما لم يتحقق عمومًا لأسباب خارج هذا السياق.
الآن يستطيع الإخوان أن يُبعثوا من جديد إذا اندمجوا بتلك الشريحة المتسعة وكانت مهمتهم الأساسية ليست الاحتجاج وليست “تكوين” الفرد المسلم إنما:
أولاً: بناء شبكات أو “ريزومات” rhizome
وهو مصطلح مأخوذ من علم النبات وهو عبارة عن ساق تنمو أفقيًا للنبات تحت الأرض، يستعملها النبات للانتشار وتكوين نباتات جديدة وجذور وسيقان جديدة.
فهذا هو عين المقصد أي أن يكون دور الإخوان هو ربط شرائح اللاحركات ببعضها بحيث يحدث اعتماد متبادل بين تلك الشبكات لمواجهة السلطة وتكوين شرائح جديدة تحيا بنمط حياة مقاوم لما تفرضه السلطة.
ثانيًا: ابتعاث تلك الشبكات والشرائح لكي تخوض معركة ليست بهدف آني هو كسر الانقلاب أو إسقاط نظام السيسي وإنما إسقاط مركزية الدولة وإسقاط الطوائف المميزة، هنا أنت ستخوض معركة مختلفة كلية عن المعركة الحالية، معركة لإسقاط الدولة المصرية المستقرة من 23 يوليو والتي حاولنا شرح فلسفتها وآليات إدارتها، بل إن شئت فهي الدولة المستقرة بمصر منذ محمد علي، بل إن شئت فهي الدولة المصرية المتكونة منذ فجر التاريخ مع مينا نارمر التي يمكن اختصارها كما شرحها التعبير القرآني “فرعون وملائه” ثم أسفلهم أهل الأرض الذين جعلهم فرعون شيعًا ثم كنتيجة لهذا أصبح بإمكانه أن يستضعف طائفة منهم.
فالمطلوب حسب النص القرآني هو التشبيك بين شيع الأرض ثم ابتعاثهم لمواجهة فرعون وملائه، بل إن قصة موسى وفرعون على امتداد القرآن والتي ذُكرت جوانبها وأبعادها في 27 سورة بالقرآن هي الرافد الإسلامي المرجعي لهذا النهج الذي نقترحه.
وهذا أيضًا يمس صلب خلل رئيسي آخر في التكوين الفكري والمنهجي للإخوان المسلمين وهو أن الإمام الشهيد – رحمه الله – أسس جماعة الإخوان كرد فعل على سقوط الخلافة الإسلامية، فكان التصور الحاكم منذ تلك اللحظة إلى الآن أن جماعة الإخوان هي جماعة تنوب عن الأمة في الفرض الكفائي المتعلق بمهام الخلافة إلى أن يبعث الله دولة الخلافة مجددًا.
فالآن لعل المطلوب هو أن يحل تصور “الإخوان جماعة تبتعث الأمة لتقوم بمهام مواجهة تحدي الداخل المتمثل بالاستبداد وتحدي الخارج المتمثل بالاستقلال” محل هذا التصور المؤسس للجماعة، ومن ثم يمكن أن تكون رسالة التعاليم الجديدة للإخوان مختصرة بأن طريق الإخوان هو: “رفع الواقع للمجتمع والدولة والفرد، ثم فهم وفقه هذا المجتمع الذي يحيا الإخوان خلاله، ثم أن يشترك الإخوان بمعركة هذا المجتمع وفق متطلباته وشروطه وأسلوب مواجهته، ثم ابتعاث هذا المجتمع ليكون أمة، ثم تلك الأمة تُسقِط جميع مظاهر السلطوية وتسعى لتكوين دولة لاسلطوية أكثر عدلاً وأكثر رفقًا ورحمة وأمنًا للإنسان الذي يحيا بها”.
وأخيرًا علينا تذكُر أن القاهرة وكل المدن الرئيسية بمصر يحيط بها حزام فقر يعيش به 16 مليون مصريًا وعلينا تذكُر أن من حزام الفقر هذا خرج من هاجموا الأقسام ومقر الحزب الوطني بـ 28 يناير 2011، وخرج منه من دافعوا عن معتصمي التحرير وقت موقعة الجمل، وهذا الحزام عندما يُدرك لذاته ويدافع عنها – حسب المفهوم الفوكوي أيضًا للذات مقابل السلطة – هو من سيزحف مستقبلاً لاحتلال وإسقاط كل مظاهر السلطة وقوتها في مستقبل غير بعيد.