عند دخول مدينة القامشلي أو (قامشلو) كما يسميها الأكراد بلهجتهم المحلية ستلاحظ المساحة الخضراء على جانبي الطريق، مساحة على خلاف تلك المناطق التي تفتقر إليها سورية بعد أزمة الجفاف التي حلت قبل عدة سنين والتي لم يعالجها نظام الأسد والتي إعتبرت في حينها علامة واضحة على فشله في إدارة البلاد .
ستلاحظ حين تتعمق في الداخل الكردي الإنتماء المتعصب الذي يسود تلك المناطق الكردية، تعصب قد يؤدي بحسب نشطاء لنشوء وطن جديد مستقل عن الوطن السوري خصوصا ً بعد تغذية بعض الأحزاب الكردية للنزعة الإنفصالية، صور لقادة كرد موجودة على لوحات إعلانات كبيرة , أعلام الأحزاب الكردية والعلم الكردستاني مرفوعة على شرفة كل بيت تقريبا ً , نشاطات واحتفالات وندوات ومؤتمرات لأحزاب كانت محظورة قبل الثورة السورية، يقول أحد المواطنين أنهم قبل عامين كانوا يحلمون بمجرد رفع العلم الكردي أما الآن فقد تغير الوضع بشكل طبيعي نظرا ً لأن النظام السوري لايود فتح جبهة جديدة عليه بعد أن خرجت من تحت سيطرته معظم الأراضي السورية .
لا وجود هنا لدلة مركيزة او حكم مركزي في المناطق الكردية ، إذ تعمل أكثر تلك المكونات وتحديدا ً المسيحية منها و المتواجدة في قامشلو على تنظيم الأمور من خلال لجان شعبية مقسمة على عدة قطاعات في المدينة، كل لجنة تدير القطاع الخاص بها وتعقد تلك اللجان إجتماعات إسبوعية لوضع خطط الإدارة وتنفيذها من خلال تأمين الخدمات العامة وتنظيم الأمن فيما بينهم .أسايش .. كوريلا وغيرها أسماء لقوى كردية مسلحة لها وجودة طفيف مقابل الـ YPG.
أما عن تمويل المجموعات المسلحة في المناطق الكردية فقد تحدث أحد العاملين في مجال النفط مناطق النفوذ الكردي أن القوى الكردية ممثلة بالعمال الكردستاني تقاسم النظام السوري على إيرادات النفط والغاز , إذ يعود جزء كبير من الإنتاج على تلك القوة التي تعمل على تسليح وتذخير نفسها باستمرار تحسبا ً لمرحلة قادمة قد تؤدي للصدام مع الحر أو الفصائل الإسلامية المرتبطة بالقاعدة كالنصرة ودولة العراق والشام .
النظام السوري وعلمه لاوجود له بشكل ملحوظ إلا في فروع الأمن والدوائر الرسمية التي يتحصن بها في وسط المدينة والتي تقع بجوار بعضها، على عكس ماحدث في عام 2004 حينما ظهرت شرارة إنتفاضة كردية واجهها النظام بدباباته وفرقته الرابعة، تعقد القوى الكردية اليوم هدنة أو صفقة تقر بوجود النظام السوري بشكل صوري في المدينة مقابل عدم فتح جبهة بينهم وبين النظام، هذا الأمر يثير الإستغراب بنظر البعض الذي كان يتوقع أن تقوم تلك القوى بطرد النظام بسبب القمع الذي مارسه عليها على مدى سنين وبسبب الجرائم التي إرتكبها آنذاك .
من جهة أخرى ظهرت مؤخرا ً شائعة أن الأكراد يعتزمون إنشاء حكومة إدارة ذاتية كالتي في العراق مما أثار حفيظة الإئتلاف الوطني لقوى المعارضة الذي فشل حتى الآن في طرح مشروع حقيقي لإدارة البلد في حال سقوط النظام السوري، مطلب قد يكون محق بنظر سكان تلك المناطق وذلك بسبب بطء وتشتت وخلاف القوى الداخلية المُشكلة للإئتلاف حسبما يقول الناشطون .