ثم توالت الأيام .. والأحداث .. والمظاهرات .. والإعتصامات .. فأصبح إستخدام عبارة : “الشعب يُريد” أكثر من اللازم .. وفقدت هذه الكلمة هيبتها وتأثيرها .. فأصبحت تُستخدم في مظاهرة لبعض الموظفين على شركتهم .. أو لبعض الطلبة ضد أستاذهم .. وهكذا .. فأصبح الشعب عبارة عن فئويات صغيرة تنادي باسمه في مطالب لم يطلبها الشعب يوماً ..
ثم جاء دور الإعلام .. والذي لعب دوراً محورياً في هذه الأزمات -سواءً كان دوراً إيجابياً أم سلبياً- فقام هو الآخر بإستخدام هذه العبارة “الشعب يُريد” في استخداماته الخاصة .. وبرامجه الموّجهة .. وأغراضه التي تهدف إلى إفراز مجتمع يؤمن بمعتقدات معينة .. أو خدمةً لأشخاص وأهداف سياسية واقتصادية ما !
فأصبح الإعلام يستخدم هذه العبارة .. للتعبير عن مطالبه هو .. أو مطالب بعض رجال الأعمال ورجال الدولة الذين يتحكمون فيه .. ويوهمون العالم بعبارة “الشعب يُريد” أنها مطالب شعبية لجموع الشعب كله !
“الشعب يُريد” عبارة تم إستهلاكها أكثر مما ينبغي .. افقدها البعض تأثيرها وسلطتها عندما استخدمها في غير موضعها .. فمن الظلم والتعدّي : وضع الشيء في غير موضعه .. وهذا ما حدث للأسف !
ليس من حق أي فصيل أو أي قناة إعلامية أو أي مسؤول سياسي أن يتحدث باسم الشعب أبداً .. الشعب يستطيع أن يتحدث بنفسه عن نفسه !
وإلى كل من يريد أن يعرف ماذا تُريد الشعوب ؟
الشعوب تريد الحرية والديموقراطية والأمان ورغيف العيش وفرص العمل وأن تحيا حياة إنسانية كريمة في بيت نظيف ولقمةٍ هانئة !
إذاً فلنوفر على أنفسنا كإعلام وحكومات وكتاب وسياسيين .. الكلام باسم الشعب .. ولنعمل من أجل الشعب .. وليعمل الشعب أيضاً من أجل أن ينهض بنفسه تلك النهضة الحضارية التي يستحقها .. التي طالب بها منذ 25 يناير 2011
أتُريدون أن أُذكركم بماذا كان يُريد الشعب ؟
العبارة كاملة تقول : “الشعب يريد .. عيش ,حرية , عدالة إجتماعية”