ندد رئيس الوزراء التركي “أحمد داوود أوغلو” بقيام المجلة الفرنسية “شارلي إيبدو” بتخصيص غلاف ساخر من النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في أول عدد تصدره بعد عملية 11 يناير التي أودت بحياة 4 من أهم رساميها.
وقال داوود أوغلو أمس الخميس خلال حديثه للصحفيين قبل سفره للعاصمة البلجيكية بروكسل: “نشر هذا الرسم الكاريكاتوري استفزاز خطير.. وحرية الإعلام لا تعني أبداً حرية الإهانة، لا يمكننا أن نسكت على الإهانات التي توجه للنبي تحت ذريعة حرية التعبير”.
وقد عمدت مجلة شارلي إيبدو إلى طباعة 3 ملايين نسخة من عددها الجديد عوضا عن 6 آلاف نسخة (عدد النسخ الذي تقوم المجلة بطباعتها في العادة)، واختارا غلافا يحمل صورة يرمزون بها للنبي محمد وفي عينه دمعة وهو يحمل لافتة كتب عليه الشعار الفرنسي الذي انتشر بعد الحادثة: “أنا شارلي”، وهو الأمر الذي استنكره كثيرون ممن تعاطفوا مع الصحيفة بعد العملية الإرهابية التي تعرضت لها والتي أودت بحياة 4 من أهم رساميها.
ويذكر أن مشاركة داوود أوغلو في المسيرة العالمية التي نظمت تضامنا مع ضحايا العملية الإرهابية وتنديدا بالإرهاب، جعلته يتعرض لحملة انتقادات واسعة بسبب حمل المتظاهرين هناك للرسوم المسيئة للنبي محمد التي نشرتها المجلة في السابق، وبسبب حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الصف الأول للمسيرة.
وقد برر داوود أوغلو مشاركته في تلك المسيرة بالرغم من حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه ما كان ليترك الساحة فارغة للآخرين وبأنه كان معنيا بإظهار تنديد بلاده بالإرهاب، في حين شن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجوما حادا على مشااركة نتنياهو في المسيرة وقال: “كيف يمكن لرجل قتل 2500 شخص في غزة من خلال إرهاب الدولة أن يلوح بيده في باريس كما لو كان الناس يترقبون بلهفة أن يفعل هو ذلك؟ كيف يجرؤ على الذهاب إلى هناك؟.. يتعين عليك أولا أن تتحدث عن الأطفال والنساء الذين قتلتهم”.
وانتقد أردوغان ما أسماه بازدواجية المعايير لدى الدول الغربية، قائلا: “نحن المسلمين لم نكن إطلاقا في جانب الإرهاب ولم نساهم في ارتكاب المجازر، إن العنصرية وعبارات الكراهية والإسلاموفوبيا تقف وراء هذه المجازر”، كما أشار إلى أن منفذي عملية شارلي إيبدو فرنسيون كانوا مسجونين في فرنسا: “يرتكب مثل هذه المذبحة مواطنون فرنسيون ويدفع المسلمون الثمن. هذا يحمل معاني عميقة.. ألا يتعقب جهاز مخابراتهم من يغادرون السجن؟”.
والتحق داوود أوغلو بموجة التصريحات المنددة بمشاركة نتنياهو في مسيرة باريس عبر اتهام رئيس الوزراء الاسرائيلي بارتكاب “جرائم ضد الانسانية” في قطاع غزة، مشبها إياها بما ارتكبه منفذوا عملية باريس، مضيفا: “على غرار الإرهابيين الذين نفذوا مجازر باريس، ارتكب نتنياهو جرائم ضد الانسانية على رأس حكومة نفذت مجزرة بحق أطفال كانوا يلعبون على شواطئ غزة”.