أطلق الرئيس التشادي إدريس ديب، يوم الأحد، دعوة إلى تشكيل تحالف عسكري أفريقي واسع للتصدي لجماعة بوكو حرام في نيجيريا والكاميرون، قائلاً: “أوجه نداء إلى الدول الأخرى الأعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا من أجل تشكيل تحالف واسع لمكافحة بوكو حرام”.
يذكر أن مقاتلي بوكو حرام قد شنوا خلال الأسابيع القليلة الماضية هجمات مكثفة شمال شرق نيجيريا وأقصى الشمال الكاميروني فضلاً عن المنطقة الحدودية التي تجمع نيجيريا بالتشاد وبالنيجر؛ مما أدى إلى مقتل المئات وتهجير الآلاف جراء المجازرة الفظيعة التي ارتكبها مقاتلو الجماعة، كما شن مقاتلو الجماعة مؤخرًا عددًا من الهجمات الانتحارية التي استهدفت أماكنًا عمومية مثل الأسواق ومحطات الحافلات.
وتأتي دعوة الرئيس التشادي بعد يوم واحد من توجه حوالي 400 آلية عسكرية تابعة للجيش التشادي تحت حماية المروحيات القتالية للكاميرون للانضمام للجيش الكاميروني الذي بدأ يخوض معاركه مع الجماعة التي نجح مقاتلوها في السيطرة على أكثر من 16 قرية نيجيرية قريبة من الحدود الكاميرون خلال الأسبوعين الماضيين.
قالت مصادر في الشرطة الكاميرونية صباح اليوم الإثنين، إن مقاتلي بوكو حرام شنوا هجومًا جديدًا شمال الكاميرون أسفر عن خطف حوالي 60 شخصًا معظمهم من النساء والأطفال، حسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية، وقال المصدر نفسه: “مقاتلون من بوكو حرام اقتحموا هذا الصباح قريتين في منطقة تورو في دائرة موكولو (أقصى الشمال)، وأحرقوا المنازل واختطفوا نحو 60 شخصًا معظمهم من النساء والأطفال”، مؤكدًا أن الهجوم خلّف عددًا من القتلى.
وفي دعوته لتشكيل تحالف عسكري ضد جماعة بوكو حرام، قال الرئيس التشادي: “الكاميرون ونيجيريا يجب ألا يواجها وحدهما هذه الشبكة التي سببت ألمًا كبيرًا للمدنيين”، في حين قالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة ليلي زروقي: “نحن نرى بوكو حرام تنتقل إلى الدول المجاورة وهذا يستدعي ردًا إقليميًا، إنه لأمر غاية في الأهمية أن يتخذ المجتمع الدولي ودول الجوار والحكومة النيجيرية إجراءات تضمن وقف كل هذا الأمر”.
ومن جهته أعرب الرئيس الغاني جون دراماني ماهاما، الذي يترأس حاليًا المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، عن أمله في التوصل إلى خطة تحرك محددة للانتهاء من مشكلة الإرهاب في القارة السمراء.
وحسب ما نشرته مواقع إخبارية ووكلات أنباء عربية فإن متابعي الشأن الأفريقي يعتقدون أن التصاعد السريع والمفاجئ لهجمات جماعة بوكو حرام سيعجّل بتشكيل التحالف الذي دعا له الرئيس التشادي وذلك لمنع الجماعة من السيطرة على مساحة جغرافية أوسع مما سيمكّنها من الحصول على موارد مادية وبشرية كبيرة.
وعلى غرار مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى يُفترض أن يتسبب هذا الصعود السريع لبوكو حرام في تشكّل تحالفات عسكرية إقليمية (وهو ما بدأ يحدث فعليًا) ستلجأ للقوى الدولية للحصول على الدعم العسكري واللوجستي حتى تتمكن من الصمود في معركتها التي لن تكون سهلة وسط مناخ الفوضى الذي تعيشه منطقة وسط أفريقيا الوسطى.
فبينما تعزز الصين تواجدها في القارة الأفريقية عبر الاستثمارات الاقتصادية الصخمة، تتسابق كل من فرنسا وأمريكا على تعزيز تواجدهما في أفريقيا تحت ذريعة محاربة الإرهاب، فاستغلت فرنسا الحرب الأهلية في أفريقيا الوسطى لتعزيز تواجدها العسكري هناك، كما استُغِل صعود المقاتلين الموالين لتنظيم القاعدة في مالي وفي الصحراء الأفريقية، لتأسيس قاعدتين للطائرات بدون طيار لأمريكا وفرنسا تحت ذريعة مراقبة ومكافحة الإرهاب في شمال أفريقيا، بالإضافة إلى آلاف الجنود الفرنسيين في أفريقيا الوسطى ومالي.