ترجمة من الألمانية وتحرير نون بوست
في ظل صراعات عسيرة في شرق أوكرانيا، انطلق وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي يوم الإثنين في نقاش “إستراتيجي” حول علاقتهم بروسيا، فقال وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتز: “إلى جانب رد الفعل تجاه روسيا علينا – كاتحاد أوروبي – أن نطور إستراتيجيات تهدف إلى إعادة استقرار علاقتنا بروسيا”.
وخلال أربع ساعات من النقاش الحيوي حول التوجهات حيال موسكو، قال وزير خارجية بولونيا غشاغورش شاتينا إن “دول شرق الاتحاد الأوروبي هي التي عبّرت عن رفضها للتخفيف من حدة الموقف الأوروبي”، مضيفًا: “أوروبا لن تغير سياستها تجاه روسيا، بالعكس تمامًا”، و كذلك أكد وزير خارجية ليتوانيا لينكافيتشوس: “روسيا تنقصها الإرادة السياسية؛ إذ لا وجود لأي تغيير هناك، وبالتالي لا يوجد سبب يجعلنا نغير سياستنا، روسيا عليها العمل على الاقتراب أكثر من الاتحاد الأوروبي، وليس العكس”.
ابتداءً من شهر مارس تنقضي فترة العقوبات
الممثلة السامية للمفوضية الأوروبية للشؤون الخارجية، فيديريكا موغيريني، نظمت جلسة للتشاور حول العلاقة بروسيا على مدى بعيد بصرف النظر عن مسألة العقوبات، وفي إطار التحضير للجلسة أعدت المفوضية الأوروبية في إحدى ورقات النقاش هيكلة واضحة للعقوبات المسلطة على روسيا والتي ستساعد على تخفيفها.
وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير (عن الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني) قال إن العقوبات تنتهي في ثلاث موجات انطلاقًا من مارس ويجب حينئذ أن يتم التمديد فيها، مضيفًا: “بأخذ الأحداث الحاصلة في شرق أوكرانيا بعين الاعتبار، فإنه لم يصرح أحد بالتفكير في التخفيف من العقوبات، كما أن الجميع متفق على أن اتفاق وقف إطلاق النار في مدينة مينسك لابد أن يسبق أي تخفيف للعقوبات”.
معارك حول مطار “دونيتسك”
قضى في القتال الشديد الدائر حول مطار مدينة “دونيتسك” شرق أوكرانيا ثلاثة جنود أوكرانيون، وأكد متحدث عسكري أن الانفصاليين يواصلون هجومهم على المطار، وفي نهاية الأسبوع بدأ الجيش الأوكراني هجومًا كبيرًا على هذا المطار واسترجع سيطرته عليه، في حين تراجعت المعارك بالقرب من المدينة الصناعية التي يسيطر عليها الانفصاليون.
وعبّر شتاينماير عن “خيبة أمله” من سير المحادثات التي تدور بين أطراف النزاع، ففي اللقاء الأخير في برلين والذي جمع وزراء خارجية فرنسا وروسيا وأوكرانيا وألمانيا، لم يُبد لا سيرغي لافروف ولا نظيره الأوكراني بافلو كليمكين أي استعداد لمحاولة الخروج من الأزمة الحالية، بل قضوا أربع ساعات من الجدال وإلقاء اللوم المتبادل، حسب ما راج في الدوائر الديبلوماسية.
الأمر الذي دفع الحكومة الألمانية إلى الإعلان عن أنها لن تدعو إلى لقاء آخر إلا إذا سبقه تعهد من الطرفين – موسكو وكييف – بعدم تكرار مثل تلك التصرفات.
عمل مشترك من أجل مكافحة الإرهاب
كردة فعل على الهجومات الإرهابية في باريس، قرر وزراء الخارجية مزيدًا من الدعم للعمل المشترك ضد تنظيم داعش، وذلك من خلال دعم تبادل المعلومات وإرسال أخصائيين أمنيين إلى الخارج ضمن بعثات للاتحاد الأوروبي، حسب ما أعلنته الممثلة السامية للمفوضية الأوروبية للشؤون الخارجية، فيديريكا موغيريني، التي ذكرت من بين دول هذا التعاون دول الخليج وتركيا ومصر والجزائر.
ومن جانبها، أعلنت الوزيرة الإيطالية فيديريكا موغيريني عن لقاء لخبراء في مجال تمويل الإرهاب في بروكسيل في الأيام القادمة، سيتم خلاله الحديث حول تمويل المجموعات الإرهابية مثل داعش التي لها مصادر تمويل دائمة متأتية مثلاً من تجارة النفط، حسب معطيات الاتحاد الأوروبي.
وقد حضر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العوضي، ضيفًا في لقاء وزراء الخارجية، مؤكدًا دعم منظمته الكامل للاتحاد الأوروبي في الحرب على الإرهاب.
وسوف تُناقش حصيلة اجتماع الوزراء في يوم 12 فبراير خلال قمة لرؤساء الدول ورؤساء الحكومات.
تبادل المعلومات حول المسافرين وتقييد حرية السفر
بالإضافة إلى الحديث عن مكافحة الإرهاب من جانب السياسة الخارجية، كان لقاء بروكسيل فرصة لحديث جانبي حول مواضيع داخلية، فقال وزير الخارجية البلجيكي ديدياي ريندارس إنه لابد من العمل على تبادل مزيد من المعلومات حول الجهاديين الأوروبيين، والتخلي عن معارضة تبادل المعلومات حول المسافرين داخل حدود أوروبا.
وقال وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتز: “عدد الذين خرجوا من أوروبا في مهمات قتالية في العراق وسوريا بلغ حوالي 5 آلاف شخص، وعندما يعود هؤلاء فإنهم سيمثلون خطرًا كبيرًا على الأمن في أوروبا”، واعتبر كورتز أن التقييد من حرية السفر حل فعّال في مكافحة الإرهاب: “حرمان هؤلاء الأشخاص الذين يتغزّلون بالمنظمات الإرهابية مثل داعش من جوازات سفرهم ووثائق أخرى؛ يمكن أن يمنعهم من السفر إلى العراق أو سوريا”.
وحذرت وزيرة الخارجية السويدية مارغيت فالستروم من إمكانية عدم الحصول على نتائج مجدية من هذه السياسات، مشيرة إلى ضرورة محاربة أسباب الإرهاب والتطرف: “هكذا يمكن الحديث عن مشاريع طويلة المدى وعن حلول سياسية، ولا اعتقد بوجود العديد من الحلول الجديدة أو السريعة”.
المصدر: زويدويتشة