أصبح الأمير مقرن بن عبد العزيز وليا للعهد يوم 23 يناير/ كانون الثاني 2015، بعد وفاة أخيه غير الشقيق الملك عبد الله بن عبد العزيز، وتولي الأمير سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم من بعده.
ولد الأمير مقرن بن عبد العزيز في سبتمبر عام 1945، وهو الابن الخامس والثلاثون من أبناء الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود.
وقد تلقى تعليمه الأولي في معهد العاصمة النموذجي في الرياض وتخرج فيه عام 1964 ثم أكمل دراسته في علوم الطيران في المملكة المتحدة وتخرج فيها عام 1968.
والتحق الأمير مقرن بالقوات الجوية الملكية السعودية طيارا حربيا وكان بذلك أول طيار من أبناء الملك عبد العزيز وظل يعمل في القوات الجوية الملكية السعودية حتى عام 1980 ثم عين في 18 مارس 1980 أميرا لمنطقة حائل وظل بهذا المنصب حتى 29 نوفمبر 1999 عندما عين أميرا لمنطقة المدينة المنورة.
وفي 22 أكتوبر 2005 عين مقرن رئيسا للاستخبارات العامة خلفا لأخيه الأمير نواف وظل يتولى المنصب حتى 19 يوليو 2012 عندما عين مستشارا للملك ومبعوثا خاصا له.
وكان شغله لمنصب رئيس المخابرات في الفترة بين عامي 2005 و2012 يعني الكثير، حيث امتلأت هذه الفترة بتحديات عندما أخمدت المملكة هجمات مسلحة للقاعدة وسعت إلى درء خطر عدم الاستقرار من العراق المجاور حيث كانت العديد من الكتائب الشعبية والإسلامية تحارب الاحتلال الأمريكي هناك.
وفي فبراير 2013 عين مقرن نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء. وصدر أمر ملكي بتاريخ 27 مارس 2014 يقضي باختياره وليا لولي العهد.
وكانت هيئة البيعة قد بايعت الأمير مقرن بأغلبية تجاوزت ثلاثة أرباع عددها، حيث جاء في الفقرة الثانية من نص الأمر الملكي : “يُبايع صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد ، ولياً للعهد في حال خلو ولاية العهد، ويبايع ملكاً للبلاد في حال خلو منصبي الملك وولي العهد في وقت واحد. ويقتصر منصب ولي ولي العهد في البيعة على الحالتين المنوه عنهما في هذا البند”، مؤكداً البيان على أن القرار “يكون نافذاً اعتباراً من صدور هذا الأمر، ولا يجوز بأي حال من الأحوال تعديله، أو تبديله، بأي صورة كانت من أي شخص كائناً من كان، أو تسبيب، أو تأويل”.
وبحسب مصادر عدة فإن الأمير مقرن يُعد متشدداً إزاء إيران وهو أمر ليس مفاجئا لأحد أفراد الأسرة السعودية الحاكمة التي ترى أنها منخرطة في صراع إقليمي مع طهران من أجل النفوذ في الشرق الأوسط.
أما عن حضور الأمير مقرن في وثائق ويكيليكس في عام 2008، فقد قالت برقية دبلوماسية للسفارة الأمريكية في الرياض أنه مؤيد لفرض عقوبات أشد بكثير على إيران. ونقل دبلوماسيون عنه في برقية أخرى في العام التالي قوله أن الهلال الشيعي “في طريقه إلى أن يصبح بدرا كاملا”.
وقالت برقية دبلوماسية أمريكية أخرى تعود لعام 2009 نشرها موقع ويكيليكس أن الأمير مقرن يحظى بثقة الملك عبد الله الذي كلفه بقيادة الجهود السعودية لحل الصراعات في أفغانستان وباكستان وأرسله لبناء علاقات مع سوريا.
وافترض المحللون لسنوات كثيرة أن الأمير مقرن مستبعد من سدة الحكم في المملكة لأن والدته يمنية وليس ابنا لأم تنتمي لإحدى العائلات القوية في منطقة نجد حيث تقع العاصمة الرياض، ثم أصبحت الكفة تميل إليه وإلى شقيقه الأصغر الأمير أحمد وزير الداخلية السابق، حتى رجحت إليه.
وتعزز هذا الانطباع – أي استبعاده- في صيف عام 2012 عندما عين ابن أخيه الأمير بندر بن سلطان رئيسا للمخابرات بدلا منه وهو أيضا ممن يتبنون موقفا متشددا وله علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة.
وأشارت برقية أمريكية في عام 2009 إلى أن الأمير مقرن منخرط بشدة على ما يبدو في التعاملات السعودية مع اليمن وأن “من المرجح لديه اعتبارات شخصية ومهنية لعمل ذلك” في إشارة لأصول والدته.
ونقلت رويترز عن دبلوماسيين أن الأمير مقرن دمث الأخلاق، وهو صديق مقرب لابن أخيه الأمير بندر بن سلطان رئيس المخابرات السابق الذي خدم معه في الجيش. كما نقلت عن بعض المقربين من الأسرة السعودية أن الأمير مقرن هو الذي أعاد الأمير بندر للمواقع العليا في الحكومة بعد أن اختفى لسنوات من الحياة العامة.
وحسب رويترز كذلك، يقول سعوديون أن الأمير مقرن موسيقي مدرب يعزف على العود ولديه اهتمام بالفلك. كما أنه يتحدث عدة لغات وذو عقلية منفتحة.
والامير مقرن له من الابناء الأميرة مضاوي والأمير فهد والأميرة مشاعل والأميرة عبطه والأمير عبد العزيز والأميرة نوف والأمير فيصل والأميرة لمياء والأمير تركي والأمير منصور والأمير بندر والأميرة جواهر والأميرة سارة والأميرة لينا والأميرة نورة والاميرة فهده بنت مقرن ال سعود.