بدأ الملك سلمان بن عبدالعزيز ولايته في حكم المملكة العربية السعودية بحزمة من القرارات الصارمة التي أثارت العديد من التساؤلات حول ما يحدث وراء الكواليس داخل دهاليز القصر الملكي وعما إذا كانت العائلة الملكية في توافق تام بعد موت الملك عبدالله بن عبدالعزيز أم لا.
كان القرار الأبرز الدي أصدره سلمان هو إعفاء خالد التويجري من منصبه في رئاسة الديوان الملكي وتعيين محمد بن سلمان وزيرًا للدفاع ورئيسًا للديوان الملكي خلفًا للتويجري الذي أُبعد تمامًا عن القصر الرئاسي في المملكة دون أي أسباب واضحة لتلك الخطوة التي اتخذها سلمان في أول ساعات من توليه مقاليد الحكم حتى قبل البدء في مراسم دفن وتشييع جثمان الملك عبدالله.
ويشكل هذا القرار إعلانًا بعودة قوية للجناح السديري، وهم أحلاف من الأخوة داخل العائلة المالكة يسطيرون هم أيضاً على مراكز للدولة مهمة، لتولي مقاليد الحكم وإحكام قبضتهم على زمام الأمور في المرحلة القادمة مما يجعل المملكة العربية السعودية في انتظار حزمة من القرارات الأخرى من قبل الملك الجديد لتكون الكعكة بأكملها في يد السديريين.
ومن المتوقع أن تلقى هذه الخطوة ترحيبا مؤقتا من ”السديريين“ الأقوياء، غير أنها تطرح تساؤلا: هل سيكتفي الملك سلمان بهذه الخطوات، أم أن مزيدا من التغييرات تتنظرها دوائر الحكم السعودية؟
وكان العاهل السعودي الراحل قد اتخذ عدة قرارات وصفت بأنها تمهيد لتوريث السلطة إلى نجله الأمير متعب بن عبد الله عبر بوابة ولي العهد الحالي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ولكن يبدو أن القدر لم يمهل الملك الراحل ورئيس ديوانه التويجري.
وكان التويجري حياته العملية في القطاع الحكومي قبل نحو خمسة وعشرين عامًا، حيث بدأ في الحرس الوطني باحثاً قانونياً وتدرج في الترقيات حتى وصل لمنصب مستشار قانوني. كما عمل في مكتب الحرس الوطني في الولايات المتحدة. وانتقل إلى ملاك ديوان ولي العهد في عام 1410هـ بمنصب نائب رئيس مركز الدراسات المتخصصة.
جاء بعدها التويجري ليكون مستشارًا وسكرتيرًا خاصًا للملك عبدالله عندما كان وليًا للعهد في ذلك الحين، وترقى إلى منصب نائب رئيس ديوان ولي العهد والسكرتير الخاص له، كما شغل التويجري منصب الأمين العام لهيئة البيعة، ثم عُيّن، قبل ست سنوات، مشرفًا على الحرس الملكي ورئيس اللجنة الدائمة به. وفي عام 2011 تم إصدار قرار بدمج رئاسة مجلس الوزراء مع الديوان الملكي، وتعيين خالد التويجري رئيسًا لها بمرتبة وزير، بالإضافة إلى تعيينه سكرتيرًا خاصًا لدى الملك عبدالله.
وفي تغريدة له عن وفاة الملك أشار الحساب الخاص بـ”مجتهد” أن الملك توفى في السادسة وأن التويجري اختفى ولا يعلم أحد مكانه لكن أغلب الأنباء تشير إلى أنه قد خرج من المملكة لكن بدون أي دليل قطعي على هذه الفرضية.
مما يثير التساؤلات أكثر هو رد مجتهد على تغريدة الأمير خالد بن طلال والذي كتبها الأمير كرسالة مفادها أن هناك من أخذوا الثقة والصلاحيات الكبيرة لكنهم بعدها يستغلونها من أجل مصالحهم وأهواؤهم الشخصية وأضاف “اتق شر من أحسنت إليه.
فكان رد مجتهد عليه غامضًا حيث قال أن الأمير مازال يلمح و “التويجري داعس على رقابكم” في رسالة صريحة منه للأمير.