ترجمة من الفرنسية وتحرير نون بوست
بعد وفاة الملك عبد الله، إلى أين تذهب المملكة العربية السعودية؟ سؤال طُرِح كثيرًا في عناوين الصحافة الأمريكية التي تساءلت: “كيف سيصبح التحالف بين واشنطن والرياض؟”، مشيرة إلى أن العلاقات بين الملك السعودي الجديد، سلمان بن عبد العزيز (79 عامًا) والولايات المتحدة تمر بلحظة حاسمة؛ مما جعل باراك أوباما يقصر زيارته للهند الأسبوع المقبل ليسافر إلى المملكة العربية السعودية.
المملكة لاتزال “أهم حليف عربي” للولايات المتحدة، رغم الخلافات في السنوات الأخيرة في العديد من المواضيع، مثل سوريا، حيث إن السعوديين يعتقدون أن باراك أوباما يجب أن يفعل المزيد للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وإيران التي يعتبر السعوديون التقارب بينها وبين اشنطن أمرًا مقلقًا، دون أن ننسى المعركة ضد تنظيم القاعدة وغيرها من المنظمات المتطرفة “الممولة جزئيًا من مصادر سعوديّة”.
يجب على واشنطن تشجيع الإصلاحات
أهم الملفات الشائكة في العلاقات بين البلدين هي مسألة الحريات في المملكة العربية السعودية، التي عادت للظهور مجددًا من خلال محنة المدون رائف بدوي الذي حُكِم عليه بالجلد علنًا ألف جلدة بتهمة “إهانة الإسلام”، حيث دعت أسبوعية “الإيكونوميست”، الولايات المتحدة إلى “مراجعة علاقتها الوثيقة مع المملكة العربية السعودية على ضوء وضع الحريات وحقوق الإنسان فيها بهدف دفعها نحو التخلّص من هذه الانتهاكات التي باتت جزءًا من الهويّة الدّولية للملكة، إذ اعتبرت المجلّة البريطانيّة أن مصلحة الولايات المتحدة تقتضي الحفاظ على علاقة وثيقة مع الرياض أكثر وضوحًا من أي وقت سابق خاصةً وأن الولايات المتحدة خفضت اعتمادها على النفط وقررت أن تُطوّر من إنتاجها من الغاز الصخري.
بأكثر دقة، تناولت الصحافة الأمريكية وركزت على التحديات التي تنتظر السلطات السعودية الجديدة، فسياسة الملك عبد الله كانت معتدلة نسبيًا و”حداثية” مع فشل في منع هبوط كبير للنفوذ السعودي وفي الاستجابة للتحديات التي يطرحها صعود جيل جديد من العرب الذين نشأوا مع شبكة الإنترنت، وتقول صحيفة “واشنطن بوست” في افتتاحيتها في 24 يناير الجاري “النظام الملكي السعودي ينبغي التعجيل في إصلاح ذاته إذا أراد البقاء على قيد الحياة في بداية هذا القرن الحادي والعشرين”، كما أن اليومية الأمريكيّة شددت على أن حكومة أوباما “قد فعلت الكثير لتعزيز الإصلاحات في المملكة العربية السعودية مشجعة القيادة المستقبلية في المملكة من أجل اعتماد الإصلاحات السياسية الجوهرية”.
مرشح واشنطن هو الخليفة
مع كلّ ما تعلّق من ضرورة فرض مُضي المملكة نحو الاصلاحات، رحّبت صحيفة واشنطن بوست بتعيين محمد بن نايف، 55 عامًا، لمنصب نائب الأمير الوريث أو ولي ولي العهد، وهو أول حفيد لمؤسس السعودية الذي وضع ترتيب الخلافة، ودرس بن نايف في الولايات المتحدة وهو “الزعيم السعودي الذي يحظى بثقة الولايات المتحدة”، حسب اليومية الصادرة في العاصمة الأمريكية.
ودور بن نايف يمكن أن يأتي أسرع مما كان متوقعًا بسبب الوضعية الصحية الهشة للملك الجديد والمحيطين المطالبين بالعرش، مثل الأمير الجديد، الأمير مقرن، البالغ من العمر 69 سنة وهو ابن من أم يمنية كانت إحدى زوجات مؤسس السلالة الحاكمة.
أما بالنسبة لبعض المراقبيين، يُعتَبر تعيين محمد بن نايف علامة على أن الولايات المتحدة دائمة التأثير والهيمنة في “الشؤون السعودية”، كما أنه ينظم مسألة الخلافة في إطار الجيل الجديد من العائلة المالكة.
المصدر: كوريير إنترناسيونال