في الذكرى الدولية العاشرة لليوم الدولي لمحرقة الهولوكوست، والذكرى السبعين لتحرير معسكر اوشفيتز-بيركيناو في بولندا، تختلف الآراء والنظرات حول ذلك الحادث الذي مازال محل نقاش المؤرخين والعاملين في مجال السياسة، حيث يحاول كل منهم إثبات صحة رأيه معتمدًا على أدلة من الأحداث التاريخية التي وقعت في القارة الأوروبية منتصف القرن الماضي والتي أودت بحياة الكثير من اليهود.
وكلمة “الهولوكوست” هي الكلمة التي أُطلقت على المحاولة التي قام بها النازيون لقتل جميع اليهود، والذي تمكّن خلالها أبناء الحزب النازي التابع لـ “أدولف هتلر” إبان الحرب العالمية الثانية، مستعينين بالعديد من العملاء من أبناء أمم مختلفة، من قتل حوالي ستة ملايين من اليهود في معظم أنحاء أوروبا، والمصطلح باللغة العبرية للهولوكوست هو “شوءآة” وهي كلمة أصبح استخدامها شائعًا أكثر فأكثر في لغات أخرى أيضًا.
ويعتبر المؤرخون موعد تولي النازيين زمام الحكم في ألمانيا في شهر يناير 1933 بداية لفترة الهولوكوست، وبدأت عملية القتل الجماعي المنظم لليهود بعد وقت قصير من الغزو الألماني للاتحاد السوفييتي في يونيو عام 1941.
كانت عمليات الهلوكوست قد بدأت بالقتل رميًا بالرصاص ثم انتقلت إلى القتل بواسطة الغاز السام، وعند انتهاء الحرب العالمية الثانية فقد أصبحت المنطقة الأوروبية التي سيطر عليها النازيون في أوروبا خالية بصورة شبه مطلقة من اليهود.
https://youtu.be/WrVjdFkLXCo
الجدير بالذكر أنه وفي عام 2000 بادرت الولايات المتحدة و30 دولة أخرى إلى تأسيس ما عرف بـ “حلف الاستذكار الدولي للمحرقة” في العاصمة السويدية ستوكهولم، والذي تعهد بإبقاء ذكرى المحرقة عن طريق الاعتراف بها كمجزرة إبادة جماعية وعلى دراستها وآثارها وتكريم ضحاياها.
إن عملية إبادة شعب أو (الجينوسايد) هي المصطلح القانوني الذي يصف عملية تدمير الأسس الحيوية لحياة مجموعات قومية، وقد يشتمل الأمر – ولكن ليس بالضرورة – على القضاء على حياة أبناء هذه المجموعة جسديًا، إن الهولوكوست هو الوصف القابل للجدل للحد الأكثر تطرفًا لعملية إبادة شعب.
ولم يكن القتل الجماعي لليهود ممكنًا بدون الدعم الفعّال وغير الفعّال للمجتمعات الكاملة في الأماكن التي كانت تقع ضمن سيطرة النازيين، ففي معظم أنحاء المناطق التي كان الألمان يسيطرون عليها كان الناس بوجه عام على علم بقتل اليهود، وكانوا يجنون أرباحًا ومكاسبًا من توزيع ممتلكات اليهود، بل العديد من الناس يؤيدون عملية القتل من صميم قلبهم.
لكن هذا لا ينفي وجود مجموعة أخرى والتي كانت أقل حماسًا تجاه عملية القتل، ولم تكن هناك بالفعل أي معارضة صريحة ومطلقة لعملية القتل، وكانت هناك فئة قليلة فقط من الأفراد الذين خاطروا بأنفسهم من أجل مساعدة جيرانهم اليهود.
وتدور أهم السجالات التاريخية الشهيرة في العالم حتى الآن حول أعداد القتلى جراء عمليات الهولوكوست والطرق التي تم قتلهم بها والتخلص من جثثهم.
فهناك الرأي السائد والأشهر والذي يقول إن حملات الهولوكوست كانت حملات منظمة على نطاق واسع استهدفت من تم اعتبارهم دون البشر في عموم أوروبا التي كانت تحت الهيمنة النازية حينها، وقد أُرسلوا إما إلى معسكرات العمل أو معسكرات الإبادة، وهناك تم التخلص مما يقرب من 5 – 7 ملايين يهودي منهم 3 ملايين في بولندا وحدها عن طريق وسائل عديدة منها الحرق في الأفران.
إلا أن هناك رأي آخر يرى أنه من المستحيل التخلص من هذا العدد وأن فكرة التخلص من هذا العدد لا يمكن تصديقها وأنها مجرد فكرة يتبناها اليهود وينشرونها في العالم من أجل استغلالها لتحقيق مصالحهم.
https://youtu.be/_b7vv91r-Ds
لكن الرأي الأكثر منطقية بين الرأيين أن عمليات الهولوكوست كانت من أكثر عمليات الإبادة تنظيمًا على مر التاريخ وأن هناك أعدادًا ضخمة جدًا لكنها لا تقترب من حاجز الستة ملايين يهودي وهو الادعاء الذي ينشره اليهود الآن في العالم من أجل الترويج لمعاناتهم وتبرير مايقومون به الآن في حق الشعوب الأخرى وخاصة الشعب الفلسطيني.
https://youtu.be/DK_xx9iAyVA