ترجمة من الفرنسية وتحرير نون بوست
أمس كان اليوم العالمي التاسع لحماية البيانات الشخصية الذي تم إنشاؤه تحت قيادة وإشراف المجلس الأوروبي في عام 2007، ويهدف هذا اليوم إلى زيادة الوعي بالقضايا المتعلقة بحماية المعلومات الشخصية.
سُلطت الأضواء على هذه المسألة منذ سنة 1978 مع اعتماد القانون الأوروبي الأول، القانون الشهير حول حماية البيانات”المعلوماتية والحريات”، ومنذ عام 1995، عمل الاتحاد الأوروبي في هذا المجال في إطار مشترك تمكن من خلاله من نقل القانون إلى جميع دول الاتحاد الأوروبي التي تسعى لوضع اللائحة الجديدة التي تعكس أحدث التطورات في هذا المجال.
ولكن عمليًا، يبدو أن بعض المواطنين يهتمون حقًا بالبيانات الخاصة بهم، فعلى الرغم من أن مخاطر الكشف واستغلال هذه المعلومات نفسها تتضاعف مع تطور الإنترنت التي تستهدف الأشخاص أو الإعلانات، يواجه هؤلاء التدابير الأمنية المتوخاة من قِبل الحكومات للحد من التهديد الإرهابي المحتمل الذي أصبح يهدد حياتنا اليومية.
وفي هذا السياق، استفادت السلطات الوطنية المسؤولة عن حماية البيانات، مثل CNIL في فرنسا (اختصار لـ: اللجنة الوطنية للمعلومات والحريات) من هذا اليوم لإبلاغ أكبر عدد من الناس حول المخاطر التي تواجهها بياناتهم الشخصية وتشجيعهم على مواصلة حمايتها، كما قاموا بالعمل نفسه خلال اليوم الدولي للسلام رغم ضرورة القيام به وتوعية الناس كل يوم لحماية البيانات الشخصية، فهذه المهمة ليست معقدة للغاية، وهذه لائحة من بعض الأشياء التي لا تقوم بها لحماية البيانات الخاصة بك:
1- تصفح الإنترنت في “وضع التصفح الخاص”
كل شيء تفعله على شبكة الإنترنت ليس سريًا فتاريخ التصفح الخاص أو الإبحار الخاص بك هو معروف ليس فقط عند مزود خدمة الإنترنت الخاص بك، ولكن أيضًا عند الناس الذين يشاركونك جهاز الكومبيوتر الخاص بك، ومع ذلك، في السنوات الأخيرة معظم متصفحي الإنترنت لديهم ميزة “التصفح الخاص”، والذي يسمح لك بالإبحار على الإنترنت دون تسجيل تاريخ إبحارك على جهاز الكومبيوتر الخاص بك.
2- العمل بتكتم
دعونا نكن واضحين، محاولة عدم ذكر الاسم وترك أثر على شبكة الإنترنت مجرد وهم، فالآثار تترك على شبكة الإنترنت على الرغم من استخدام “الأسماء المستعارة” التي لا تسمح لك بالهروب من الملاحقة القضائية إذا ارتكبت جرائم، فمن الممكن دائمًا تتبع ذلك.
دون أن نصل إلى ارتكاب جريمة على شبكة الإنترنت، يمكنك تجنب ترك عدد كبير جدًا من بياناتك الشخصية على المواقع المختلفة، فعلى سبيل المثال للحصول على معلومة لا تستخدم بريدك الإلكتروني المعتاد والرسمي الذي يحتوي على اسمك ولقبك، حيث يمكنك إنشاء اسم مستعار أو عدة أسماء مستعارة.
فعلى سبيل المثال، عند التسوق على شبكة الإنترنت، قد يكون من الأفضل والحكمة استخدام بريد إلكتروني لكل تاجر، والذي يسمح لك بتتبع الاستخدامات التي يتم إجراؤها من عنوانك؛ مما يسهل إظهار رسائل البريد الإلكتروني غير المرغوب فيها في العنوان الذي استخدمته للتسوق والذي يتركك تعرف أين الخطأ.
3- استخدام كلمة مرور مختلفة لكل موقع على الشبكة
مع تعدد الحسابات التي تم إنشاؤها لدى التجار في مختلف المواقع على شبكة الإنترنت، أصبحت إدارة كلمات المرور أمر صعب ومعقد، ومن الواضح أن استخدام رموز “1234” “0000”، أو “ازرتي” أمر سهل التخمين، فمن الممكن والمحبذ بالتأكيد جمع جميع كلمات المرور في برنامج مخصص لحفظ كلمات السر تحت إشراف شخص واحد أو استخدام نفس كلمة المرور بما فيه الكفاية من تعقيد (الجمع بين الحروف والأرقام والأحرف الخاصة) لكل موقع على شبكة الإنترنت، عند القيام بذلك، سوف تحد من خطر الوصول إلى البيانات الخاصة بك.
4- حذف الرسائل غير المرغوب فيها
“البريد الإلكتروني المزعج” أو ما يسمى”البريد الإلكتروني العشوائي”: فبعد استغلال البيانات الشخصية الخاصة بك وترك بريدك الإلكتروني في موقع على شبكة الإنترنت، ترسل لك عشرات الرسائل التي تقدم عروض تجارية والتي في بعض الأحيان تقدم في شكل سؤال، وفي الوقت الحاضر، ساعي تطبيق السماح تلقائيًا بتصفية هذه الرسائل وحذفها بنقرة واحدة دون فتحها حتى، وعلاوة على ذلك، نُفذت الرابطة “إشارة البريد المزعج” كأداة لمكافحة الاعتداء على أنظمة المراسلة والاتصال.
5- الحد من انتشار البيانات الشخصية على الشبكات الاجتماعية
جميع مواقع الشبكات الاجتماعية مجانية، فعدم وجود دخل أو اشتراك سهّل وجود إعلانات المبيعات واجتذاب المعلنين الذين تكون رسالتهم مستهدفة شريحة معينة تحت شعار الإعلانات المستهدفة.
فمن خلال الكشف عن المعلومات الشخصية الخاصة بك (العمر، الجنس، مكان الإقامة، والعمل) والأذواق الشخصية الخاصة بك، فإنك تساعد على صقل شخصيتك الإعلانية مما يستوجب الحد من الكشف عن البيانات الشخصية والاكتفاء ببيانات غير صحيحة وغير مفهومة مما يمكّنك من تجنب إيجادك من قِبل محركات البحث.
6- الحد من تبادل البيانات الخاصة بك
ساعة اليد والسوار المتصل وألة تتبع النوم والهاتف الذكي … أدوات تقوم بجمع البيانات الشخصية الشائعة وتستخدم لتبادل البيانات بسهولة.
هل تنام عشر ساعات وتريد جميع أصدقائك أن يعلموا؟ لا شيء أسهل من ذلك، ولكن هل هو مفيد حقًا؟ تمشي 10.000 خطوة في اليوم؟ تهانينا! ولكن لماذا لا تُبقي هذه المعلومات خاصة بك؟
لا يجب نشر المعلومات بكثافة وإلا لاحقتك جميع أنواع الإعلانات من الحبوب المنومة للأحذية مرورًا بضرورة العلاج الطبيعي.
7- ممارسة الحقوق المستمدة من قانون “المعلوماتية والحريات”
قانون “المعلوماتية والحريات” يوفر عدة حقوق سهلة التنفيد نظريًا مثل حق الوصول لتجهيز البيانات الشخصية (تشغيل موقع على شبكة الإنترنت) والحصول على نسخة من البيانات المتعلقة بك وحق طلب تصحيح البيانات غير الدقيقة أو القديمة، وكذلك الحق في رفض جمع و/ أو معالجة البيانات، وفي حال عدم تمكنك من الحصول على حقوقك هذه يمكنك أن تطلب تدخل CNIL التي تتمتع بسلطة الرقابة والعقاب.
8- الحق في النسيان
منذ حكم محكمة العدل للاتحاد الأوروبي في مايو 2014، أصبح من الممكن الآن أن تطلب من محرك البحث إزالة بعض نتائج البحث في مواقع الإنترنت التي تشير إليك وتسبب لك الضرر، وإزالة الرابط الذي يسبب لك المشكلة والتي تجعل القدرة على الوصول إليك أكثر صعوبة.
محرك البحث غير مطالب بإزالة كافة النتائج لأنه من الضروري أن تقدم أدلة ضرر (على سبيل المثال إذا كانت المادة تشهيرية)، كما أن الحق في النسيان مرفوضًا أحيانًا بسبب حرية الصحافة أو حرية التعبير.
حماية البيانات الشخصية لا ينبغي أن تكون هدفًا بسيطًا، ولكن حقيقة واقعية وجب تفعيلها بجميع الأدوات الممكنة، فكن حذرا على شبكة الإنترنت كما في الحياة الحقيقية، ولا تكن هدفًا للدعاية.
المصدر: هافنغتون بوست الفرنسية