“لأجل كل ما مررنا به، من أجل كل العمل الدؤوب والعزم الذي تطلّبته عودتنا، من أجل كل المهام التي تنتظرنا، اعلموا هذا: لقد مرّ ظل الأزمة، والبلاد بحالة قوية”، بهذه العبارة أكّد الرئيس الأمريكي الرابع والأربعين باراك أوباما، مساء الثلاثاء 20 يناير لشعبه أنّ الولايات المتحدة بحالة قوية.
خطاب حالة الاتحاد (5)
يشترط البند الثالث من المادة الثانية في الدستور الأمريكي على الرئيس أن يُطلع الكونغرس على ما يجري “من وقت لآخر”، وقد دأب الرؤساء الأمريكان منذ الرئيس وودرو ويلسون (باستثناء الرئيس هيربرت هوفر) على إلقاء خطاب “حالة الاتحاد” في جلسة مشتركة بين الإدارة والنوّاب والشيوخ في مجلس النواب الأمريكي، إلى جانب إرسال الخطابات المكتوبة من وقت لآخر، وكان الرؤساء قبل ويلسون يرسلون حالة الاتحاد في تقرير مكتوب.
وقد ألقى الرئيسان جورج واشنطن وجون آدمز خطاب حالة الاتحاد في الكونغرس، إلا أنّ توماس جيفرسون رأى أنّ إلقاءه خطابًا أمام نواب الشعب سيكون شبيهًا بممارسة الملكية البريطانية التي كانت تعطي توجيهات سياسية لكل برلمان جديد، بدلاً من أن تكون مجرّد “توصيات”، وفي دلالة على تأكيد جيفرسون على مبدأ الرقابة والتوازن والفصل بين السلطات الذي يتميز به النظام الأمريكي الرئاسي عن النظام البريطاني البرلماني، فقد أرسل خطاب حالة الاتحاد مكتوبًا إلى مجلس النواب، ورأى الرئيس وودرو ويلسون أنّ وجود وحضور القيادة الممثلة بالرئيس أمام الشعب والكونغرس ينطوي على قدر كبير من الأهمية، وكتطبيق عملي لهذه الفكرة فقد ألقى خطاب الاتحاد في الكونغرس.
رسائل أوباما المحلية في حالة الاتحاد 2015
أكّد الرئيس باراك أوباما في خطاب حالة الاتحاد السابع له أنّ الولايات المتحدة الأمريكية طوت صفحة سنوات الحرب والتعسّر الاقتصادي، مناديًا بفصل جديد في التاريخ الأمريكي يتميّز باقتصاد أكثر عدالةً تجاه الطبقة الوسطى، وقال: “نحن الآن في عامنا الخامس عشر من هذا القرن الجديد، خمسة عشر عامًا لامس فيها الرّعب شواطئنا، وشهدت ظهور جيل يقاتل في حروب مكلفة وطويلة الأمد، وعمّ فيها الركود بلادنا والعالم، لقد كانت، ولاتزال سنينًا صعبة للكثيرين، ولكن الليلة، نطوي هذه الصفحة”.
بشّر أوباما بـ “الاقتصاد النّامي، والعجز المتقلّص، والصناعة المتعافية، وإنتاج الطاقة المزدهر” الذي ساهم أيضًا في إعادة حضوره السياسي مع اقتراب نهاية فترة إقامته في البيت الأبيض، وقال: “لقد خرجنا من ركود من شأنه أن يكتب مستقبلنا أكثر من أي دولة أخرى على وجه الأرض، ونملك الآن أن نختار من نريد أن نكون خلال السنوات الخمس عشرة القادمة، والعقود القادمة”.
كما أعلن عن خطّة لجلب أكثر من 320 مليار دولار من خلال الضرائب والرسوم الجديدة على الأثرياء والبنوك الكبيرة من أجل استخدامها لتوفير رسموم مجانية للدراسة في الكليات ورعاية الأطفال وتوفير ائتمانات ضريبية إضافية لعائلات الطبقة العاملة.
وأشار أوباما إلى حالتين قتل فيهما ضباط شرطة بيض رجالاً من أصول أفريقية، داعيًا إلى “تفهّم مشاعر الأب الذي يخشى على ابنه من المضايقات أو زوجة الضابط التي لا يهدأ لها بال حتى عودة زوجها من المناوبة دون إصابات”.
الرسائل الدولية في حالة الاتحاد
أشار الرئيس أوباما بشكل مقتضب إلى التوتر الذي ساد العلاقة مع روسيا بقوله: “إنّ الولايات المتحدة تتمسك بمبدأ أن الدول الكُبرى لا يُمكِنها أن تفرض سلطتها على الصِّغار”، لم يتأخر الرد الروسي على أوباما، ففي اليوم التالي للخطاب صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنّ خطاب أوباما “يُظهِر أن الولايات المتحدة تنوي السيطرة على العالم”، وقال لافروف: “بما أن الأمريكان اختاروا السير باتجاه مواجهتنا، ولا يقيّمون خطواتهم بحذر أبدًا، فإن خطاب الرئيس أوباما أمس أظهر أن فلسفة مركزية الولايات المتحدة مبنية على أمر واحد: نحن رقم 1 وعلى الآخرين أن يعترفوا بذلك”. (9)
وفي خطوة متقدّمة تماشيًا مع النهج الذي اتّبعته الإدارة الأمريكية تجاه إيران، تعهّد أوباما باستخدام حقّه في نقض أي تحرك لفرض مزيد من العقوبات على إيران، محذّرًا من أن فرض مزيد من العقوبات على إيران من شأنه أن يخرّب المفاوضات التي تهدف للتوصل إلى صفقة معقّدة في الملف النووي، وقال: “أتعهّد بنقض أي مشروع قرار لفرض عقوبات جديدة تهدّد بعرقلة هذه العملية (المفاوضات)”، وأوضح أوباما أن “الشعب الأمريكي لا يريد الذهاب إلى الحرب إلا كملاذ أخير، وأنّه عازم على الوفاء بذلك”.
وجدد أوباما التأكيد على هدفه بإغلاق معتقل غوانتانامو، وقال: “لدينا التزام عميق بالعدالة، ولذا لا معنى لإنفاق 3 ملايين دولار على كل سجين من أجل الحفاظ على سجن يدينه العالم وتستخدمه الجماعات الإرهابية لتجنيد المزيد، مضيفًا: “لقد عملت بمسؤولية على خفض عدد سجناء المعتقل إلى النّصف وقد حان الوقت لإنهاء المهمّة”.
وأعرب أوباما عن فخره بأن الليلة التي ألقى فيها خطاب حالة الاتحاد هي موعد إنهاء المهمة القتالية الأمريكية في أفغانستان منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
وأكّد أوباما في خطابه أن الولايات المتحدة تدعم المعارضة السورية وتساعد كل من يقف ضد الأيديولوجية المفلسة للتطرف العنيف، واكتفى بدعوة الكونغرس إلى السماح باستخدام القوة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وقال: “تعمل القيادة الأمريكية – بما في ذلك قوتنا العسكرية – على وقف تقدّم تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق”، منوهًا إلى أن “هذه الجهود ستستغرق وقتًا، وتتطلب تركيزًا، لكننا سننجح”.
وقال أوباما إنّ الأمريكيين يرفضون الصور النمطية المسيئة للمسلمين، مؤكدًا أن غالبية المسلمين يشتركون مع الأمريكان في الالتزام بالسلام. (12)
وفي إطار الانفتاح الأمريكي على كوبا، جدّد أوباما الدعوة إلى إنهاء الحصار على كوبا المستمر منذ نصف قرن، وقال: “عندما تفعلون شيئًا لا يعمل منذ 50 سنة، فإنّ هذا يعني أن الوقت قد حان لمحاولة شيء جديد، مضيفًا أن “النقلة في سياستنا تجاه كوبا من شأنها أن تنهي أسطورة عدم الثقة في عالمنا”.
رد المعارضة على حالة الاتحاد
جرت العادة منذ عام 1966 على أن يعقب خطاب حالة الاتحاد رد متلفز من الحزب المعارِض على الخطاب، في عام 1970 رد الحزب الديمقراطي على خطاب الرئيس نيكسون في برنامج متلفز، وكذلك على خطابه المكتوب في عام 1973، كما رد الحزب الديمقراطي على خطابات الرئيس رونالد ريغان في عامي 1982 و1985، وفي عام 1997 قدم الحزب الجمهوري رده على خطاب الرئيس بيل كلينتون أمام 100 طالب من مدارس ثانوية، وفي عام 2004 قدم الحزب الديمقراطي رده لأول مرة باللغة الإسبانية، وفي عام 2011 قدمت النائبة ميشيل باكمان من مينيسوتا ردها عن حزب الشّاي، كأول رد من حركة سياسية.
وعلى الرغم من أن رد المعارضة السنوي كان يصدر بشكل رسمي عن الحزب، إلا أنه يصدر الآن عن عدد من النواب، ففي عام 2013 صدرت ثلاث ردود من الحزب الجمهوري على خطاب حالة الاتحاد، وفي هذه السنة صدر ردان رسميان عن الحزب الجمهوري.
قدمت عضو مجلس الشيوخ المنتخبة مؤخرًا من ولاية آيوا جوني إرنست الرد الرسمي للحزب الجمهوري باللغة الإنجليزية على خطاب حالة الاتحاد، وقدم النائب من فلوريدا كارلوس كوربيلو الرد باللغة الإسبانية، وعلى الرغم من أن رد كوربيلو كان ينبغي أن يكون مطابقًا لرد إرنست إلا أنه كان مختلفًا، فقد دعا كوربيلو الرئيس أوباما – خلافًا للخطاب باللغة الإنجليزية – إلى إجراء تعديلات على نظام الهجرة؛ مما دفع أعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الجمهوري إلى إزالة وصف خطاب كوربيلو بأنّه “مترجم عن خطاب السيناتور جوني إرنست” من بيان الحزب، ويعود الخلاف بين خطابي الرد إلى أن كوربيلو دعا عددًا من أعضاء الحزب الجمهوري إلى دعم منح المهاجرين الذين لا يحملون وثائق جنسية أمريكية، في حين تُعارض إرنست ذلك، وقد أفاد كوربيلو لاحقًا بأنه أراد أن يلفت النظر إلى قضايا تهمّه مثل التعليم والعلاقة مع كوبا إلى جانب الرؤية الاقتصادية للحزب الجمهوري.
ومن جهته، وصف المرشح الرئاسي السابق عن الحزب الجمهوري ميت رومني خطاب الاتحاد الأخير بأنه “فرصة ضائعة” و”مقترحات مخيبة للآمال” و”جسرٌ لا يصل إلى أي مكان”، واتهم أوباما بأنه أكثر اهتمامًا بالسياسة من العثور على حلول، وأنه كعادته يبدو في حملة انتخابية بدلاً من تحقيق نتائج، كما انتقد نواب جمهوريون الخطاب لدرجة وصلت إلى القول إن الأمة الأمريكية تقترب من نقطة اللاعودة وأن الديون ستدمر أمريكا. وقارن جمهورية من ولاية ويسكانسن مستقبل الولايات المتحدة إذا لم تبدأ في تخفيضات كبيرة في الإنفاق بما حدث في اليونان وما يعنيه ذلك من تحويل “شبكة الأمان الاجتماعي” إلى أرجوحة من الخطر.
كما انتقد الجمهوريون إعلان أوباما انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان بحجة أن ذلك سيؤدي إلى انهيار البلاد كما حصل في العراق، وقال رئيس مجلس النواب جون بينر إن أوباما أكثر اهتمامًا بالحفاظ على المواعيد السياسية التعسفية من هزيمة التهديد الإرهابي في أفغانستان.
وفيما يتعلق بالتفويض الذي دعا إليه أوباما لقتال تنظيم الدولة الإسلامية، قال السيناتور الجمهوري بوب كوركر من ولاية تينيسي إنه توقع أن يرسل البيت الأبيض مشروع لغة التفويض منذ أسابيع ولكن لم يتغير أي شيء، وقال السيناتور تيم كاين من فيرجينيا إن الخطاب لم يُشِر إلى نية جدية لإرسال مشروع القانون، واتهم جمهوريون الإدارة الأمريكية بأنها تتعمد تأجيل إرسال تشريعات تفويض الحرب، وقالوا إنّهم يشكّون بأنّ التفويض يمثّل أولوية في إستراتيجية الحرب ضد التنظيم لأن إدارة أوباما تعتقد أن الرئيس لا يحتاج إلى سلطة قانونية جديدة لدحر التنظيم وأن واجب أوباما بصفته القائد العام للقوات المسلحة هو بناء التحالف وتدمير تنظيم الدولة. (12)
ضيوف خطاب حالة الاتحاد (3)
دعا الرئيس الأمريكي الطالبة من جامعة نورثوود آنا زامورا، التي تنشط في مجال إصلاح قانون الهجرة، والتي وصلت إلى الولايات المتحدة وعمرها سنة واحدة، وساعدها استثناؤها من برنامج إبعاد المهاجرين غير الشرعيين من خلال برنامج تأجيل الإجراءات للأطفال المهاجرين، إلى إكمال تعليمها وحصولها على فرصة عمل.
كما قامت السيدة الأولى ميشيل أوباما بدعوة السجين السابق في كوبا آلان غروس، الذي شكّل إطلاق سراحه نقطة تحول في العلاقات الأمريكية الكوبية ستشمل مزيدًا من حركة المسافرين والتجارة والدبلوماسية بين البلدين.
ومن جهته، دعا رئيس مجلس النواب جون بينر رجل الأعمال من أوهايو فريتز بورك، المتخصص في قوالب البلاستيك ليقف معه في رفض مشروع قرار الرعاية الصحية، في حين دعا أوباما عددًا من المستفيدين من قرار الرعاية الصحية، مثل أستريد محمد من نورث كارولاينا، وفيكتور فيوغيت من ميزوري.
ودعت النائبة من نيويورك كريستين غيليبراند طالبة من جامعة كولومبيا الناشطة في مجال العدالة والناجية من محاولة تحرش في الحرم الجامعي، وأدى نشاطها إلى إلهام مجموعة من الطلاب في الولايات المتحدة، لتجذب أنظار النائبة غيليبراند التي ذكرت قصتها في حملتها لتسويق مشروع قرار المحاسبة والأمان في الحرم الجامعي.
ودعت النائبة ألما آدمز من نورث كارولاينا طالبًا من كلية تقنية من منطقتها للحديث عن مشروع قانون جديد لدعم التعليم، كما دعا النائب من أوهايو براد وينستراب طالبًا يختص في مجال الحكومة والسياسات العامة، وبلغ عدد المدعوين 26 ضيفًا.
الناجي من الحضور
تُعيّن الإدارة الأمريكية قبل كل اجتماع يحضره الرئيس وقادة البلاد عضوًا من الإدارة ليكون في مكان بعيد عن مكان الاجتماع، مثل اجتماع خطاب الاتّحاد وخطاب تنصيب الرئيس، وذلك لضمان استمرارية الحكومة، وقد تمّ اختيار وزير النقل أنتوني فوكس، كما طُلِب من بعض أعضاء الكونغرس عدم حضور الخطاب في حال اضطُرّوا لتولّي السلطة في حال حدوث أي طارئ (4).
أخطاء في حالة الاتحاد (10)
خطاب حالة الاتّحاد هو نتاج عمل دقيق من فريق من الخبراء، ولذلك يندر احتواؤه على أخطاء، لكنّ هذه الخطابات سياسية بامتياز، فهي تتضمّن حجة الرئيس التي تبرّر سياساته، لذلك فهي تفتقر للسياق أحيانًا، وقد تضمّن خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه الرئيس أوباما عددًا من الأخطاء:
- قال الرئيس أوباما في خطابه إنه قد تم إيجاد أكثر من 11 مليون فرصة عمل خلال السنوات الخمس الماضية، على الرغم من أنّه تم إيجاد أكثر من 11 مليون فرصة عمل في القطاع الخاص، إلا أن أكثر من 500 ألف فرصة عمل في القطاع العام قد فُقِدت، ممّا يقلّل فرص العمل التي تم إيجادها إلى 10.7 مليون فرصة عمل.
- أكّد أوباما أن العائلة الأمريكية ستوفّر 750 دولار بفضل انخفاض أسعار الغاز ومعايير الوقود الجديدة، اعتمد الرئيس الأمريكي في هذه العبارة على تقرير استشراف قصير الأمد لم يُحدّد معايير الوقود التي اعتمدتها الإدارة، إلا أن تقريرًا صدر في شهر ديسمبر الماضي عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية توقع أن توفر العائلة الأمريكية 550 دولار سنويًا، وذلك بناءًا على انخفاض سعر التجزئة للبنزين بشرط استعمال مزيد من السيارات والشاحنات الموفرة للوقود.
- ذكر أوباما أن الطلاب الأصغر سنًا (younger students) قد حققوا النتائج الأعلى في مستويات الرياضيات والقراءة، وأن نسبة التخرج من المدارس الثانوية هي الأعلى على الإطلاق في الولايات المتحدة، وأن الأمريكيين يتخرجون من الجامعة أكثر من أي وقت مضى، في حديثه عن الطلاب الأصغر سنًا اعتمد الرئيس على تقرير صادر عن البرنامج الوطني لتقييم التعليم في عام 2013 ذكر أن طلاب الصف الثامن حققوا النتائج الأعلى حتى تاريخه، وأن طلاب الصف الرابع حققوا النتائج الأعلى في القراءة عدا عام 2011.
تقوم دائرة إحصاءات في وزارة التعليم بجمع البيانات حول نسب التخرج من المدارس الثانوية، وقد أشارت الإحصاءات الأخيرة للدائرة بأن 81 بالمئة من الطلاب تخرجوا من المدارس الحكومية في العام الدراسي 2011-2012، وهي النسبة الأعلى منذ عام 1995، في حين أظهر مركز بيو للأبحاث أن معدلات التسرب من المدارس في الولايات المتحدة هي الأعلى على الإطلاق، ويشير محللون إلى أن معدلات التخرج هي إحدى مقاييس النجاح، فعلى الرغم من ارتفاع نسبة الخريجين إلا أن هناك تفاوتًا في معدلات النجاح بناءًا على الحالة الاجتماعية والاقتصادية والعِرق.
أما بالنسبة إلى معدلات التخرج من الكليات، فقد أشارت دراسات إلى زيادة في عدد الطلاب الذين يتخرجون من الجامعة في ست سنوات بدلاً من أربع سنوات، والتخرج في ست سنوات مكلف أكثر من التخرج في أربعة، ممّا يزيد من الديون المترتبة على الطلاب، علاوة على ذلك، لا تأخذ بيانات وزارة التعليم بعين الاعتبار فئة الطلاب المنتقلين من تخصصات أخرى.
- ذكر أوباما أن 43 مليون موظفًا يتمتعون بأجازة غير مرضيّة، اعتمد الرئيس في ذلك على دراسة مسحية قامت بها وزارة العمل في سبتمبر الماضي، أظهرت أن 39 بالمئة من أصل 109 ملايين موظف في القطاع الخاص كانوا يفتقرون إلى الأجازة المرضيّة؛ مما يعني أن العدد يزيد عن 66 مليون.
- أشار أوباما إلى انخفاض العجز بمقدار الثلثين، كانت نسبة العجز وقت تولي أوباما منصب الرئاسة عام 2009، 9.8 بالمئة، وقد انخفضت النسبة في عام 2014 إلى 2.8 بالمئة، ما يعني انخفاضًا بنسبة 71 بالمئة.
- قال أوباما إن الولايات المتحدة أعادت إلى العمل منذ عام 2010 ما يزيد عن عدد الذين أعادتهم أوروبا واليابان وكل الاقتصادات المتقدمة مجتمعة، مرة أخرى اعتمد الرئيس على إحصاءات من عام 2010 وعلى بيانات صندوق النقد الدولي الذي يُصنف بعض الكيانات مثل هونغ كونغ التي لا تعدّ دولة مستقلة ضمن الاقتصادات المتقدمة، إلا أنه لا يُصنف أسرع الاقتصادات نموًا وهو الصين في نفس المجموعة، ولكن وفقًا للبيانات المقدّمة بالتحديد أوباما على حق، فقد تمكّنت الولايات المتحدة من الربع الأول من عام 2010 وحتى الربع الثاني من عام 2014 من إيجاد 7.5 مليون فرصة عمل، مقارنة بـ 7.4 مليون فرصة عمل لدى الاقتصادات المتقدمة الأخرى.
- أشار أوباما إلى أن المصنّعين الأمريكيين أوجدوا 800 ألف فرصة عمل جديدة، على الرغم من أن المصنّعين الأمريكيين أوجدوا 786 ألف فرصة عمل من يناير 2010، إلا أن إحصاءات وزارة العمل أظهرت أن عدد فرص العمل لدى المصنّعين لازالت أقل بـ 300 ألف فرصة من الوقت الذي تولّى فيه أوباما الرئاسة، وأقل بمليون ونصف المليون عن لحظة بداية الركود في ديسمبر 2007.
- أكّد أوباما أن القيادة الأمريكية – بما في ذلك القوة العسكرية – تعمل في العراق وسوريا على وقف تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، يمكن للرئيس الأمريكي أن يقول ذلك عن العراق، لكن عندما يتعلق الأمر بسوريا فالأمر مختلف تمامًا، فقد وثّقت صحيفة وول ستريت جورنال (11) أنّ الضربات الجوية للتحالف بقيادة الولايات المتحدة في سوريا فشلت في منع توسع التنظيم في البلاد، ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي من وزارة الدفاع قوله: “تمكّن التنظيم بالفعل من التوسع في سوريا، إلا أن هذا ليس هدفنا الرئيسي”، مشيرًا إلى أنّ الضربات الأمريكية في سوريا لا تهدف إلى منع توسع داعش.
- أشار الرئيس الأمريكي إلى أن من غير المنطقي صرف 3 مليون دولار على السجين الواحد للإبقاء على سجن يستنكر العالم وجوده ويستخدمه الإرهابيون في التجنيد، أشارت وزارة الدفاع الأمريكية في التقرير المالي لها لعام 2014 إلى أن إجمالي تكلفة سجن غوانتانامو بلغت 397 مليون دولار، مع وجود 155 سجين في السنة المذكورة، فإن معدل التكلفة يبلغ 2.6 مليون دولار للسجين الواحد، وأضاف التقرير أن التكلفة الإجمالية للسجن خلال العقد الماضي بلغت 8.2 مليار دولار.
رفض بين المحافظين لحضور أوباما إلى الكونغرس
لم تُفلِح دعوات المحافظين لرئيس مجلس النواب الأمريكي جون بينر إلى عدم دعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإلقاء خطاب “حالة الاتحاد” في الاجتماع المشترك لمجلسي النواب والشيوخ، ففي التاسع عشر من ديسمبر 2014، أرسل بينر الدعوة الرسمية للرئيس الأمريكي.
ففي 25 نوفمبر الماضي صرح رئيس تحرير مجلة ناشونال ريفيو ذات التوجه المحافظ لصحيفة نيويورك تايمز قائلاً: لو كنت مكان جون بينر سأقول للرئيس الأمريكي: ارسل خطاب حالة الاتحاد مكتوبًا أنت غير مرحّب بك في غرفة الكونغرس”، وقبله بأسبوع اقترح موقع بريتبارت نفس الفعل على بينر: “إنّ النواب الذين انتُخبوا من قبل الشعب ليسوا مضطرين إلى التصفيق أو الاستماع لرجل انتهك اليمين الدستورية ويحكم كطاغية”.
رأى مراقبون أن هذه الدعوات لم تُعد كونها أكثر من تكتيك سياسي اتّبعه ناشطون وإعلاميون محافظون، أكّدت ذلك الكاتبة في موقع بلومبيرغ آريت جون (1) بقولها إن رئيس مجلس النواب لم يؤيّد هذا التوجه ولم يتحدث عنه، ورأى مدير الاتصالات في منظمة الاستشارات السياسية هيريتيج آكشن (ذات التوجه المحافظ أيضًا) دان هولر أنّ “لا أحد يعتقد أن حالة الاتحاد، من شأنه أن يغير الملعب السياسي”.
صمت الحضور على رفض أوباما الصورة النمطية للمسلمين (13)
يُعد خطاب “حالة الاتحاد” كما يصفه بعض الكتّاب “تدريبًا جيدًا” لامتلائه بالجلوس والوقوف والتصفيق، وفي خطاب حالة الاتحاد الأخير صفق الحضور على عبارات متتالية رددها الرئيس عن مواضيع مختلفة، إلا أنهم صمتوا فجأة حين جاء على ذكر المسلمين، في عبارة من الواضح أنها كانت مُركبة لتتلقى التصفيق، وكانت حالة الحضور كما يلي:
أوباما: “إننا كأمريكيين، نحترم كرامة الإنسان، حتى حين نكون تحت التهديد، ولهذا السبب منعنا التعذيب (تصفيق)، وعملنا من أجل ضمان ضبط استخدام التكنولوجيا الجديدة التي نملكها مثل الطائرات دون طيار (تصفيق)، لذلك تحدثنا ضد معاداة السامية التي انتشرت في أماكن حول العالم (تصفيق)، ولذلك نواصل رفض الصورة النمطية السلبية عن المسلمين، الذين نشترك مع غالبيتهم في التزامنا بالسلام (صمت مُطبِق)، لذلك ندافع عن حرية التعبير، وندعو للسجناء السياسيين، وندين اضطهاد النساء، أو الأقليات الدينية، أو المثليين (تصفيق)، ولا نفعل ذلك فقط لأننا على حق، ولكن لأن ذلك يبقينا أكثر أمانًا (تصفيق).
الحضور يتضامنون مع “شارلي إيبدو”
تضامن السياسيون الأمريكان خلال الخطاب مع صحفيي مجلة شارلي إيبدو الذين قتلوا، بحملهم أقلام رصاص خلال الخطاب، فقد وزعت النائبة غوين مور من ويسكونسين 400 قلم رصاص غير مبري على الحضور، وقال متحدث باسم النائبة قبل الخطاب إنها دعت كل أعضاء الحزب الجمهوري في الكونغرس إلى حمل الأقلام، مضيفًا أنّ “هذه الإشارة ليست بقصد إهانة المسلمين أو مهاجمة الإسلام”. (6)
أوباما يخرج عن النص
خرج الرئيس الأمريكي عن النص الأصلي للخطاب بعد تصفيق الجمهوريين من الحضور تعبيرًا عن بهجتهم بقوله: “لن أخوض مزيدًا من الحملات الانتخابية”، وقال: “أعلم ذلك (مدى سعادتكم)، لأنّني فزت في كلا الحملتين”. (7)
حالة الاتحاد على مواقع التواصل الاجتماعي (8)
زوّد فريق السياسة في موقع فيسبوك شبكة أم أس أن بي سي بإحصائيات عن تفاعل الأمريكيين مع خطاب حالة الاتحاد، ففي 20 يناير قام 5.7 مليون شخص بإجراء 13.8 مليون تفاعل (إعجاب، تعليق، مشاركة، منشور) متعلقة بالخطاب.
وكانت الفئات العمرية الأكثر تفاعلاً على شبكات التواصل الاجتماعي: النساء من سن 35 – 49، الرجال من سن 35 -49 ، الرجال من سن 18- 34، النساء من سن 18- 34، الرجال أكبر من 50 عامًا، وكانت الولايات الأكثر تفاعلاً: نورث كارولاينا، بنسلفانيا، تكساس، ويسكونسين، وساوث كارولاينا.
ولم تطغ قضايا السياسة الخارجية على نقاشات المتفاعلين مع الخطاب على شبكات التواصل الاجتماعي، فقد كانت المواضيع الأكثر تداولاً: الاقتصاد والأعمال، كليات المجتمع، الضرائب، الحد الأدنى للأجور، والطبقة الوسطى.
ووفقًا لفريق الانتخابات والحكومة في موقع تويتر، فقد تم تداول أكثر من 2.6 مليون تغريدة متعلقة بخطاب الاتحاد.
وكان البيت الأبيض قد غرد قبل الخطاب باستخدام وسم #YesWeCan، مما أثار أكثر من 6000 تغريدة استخدمت نفس الوسم، وفقًا لأداة الإحصاء توبسي، في حين أثار وسم #GOPresponse عن رد الحزب الجمهوري الذي قدمته عضو مجلس الشيوخ عن ولاية آيوا جوني إرنست 9700 تغريدة بنفس الوسم على تويتر.
وأثار وسم #SOTU (يعني حالة الاتحاد State of the Union) أكثر من 1.3 مليون تغريدة بنفس الوسم.
انخفاض عدد متابعي حالة الاتحاد في رئاسة أوباما
على الرغم من أن 52.4 مليون مشاهد تابعوا الخطاب الأول لأوباما إلا أن نسبة متابعة خطاب حالة الاتحاد انخفضت في فترة رئاسة باراك أوباما (2)، ووصل عدد متابعي الخطاب في عام 2012 إلى 33.3 مليون شخص ما يعادل 21.8 بالمئة من مجمل متابعي التلفاز، النسبة الأقل منذ خطاب الرئيس بيل كلينتون عام 2000 حيث تابع الخطاب 31.5 مليون شخص ما يعادل 22.4 بالمئة، في حين تابع الخطاب في عام 2013، 20.7 بالمئة، ووصل عدد متابعي الخطاب في عام 2015 إلى 31.7 مليون مشاهد ما يعادل 19.9 بالمئة من مجمل المشاهدين. (11)
وتم بث الخطاب على 13 قناة تلفزيونية، واشتركت في بثه قناة أي بي سي، الجزيرة أمريكا، أزتيكا، سي بي أس، سي أن أن، فوكس، فوكس بيزنس نتوورك، غالافيجن، أم أس أن بي سي، موندوفوكس، وإن بي سي.
مصطلحات جديدة في حالة الاتحاد
أصبح الرئيس أوباما أول رئيس أمريكي يستخدم مصطلحات: سحاقي lesbian، ثنائي الجنس bisexual، شاذ gay، ومتحوّل جنسيًا transgender في خطاب حالة الاتحاد، وذلك في سياق حديثه عن الحاجة إلى حماية حقوق الأقليات.
——————————————
(1) https://www.bloomberg.com/politics/articles/2014-11-26/conservatives-to-john-boehner-dont-let-obama-give-state-of-the-union-address
(2) https://www.washingtonpost.com/blogs/post-politics/wp/2014/01/29/obamas-state-of-the-union-attracts-33-3-million-viewers-fewest-since-2000/
(3) https://thinkprogress.org/politics/2015/01/20/3613047/sotu-guests/
(4) https://www.usatoday.com/story/theoval/2015/01/20/obama-designated-survivor-state-of-the-union-ernest-moniz-sally-jewell/22051655/
(5) https://www.presidency.ucsb.edu/sou.php
(6) https://www.dailymail.co.uk/news/article-2919442/Members-Congress-wave-yellow-pencils-air-State-Union-address-pay-tribute-Charlie-Hebdo-victims.html
(7) https://www.washingtonpost.com/blogs/post-politics/wp/2015/01/21/obama-draws-new-round-of-gop-animosity-with-i-won-both-of-them-line/
(8) https://www.msnbc.com/msnbc/the-state-the-union-social-media-i-won-both-them
(9) https://www.washingtonpost.com/blogs/worldviews/wp/2015/01/21/russias-response-to-sotu-u-s-intends-to-dominate-the-world/
(10) https://www.washingtonpost.com/blogs/fact-checker/wp/2015/01/20/fact-checking-the-2015-state-of-the-union-address/
(11) https://time.com/3677555/nielsen-obama-state-of-the-union-viewership/
(12) https://www.alquds.co.uk/?p=284838
(13) https://rhrealitycheck.org/article/2015/01/21/muslims-one-state-union-can-bring-cheer/