عادت المدارس في تركيا لتفتح أبوابها مستقبلةً طلابها للعام الدراسي الجديد في الوقت الذي ما زال يعاني فيه أكثر من مليون طفل سوريّ – أكثر من ربعهم في تركيا- عناء الشقاء واللجوء ما بين تطلعات مستقبل تتشابك خيوطه يوماً بعد آخر في تعقيدات سياسية واقليمية ومرارة واقع دفعت أكثرهم للعمل بعيداً عن التعليم طلباً للقمة العيش.
في مدرسة مخيم يلاداغي الواقع في ولاية هاتاي جنوب تركيا والتي يشرف عليها طاقم مؤلف من إداريين و40 مدرساً سورياً استقبلت هذا العام 171 طالباً جديداً موزعين على المراحل الثانوية والاعدادية والابتدائية ليبلغ عدد طلابها 1120 طالباً وطالبة يدرسون مواد الرياضيات والفنون والجغرافيا والتاريخ والرياضة والموسيقى بالإضافة إلى تلقي الأطفال دروساً في تعليم اللغة التركية، عبروا عن سعادتهم بقدوم العام الدراسي الجديد وجلوسهم على مقاعد الدراسة مرة أخرى.
وكانت الحكومة التركية قد افتتحت مدارس في كل من المخيمات التي أنشئت للاجئين السوريين على طول الحدود يديرها ويدرس فيها معلمون سوريون بمنهاج سوريّ معدّل منقح عن المنهاج القديم، فضلاً عن المدارس الكثيرة التي أنشأها السوريون بجهود فردية في كل من الأقاليم والمدن التي تجمّعوا فيها مثل اسطنبول، ازمير ، هاتاي ، مرسين ، غازي عنتاب وغيرها من المناطق التي يشرف ويدرس فيها معلمون سوريون اضطرتهم الظروف لمغادرة سوريا.
علي خضور الذي يدرس في الصف الرابع الابتدائي من مدرسة مخيم يلاداغي التي عادت وفتحت أبوابها مع الفصل الجديد قال : ” إني سأجتهد في دراستي وأصبح طبيباً في المستقبل”، أما خديجة فعبرت عن سعادتها بقدوم العام الدراسي قائلة :”كنت أتمنى أن تفتح المدارس بوقت أبكر من هذا، ومن أجل أن أصبح معلمة في المستقبل سأثابر في دراستي”.
المصادر: نون بوست – الأناضول