استُقبل الفيديو الشنيع الذي صدر عن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) والذي يُظهر تحريق الطيار الأردني معاذ الكساسبة بالكثير من الإدانات والتعبير عن الصدمة بشكل واسع النطاق.
ومع ذلك، عبر عدد من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، والذين يتفقون على إجرام داعش، عن عدم رضاهم عن الطريقة التي تم تجاهل بها العديد من الفظائع الأخيرة والمستمرة والتي ارتُكبت في الشرق الأوسط ولم تجتذب اهتماما مقاربا للاهتمام الذي حصلت عليه داعش.
كما لاحظ البعض أيضا الإدانات التي تلقاها قتل معاذ من قبل الحكومات التي ترتكب جرائم مماثلة، بما في ذلك حرق معارضيها أحياء. إذ كان من بين الذين أدانوا قتل معاذ، الديكتاتور المصري عبدالفتاح السيسي، ومؤسسة الأزهر والتي دعا عدد من رموزها في وقت سابق إلى قتل المتظاهرين والمنتمين إلى جماعة الإخوان.
وأشار البعض إلى أنه في أعقاب الإطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي، أول رئيس منتخب في تاريخ البلاد، من قبل الجيش في صيف 2013، قام الجيش بإحراق عدد من أنصار الإخوان أحياء أيضا.
Here's a video showing the bodies of three burned pro-Morsi protesters in #Egypt: https://t.co/CdlOoKUY2W
— Maher Arar (@ArarMaher) February 4, 2015
أحد المعلقين كتب: “السيسي يدين حرق الطيار الأردني ويصفه بأنه عمل جبان، لكن ماذا عن هذه المجازر؟ هل هذا عمل شجاع؟
آخرون علقوا أيضا على ما اعتبروه نفاق قيادة الأزهر التي عينتها الحكومة العسكرية، حيث أدانت داعش ولم تدن السيسي بشأن حرق المعارضين.
شيخ الأزهر، أحمد الطيب قال في بيان له أن “الإسلام حرم قتل النفس البشرية البرئية، حيث قال تعالى: “وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ”، والنبى- صلى الله عليه وسلم- لعن هؤلاء حيث قال: (الإنسان بنيان الربِّ ملعون من هدمه)، وحرَّم كذلك التمثيل بالنفس البشرية بالحرق أو بأى شكل من أشكال التعدى عليها حتى فى الحرب مع العدو المعتدى، وليس أدل على ذلك من وصية النبى صلى الله عليه وسلم لأمير الجيش: “اغْزُوا وَلا تَغْدُرُوا وَلا تَغْلُوا وَلا تُمَثِّلُوا وَلا تَقْتُلُوا..” فهذا عمل خبيث تبرأت منه كل الأديان”.
لكن ما لفت انتباه المعلقين كان رد فعل الأزهر على الحادثة والذي دعا فيه إلى إيقاع العقوبة التى أوردها القرآن الكريم لهؤلاء البغاة المفسدين فى الأرض الذين يحاربون الله ورسوله، أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، ويهيب بالمجتمع الدولى التصدى لهذا التنظيم الإرهابى الذى يرتكب هذه الأعمال الوحشية البربرية التى لا ترضى الله ولا رسوله.
كما أشار العديد من المعلقين إلى سوريا، حيث أوردت تقارير موثقة أن القوات الموالية لبشارالأسدقامت بحرق المعارضين أحياء منذ أن بدأت الاحتجاجات في سوريا في مارس 2011 وتحولت لاحقا إلى حرب أهلية دامية في أعقاب الحملة الوحشية التي شنتها الحكومة على المعارضين السلميين.
Burning people alive isn't some new level of barbarity. It's what the Assad regime has been doing for years. https://t.co/jlSEhE6Bkt
— Tom Gara (@tomgara) February 3, 2015
#ISIS burned #Jordanianpilot alive. #RIP #Kasasbeh #Assad burned this #Syria|n child alive. No video, no outrage. https://t.co/X3IR7HbDFI
— Antonie Rosa (@antonierosa) February 4, 2015
A gentle reminder that Assad too burns people alive. One of my cousins was burnt to death in Homs, 2011. There was no body to cry over.
— Razan Saffour (@RazanSpeaks) February 3, 2015
كما شارك عدد من النشطاء فيديوهات لمقاطع فيديو تقارن بين الأفعال اللا إنسانية التي ارتكبها مؤيدو الأسد وتلك التي ارتكبتها داعش.
آخرون تذكروا حروب الولايات المتحدة في المنطقة أو خارجها، والتي قصفت فيها المدنيين وكثير منهم احترقوا حتى الموت، لا سيما في العراق.
حصل العراق على بعض الاهتمام بعد أن شارك مغردون صورا لفظائع ارتكبتها ميليشيات شيعية مدعومة من إيران، التي أصبحت بحكم الواقع حليفة للولايات المتحدة التي تقود التحالف ضد داعش في سوريا.
ازدواجية المعايير ظهرت أيضا فيما يتعلق بحصيلة الشهداء من المدنيين في غزة خلال حرب الصيف الماضي على القطاع، والذي تلقى إدانات دولية أقل كثيرا مما تلقته داعش.
أحد الصحفيين الفلسطينيين كتب على صفحته على فيسبوك يتساءل عن رد الفعل العالم على صور حرق آلاف الفلسطينيين في غزة بفعل صواريخ الاحتلال الإسرائيلي، والذي لا يستطيع قادة العالم ادعاء الجهل بخصوصها.
أحد المعلقين، الإعلامي والسياسي عزام التميمي، جمع في تغريدة بالانجليزية عددا من الحوادث مشبها جرائم داعش ببقية جرائم الديكتاتوريين العرب أو غيرهم، مثل حرق السيسي لمعارضيه أحياء، وحتى الأسد والطائرات الأمريكية بدون طيار.