انقلاب حوثي في اليمن يضع نهاية للحوار

710337-01-08_836249_large

قامت جماعة أنصار الله الحوثية بتنفيذ انقلاب في اليمن. فقد عقد المجلس السياسي لجماعة الحوثي مساء اليوم الجمعة مؤتمرا في القصر الجمهوري بالعاصمة صنعاء، أصدر فيه “إعلانا دستوريا” في ديباجة و16 مادة قضى بحل البرلمان وتشكيل مجلس وطني انتقالي ومجلس رئاسي من خمسة أعضاء، في حين اجتمعت بمدينة عدن قيادات من محافظات عدن ولحج وأبين لتحديد موقف من “الإعلان الدستوري”.

وجاء في الإعلان الذي تمت تلاوته خلال المؤتمر “قررنا إخراج الوطن من الوضع الراهن”، و”أخذنا على عاتقنا مواجهة جميع القوى التكفيرية”.

ويقوم أعضاء المجلس الرئاسي بترشيح شخصية وطنية لتشكيل حكومة. وحدد الإعلان الدستوري المرحلة الانتقالية في اليمن بعامين يجرى بعدها التصويت على مسودة الدستور بعد تعديلها ويتم إجراء انتخابات.

وعن الحكومة الانتقالية، أشار الإعلان الدستوري إلى أن مجلس الرئاسة يُكلف بتشكيل حكومة كفاءات انتقالية، وخلال مدة أقاصاها عامان من الفترة الانتقالية، تعاد صياغة مسودة الدستور ويجري الاستفتاء عليها وتسن القوانين اللازمة، ثم تجرى انتخابات برلمانية ورئاسية على أن تتولى اللجنة الثورية العليا برئاسة محمد علي الحوثي الاشراف وتمثل المرجعية للمرحلة وادارة الدولة وقراراتها.

ونص الإعلان على أن السياسة الخارجية اليمنية ترتكز على أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية، بينما الحقوق والحريات مكفولة وتحميها الدولة. ويستمر العمل بأحكام الدستور ما لم تتعارض مع الإعلان الدستوري.

وحضر المؤتمر وزيرا الداخلية والدفاع ورئيس الأمن السياسي، كما تحدث القيادي الجنوبي حسن زيد بن يحيى قائلا إن الجنوب يرفض أي تدخل عربي أو أجنبي في البلاد ويصر على الوحدة.

إلا أن محافظ عدن عبد العزيز بن حبتور قال لقناة سكاي نيوز عربية إن الإعلان عن حل البرلمان وتشكيل مجلس رئاسي، هو “الانقلاب”، مضيفا أنه سيصدر بيانا خلال الساعات المقبلة لتوضيح طريقة التعامل معه.

من جانبه، قال رئيس كتلة الجنوب بالبرلمان اليمني، فؤاد واكد إن الإعلان يمثل انقلابا مكتمل الأركان، مشككا في قدرة الحوثيين على إدارة البلاد وسط رفض واسع من العديد من المحافظات وعلى رأسها المحافظات الجنوبية.

وقبل ساعات من إذاعة الإعلان الدستوري قطعت القناة الفضائية اليمنية برامجها، وخصصت البث للأناشيد الوطنية قبل أن تنقل وقائع الإعلان الدستوري الذي تلاه ممثل للجان الثورية في حضور قادة سياسيين ووجهاء وأكاديميين وممثلين عن منظمات المجتمع المدني ، وسط اجراءات أمن مشددة فرضتها اللجان الشعبية المسلحة والتي انتشرت بكثافة في محيط القصر الرئاسي وأقفلت أكثر الشوارع المؤدية اليه.

وردا على البيان أعلنت قبائل مأرب رفضها إعلان الحوثيين وأكدت تمسكها بمخرجات مؤتمر الحوار،  كما حذرت من أن الإعلان الدستوري للحوثيين قد يقود لحرب أهلية، وطالبت مجلس التعاون الخليجي بعدم التخلي عن اليمن.

وتزامنت فعالية الاعلان الدستوري مع مغادرة المبعوث الأممي جمال عمر صنعاء والذي توجه أمس إلى المملكة العربية السعودية للقاء أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، معلنا بذلك أنهيار جهود الحل السياسي.

ودعا ناشطون يمنيون لتظاهرات في مختلف مدن اليمن رفضاً للإعلان الدستوري للحوثيين. كما اتهم ناشطون يمنيون الأحزاب السياسية والمبعوث الأممي جمال بن عمر بالتواطؤ مع الانقلاب الحوثي.

التظاهرات انطلقت بالفعل في عدد من المناطق اليمنية،  خرجت مظاهرات حاشدة في مدينتي عدن وصنعاء لرفض ما وصف بالانقلاب الحوثي، وطالب المتظاهرون السلطات المحلية في المحافظات برفض التعامل مع “سلطات الانقلاب” في صنعاء، إلا أن التعامل الحوثي كان عنيفا منذ اللحظة الأولى.



وفي إطار ردود الأفعال قالت الخارجية الأميركية إن الرئيس اليمني المنتخب عبد ربه منصور هادي وحده من يملك سلطة إصدار إعلان دستوري، مؤكدة رفضها حل الحوثيين للبرلمان اليمني.

وتأتي تطورات اليوم بعد فشل الأطراف السياسية أمس خلال المباحثات التي دعا إليها المبعوث الأممي جمال بن عمر في التوصل إلى اتفاق بخصوص إنشاء مجلس رئاسي لإدارة المرحلة الانتقالية، رغم حضور كافة القوى السياسية بما فيها تلك التي انسحبت سابقا، وهي أحزاب “الناصري” و”الاشتراكي” و”البعث”.

واعتبرت مصادر سياسية يمنية أن إقدام الحوثيين على تلك الخطوة يعتبر انتحاراً سياسياً، كونه عملاً منفرداً يقصي كل الأطراف ولن يحظى بقبول إقليمي ودولي، وتأتي تلك الخطوة من الحوثيين عقب فشل القوى السياسية في التوصل إلى اتفاق في المفاوضات التي يرعاها المبعوث الأممي جمال بن عمر.

وكانت وكالة الانباء اليمنية (سبأ)  التي تسيطر عليها جماعه الحوثي قد نشرت أن اللجنة الثورية سوف تعلن الساعة الرابعة من بعد عصر اليوم الجمعة عن الاعلان الدستوري لإنهاء حالة الفراغ الدستوري القائم.

وأضافت ان اللجنة الثورية دعت جماهير الشعب اليمني إلى الاحتفال مساء اليوم بانتصار “ثورة الـ21 من سبتمبر”.

المتابعون على صفحات التواصل حذروا من انفجار الأوضاع في اليمن.

كما كتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي أن البديل الوحيد الذي يجب التعامل معه هم التجمع اليمني للإصلاح، وتابع ساخرا ممن يرفضون التعامل معهم بسبب كونهم مقربين من الإخوان المسلمين الذين تخوض الحكومات الخليجية حربا ضروسا معهم.

ورغم الفراغ السياسي الناتج عن استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، لا تملك جماعة الحوثيين أي صفة قانونية أو دستورية لإصدار أي إعلان يتخذ الصفة الدستورية، لكنها تسيطر بالقوة على العاصمة اليمنية وكافة المرافق الأمنية والعسكرية.