نشرت قناة مكملين الفضائية تسريبات جديدة من مكتب السيسي تم إذاعتها على أربعة أجزاء:
●الجزء الأول منه، كان عبارة عن تسجيل لحوار دار في جلسة تضم “عبد الفتاح السيسي” “حينما كان وزيرا للدفاع” و”محمود حجازي” “صهره ورئيس أركان الجيش الحالي” و”عباس كامل” مدير مكتب السيسي وذراعه الأيمن.
تحدث فيها “عباس كامل”، عن ضرورة أن تتعامل مصر مع دول الخليج بوصفها تمتلك جيشا من المرتزقة، يعملون بالأجر، ولابد من مطالبة دول الخليج بدفع مبالغ مالية نظير مشاركة مصر في حرب الخليج عام 1990، وتحرير الكويت من الغزو العراقي.
وبأسلوب لا يختلف كثيرا عن أسلوب سائقي التوكتوك، قال “كامل”: “بغض النظر عن القومية والعربية وغيره ..كان لازم من البداية في كل المواقف الرئيسية هات خد، انا جايلك سنة 90 عشان اعملك البتاع وكلام من ده، هات علطول مفيهاش فصال”.
والعجيب أن من يطالب دول الخليج بمعونات لتسيير أمور دولته، بحجة الفقر والحاجة، يصف كفلائه والمنفقين عليه بأنهم أنصاف دول، وهو ما يعني إحتقار قادة الانقلاب العسكري في مصر لدول الخليج كافة. والذي يدفع عنا الدهشة والعجب، هو أن نرى احتقار قادة الانقلاب لشعوبهم ذاتها، ففي نفس التسريب، يصف عباس كامل الشعب المصري بأنه “شعب جعان ومتنيل بنيلة”، ثم يكمل بأسلوب مقزز أشبه بأسلوب النسوة في الحارات الشعبية، متحدثا عن قادة الخليج : “وانتوا اللي عايشين حياتكوا بالطول والعرض
وفلوسكوا متلتلة قد كده”، ثم يذكر “كامل” محدثه “السيسي” بحرب اليمن، ويقارن بينها وبين حرب الخليج، على اعتبار ان كليهما مساعدات من مصر لدول الخليج متناسيا أن حرب اليمن كانت إحدى شطحات الراحل “جمال عبد الناصر” والتي دفع ثمنها كلا الشعبين، ولم تستفد اليمن منها شيئا.
●وفي جزء آخر من التسريبات:
يكمل “عباس” حواره مع “السيسي” قائلا: “القيادات بتاعتهم ميزانيتهم أكبر من ميزانية البلد وكل أمير معاه مئات المليارات”، ثم يكيل السباب لأمير قطر، ويصفه بلفظ نابي لا يمكن أن يتلفظه إنسان محترم ناهيك عن كونه عسكري وصل لدرجة لواء، بل ويعمل مديرا لمكتب وزير الدفاع في دولة بحجم مصر،
قائلا: “حتى بتاع قطر ابن الـ**** البنك بتاعه ده اللي هو قطر الوطني، البت بتتكلم من أسبوع كده ولا من عشر أيام، ان الاحتياطي 900 مليار”.
وبالتأكيد يقصد بقوله “البت” هي مذيعة نشرة الأخبار، فمن تسريبات سابقة نعلم جيدا أن الإعلاميين جميعا في نظر قادة الانقلاب هم صبية يعملون بأمرهم.
● ثم في جزء ثالث، يطلب السيسي من عباس كامل مخاطبة “خالد التويجري” (رئيس الديوان الملكي السعودي السابق) وهو بمثابة رئيس الوزراء في المملكة العربية السعودية، ليطلب منه معونات من السعودية والإمارات والكويت، بمقدار عشرة مليارات جنيه من كل دولة، يتم وضعهم في حساب الجيش،
●وهنا يتضح لنا بجلاء أن الأمر تعدى كون الجيش المصري دولة داخل الدولة، بل إن قادة الجيش يعملون وفق قاعدة أن الجيش هو من يملك مصر ولا تملكه مصر، وهذا هو سبب إصرارهم على الاحتفاظ بالحكم، حتى ولو أفنوا الشعب بأكمله.
ثم يكمل السيسي بذات اللغة المتدنية قائلا: “ده بالإضافة لقرشين يتحطوا في البنك المركزي ويكمل حساب السنة بتاعة 2014”
والمقصود بالقرشين هم بضعة ملايين يلقون بها إلى الشعب لإقفال ميزانية عام 2014، وتبقى المليارات الثلاثين في حساب الجيش، تعمل وتجني أرباحا وما يزيد عن حاجتهم سوف يلقون به إلى “الشعب الجعان والمتنيل بنيلة” “من وجهة نظرهم”.
وهنا نجد إجابة السؤال المحير في عقول المصريين: أين ذهبت مليارات الخليج؟!!
ويرد السيسي على دهشة كامل وسخريته من حجم المليارات التي طلبها قائلا :”بتضحك ليه، الفلوس عندهم زي الرز يا عم” وهي لغة اشبه بلغة النصابين واللصوص في محاولتهم الإستيلاء على اموال ضحاياهم.
●ثم يأتي التسريب الأخطر، والأكثر خيانة، والأشد حقارة :
وهو محادثة تليفونية بين “عباس كامل” و”فهد العسكر” مساعد رئيس الديوان الملكي، يبلغه فيها بأن المجلس العسكري بدأ اجتماعه حالا وسينتهي الاجتماع باختيار السيسي مرشحا لرئاسة الجمهورية،
يبلغ المجلس العسكري ممثلا في مدير مكتب وزير الدفاع، كفيله الخليجي بنتيجة اجتماع لم ينته بعد، اجتماع معروف مسبقا ما سيخرج به المجتمعون، وهو ترشيح السيسي للرئاسة.
علمت الإدارة السعودية وقتها، بصفتها راعية الانقلاب، بخبر ترشح السيسي قبل أن يعلمه الشعب المصري. وهو ما يعد إمعانا في احتقار قادة العسكر لشعب مصر، والذي وصفوه من قبل “في تسجيل سابق” بأنهم قد ألبسوه العمة، واليوم هو “شعب جعان ومتنيل بنيلة”.
قادة الانقلاب لا يسرقون فقط مقدرات البلاد، ويغتصبون الحكم فيها، ويقتلون من يعارضهم، ويسجنون من يخالفهم، بل يحتقرون الشعب بأكمله، مؤيد ومعارض، وهو ما أثبتته كافة تسجيلات مكتب السيسي الحالية والسابقة، وتسجيل اليوم لا يؤكد فقط احتقارهم وازدرائهم للشعب المصري، بل كذلك احتقارهم لكفلائهم وأولياء نعمتهم من قادة الخليج.
يبقى هذا التسجيل هو الأشد خطورة والأقوى أثرا بين كافة التسريبات السابقة.
وبالتأكيد لن يمر مرور الكرام، فهناك أطراف قوية تمثلا دولا بأكملها وشعوبا في الخليج العربي، مستهم تلك التسريبات بسوء.
فهل ستشهد الأيام المقبلة إعادة نظر من حكام الخليج في مساعداتهم لقادة الإنقلاب؟!!
إن غدا لناظره قريب.