ناشدت حركة “تجديد” العراقية في بيان لها أمس الأربعاء “من في قلبه ذرة من إخلاص” من جميع ألوان وأطياف القوى السياسية العراقية أن يقاطع وثيقة الشرف التي دعا نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي القوى السياسية العراقية لتوقيعها اليوم الخميس لتكون نقطة نهاية للأزمة السياسية المستمرة في العراق منذ سنوات.
وتدعو الوثيقة التي أعلنها الخزاعي إلى “العمل على صيانة الوحدة الوطنية لأبناء الشعب العراقي، وحماية النسيج الوطني، وعدم السماح بالتفرقة الدينية أو القومية أو المذهبية، واعتماد مبدأ الحوار سبيلاً وحيدًا لمعالجة المشكلات، والعقد التي تعتري مسيرة العملية السياسية في البلد”، الأمر الذي شككت فيه حركة “تجديد”، التي يرأسها طارق الهاشمي، مذكرة بأن “الحديث عن إطلاق مبادرة وثيقة سلم أهلي أو ميثاق شرف لن تضيف كثيرا لمبادرات مثيلة بل حتى اكثر اهمية منها اعتمدت في السابق لعل أبرزها بيان القاهرة عام 2005 وإعلان مكة عام 2008”.
وفي الوقت الذي قال فيه الخزاعي أن “جميع الكتل السياسية اتفقت على نقاط مبادرة السلم الاجتماعي، وتمت مناقشة جميع نقاطها، وحصل التوافق عليها من جميع الكتل السياسية”، أعلنت القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء السابق أنها غير معنية بالمبادرة وأنها لن توقع على وثيقة الشرف التي دعا لها الخزاعي، كما أعلنت كتلة الأحرار البرلمانية أنها لا تريد مبادرات “حبر على ورق” وأن موافقتها على وثيقة الشرف تتطلب أولا خضوع كتلة رئيس الوزراء والقوى السياسية لإرادة الشعب.
ويذكر أن رئيس القائمة العراقية إياد علاوي شغل منصب رئيس الوزراء لفترة قصيرة سنة 2004 قبل أن يدخل في صراع مع جيش المهدي الشيعي أدى إلى تعرضه إلى محاولات اغتيال انتهت بتسليم رئاسة الوزراء لرئيس الوزراء الحالي نوري المالكي، في حين شغل طارق الهاشمي رئيس حركة “تجديد” منصب نائب رئيس الجمهورية سنة 2006 ووجهت له حكومة المالكي اتهامات بالتخطيط لعمليات إرهابية حكم عليه إثرها بالإعدام، ويقول الهاشمي الآن من منفاه الاختياري في تركيا أن التهم التي وجهت له كانت ملفقة وجاءت بعد رفضه للنهج الطائفي الذي سلكته حكومة المالكي.