كشف موقع يديعوت أحرونوت، على الشبكة، بمناسبة “عيد العرش اليهودي” أن هناك في الواقع، وبموازاة حرب السيبير، جيش إسرائيلي من المعقبين على مواقع الانترنيت في مختلف أنحاء العالم، وفي مختلف اللغات، وظيفتهم الأساسية التعقيب على التقارير الصحافية والأخبار المنشورة والتي تضر “بإسرائيل”.
وقال الموقع إن هذا الجيش مكون بالأساس من إسرائيليين يعيشون في شتى أنحاء العالم، يتابعون كل كبيرة وصغيرة تنشر عن” إسرائيل” ويقومون بالرد عليها، والتعقيب سعيا للدفاع عن “إسرائيل” وتخفيف حدة العداء “لإسرائيل”. وبحسب الموقع فقد تم أيضا تجنيد مواطن سعودي لهذا الغرض يرد من السعودية ، ويستغل بشكل أساسي “الوضع المريح” للعرب في “إسرائيل” للتدليل على “ديمقراطية إسرائيل”.
وقال الموقع إن حرب “التعقيبات” هي الآن الميدان الأساسية للحرب الإعلامية الدائرة بين إسرائيل والفلسطينيين . ويشكل ميدان التعقيبات على الشبكة العنكوبية وشبكات التواصل الاجتماعي، الميدان الوحيد الذي ندور فيه مواجهة مباشرة بين معارضي “إسرائيل” من جهة، وبين مؤيديها من جهة أخرى. وأن هذه الحرب سريعة للغاية فلكل رد أو تعقيب، رد عليه، وكل تعقيب يبقى (على قيد الحياة) لعدة ثوان حتى يظهر الرد عليه. وقال أستاذ الإعلام تسفي رايخ من جامعة بار إيلان للموقع إن دراسة أجرتها الجامعة، ومعاهد أخرى في مختلف أنحاء العالم أظهرت أن في الوقت الذي يتكبد نحو 7% من المتصفحين لمواقع الانترنت مشقة كتابة تعقيب فإن 40% من المتصفحين يقرؤون التعقيبات ويتابعونها، مما يعطي هذه التعقيبات أهمية كبيرة وانتشارا واسعا له تأثير كبير للغاية. وأن بمقدور مجموعة صغيرة من المعقبين الماهرين والمهنيين أن يسيطروا عمليا على التقرير، أو الخبر وبالتالي التأثير على موقف القراء والمعقبين، تبعا لحجم وعدد التعقيبات على الخبر المنشور.
وبحسب د. رايخ فإن محرري كبار الصحف والمواقع الصحافية العالمية مقل الواشنطن بوسط والغارديان، وغيرها قالوا في الدراسة التي أجراها ، إن أي خبر ينشر عن “إسرائيل” أو الصراع العربي الإسرائيلي يحظى دائما بنسبة قراءة عالية وباهتمام كبير. وبالتالي فإن هذا يعكس أهمية التعقيبات والردود وحجم الردود المؤيدة أو المعارضة “لإسرائيل” في بلورة الوعي العام والرأي العام الدولي.
ويلفت الموقع إلى أن المحاولة الإسرائيلية لتجنيد جيش من المعقبين تمت خلال عدوان الرصاص المصبوب، وجاء من مركز هرتسليا المتعدد المجالات، وهي كلية جامعية حظيت منذ العام ألفين بشعبية كبيرة في صفوف صناع الرأي في إسرائيل، وتعقد سنويا مؤتمرا تحت اسم “مؤتمر المناعة القومية” يلقي فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية خطابا سياسيا جامعا.
وتمكن المركز يومها من تجنيد 1600 شخص عملوا على مدار 24 ساعة وتمكنوا وفق تقديرات المركز من الوصول إلى نحو 20 مليون قارئ. ولم يقتصر اهتمام المعقبين أو أمنظمين على اللغات الرئيسية كالإنجليزية والفرنسية بل تعدى ذلك على تجنيد معقبين كتبوا بالتركية والروسية والكورية وحتى اللغات قليلة الانتشار في الدول السلافية.
مع ذلك يعترف “جيش المعقبين” أن “إسرائيل” هي الخاسرة في هذه الحرب بسبب قلة عدد المؤيدين لها والعاملين في هذه الحلبة، مقابل ملايين المعقبين العرب والمؤيدين للفلسطينيين. وهذا يقود إلى موقف الخارجية الإسرائيلية، التي تعتقد، بحسب التقرير أن حرب معقبين مؤسساتية ورسمية غير واقعية، وأن استاتيجية الضغط الميداني وليس الديغيتالي هي الطريق الصحيح للنهوض بالدعاية الإسرائيلية التي من شأنها أن تحرك عجلة التعقيبات لصالح “إسرائيل”. وفي هذا السياق يعترف يورام موراد، مدير قسم الدبلوماسية الرقمية في وزارة الخارجية الإسرائيلية، أنه ليس بمقدور الحكومة الإسرائيلية أن تجند 4 ملايين موظف وبالتالي فإن عبء هذه الحرب متعلقة أيضا بالإسرائيليين أنفسهم أكثر مما هي متعلقة بالحكومة الإسرائيلية، وأن دور الخارجية الإسرائيلية هو الاهتمام بتجنيد كل إسرائيلي أو مناصر لإسرائيل للانخراط بهذه الحرب لكنه لا يعرف العنوان الصحيح لذلك.
المصدر: قدس الإخبارية