تقدمت قوة كبيرة معززة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة من عناصر الدولة الاسلامية في العراق والشام ( داعش ) باتجاه مدينة عزاز الحدودية في محاولة للسيطرة عليها مما أدّى لاشباكات مع عناصر لواء عاصفة الشمال التابع للجيش السوري الحر موقعة 5 قتلى على الأقل في صفوفه وجرحى مقاتلين ومدنيين، وكانت بعض عناصر داعش اعتلت مآذن المساجد وأطلقت النار من فوقها، ومن بين قتلتهم داعش مدير المكتب الاعلامي في لواء عاصفة الشمال الناشط والاعلامي عمر دياب حاجولة والملقب حازم العزيزي.
وكان مجموعة من النشطاء قد رفعوا عريضة الى لواء التوحيد والذي يعدّ أكبر تشكيل عسكري في محافظة حلب يطالبه بالإلتزام بمعاهداته والقسم الذي أقسمه بحماية الشعب للتوجه فورا إلى مدينة إعزاز لحماية المدينة وتحربرها من كتائب الدولة الاسلامية في العراق والشام والتي تقوم بقتل المدنيين وتقتحم منازل المدنيين، رافقتها مظاهرة مدنية قرب معبر باب السلامة الحدودي تندد بداعش ومحاولتها السيطرة على اعزاز وقتل المدنيين.
السلطات التركية ردّت بشكل مباشر باغلاق المعبر من طرفها حيث قال مسؤول تركي لوكالة رويترز : ” أغلق معبر اونكوبينار الحدودي لأسباب أمنية لاستمرار الغموض بشأن ما يحدث على الجانب السوري وتوقفت كل المساعدات الانسانية التي تمر من المعبر في الأحوال العادية”، في الوقت ذاته تحركت قوة أخرى كبيرة من لواء التوحيد باتجاه مدينة عزاز ومعبر باب السلامة الحدوديّ في محاولة لاحتواء الموقف دون أي نتائج.
سياسة داعش التي بدأت مؤخراً بتعزيز وجودها في المناطق المحررة بدلاً من الجبهات دون الكشف عن أسباب أو أهداف تحركاتها تمثّلت أخيراً في الهجوم والسيطرة على مدينة اعزاز والتي تعد معقلاً للواء عاصفة الشمال منذ بدء العمل المسلحة في الثورة السورية، و تعدّ عزاز مدينة حدودية استراتيجية متاخمة لمعبر باب السلامة والذي يعتبر بوابة حلب المؤدية الى مدينة كلس ومنها الى غازي عنتاب التركية، ومن الجدير ذكره بأن محاولة داعش السيطرة على عزاز والمعبر جاءت بعد اعلان انتخاب أحمد طعمة رئيساً للحكومة المؤقتة واتخاذه من الداخل السوري مقرّاً لعمل الحكومة.
وكان أحمد طعمة قال بعد انتخابه أن الحكومة المؤقتة التي سيشكلها لن تكون حكومة محاصصة سياسية، بل حكومة خدمية للنهوض بمعايش الناس وعودتهم لحياتهم الطبيعية، وأنها ستتخذ من الداخل مقراً لها و ستسعى لإقرار الأمن والاستقرار في سوريا وصيانة الممتلكات العامة والخاصة مع تأكيده على أن معظم الكتائب والألوية في الداخل السوري لديها الاستعداد لمساعدة الحكومة المؤقتة.
وليست هذه المحاولة لقوات الدولة الاسلامية في العراق والشام للاشتباك مع قوات الجيش الحر، فقد فجرت مقراً للواء أحفاد الرسول التابع للجيش الحر في الرقة، واستهدفت مقراً آخر لحركة أحرار الشام الاسلامية بريف ادلب وقتلت المسؤول الاغاثي في الحركة ذاتها أبو عبيدة مؤخراً أثناء مرافقته لقافلة اغاثية، واعتقلت أكثر من 40 اعلامياً في مدينة حلب الاسبوع الماضي في أشرس حملة أمنية، فضلاً عن أعداد المعتقلين في سجونها والتي تقدّر بأكثر من 400 ناشط مدنيّ أو عسكريّ معظمهم من المحسوبين على الثورة.
مسلسل الاشتباكات بين الجيش الحر وداعش كان حتمية يراها أي متابع للثورة السورية ولكن يبدو أن حلقات هذا المسلسل قد بدأت باكراً بعض الشيء في ظل استمرارية قوة النظام الذي يُعتبر المتسفيد الأول من هذه الاشتباكات، فضلاً على أن الجيش الحر كان يقاتل قوات الجيش السوري معززة بالشبيحة والميليشيات العراقية والايرانية وقوات حزب الله فانه بات عليه الآن قتال الدولة الاسلامية في العراق والشام في قدر لا مفر منه للسيطرة على الأراضي المحررة.