كساسبة جديد في دوما كل يوم

maxresdefault

وصفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان المجزرة التي ارتكبتها قوات نظام الأسد في مدينة دوما بالغوطة الشرقية لريف دمشق بأنها لم يُشهد لها مثيلًا في مشهد يعيد للأذهان الحرب العالمية الثانية وقصف قرى المدنيين.

83% هي نسبة الضحايا المدنيين بينهم 32% من الأطفال والنساء بحسب تقديرات الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وأتت نفس التقديرات تتحدث بأن الخسائر بين المقاتلين لم تصل إلى 17%؛ مما يوضح عشوائية القصف الأسدي واستهدافه عمدًا للمدنيين دون مراعاة أي أعراف أو قوانين دولية.

يوم من دوما

تحدث نشطاء في المشفى الميداني الموجود في المدينة عن يوم من أيام القصف، فأثناء توالي الغارات الجوية أتت حالات حرجة تعدت الألف شخص مصابين جراء انفجارات البراميل التي ألقتها طائرات الأسد عشوائيًا، كذلك لم يتوقف لحظة القصف العشوائي بقذائف الهاون.

كما قامت قوات الأسد بست غارات بالصواريخ الفراغية المحرمة دوليًا، حيث استهدفت قوات النظام المدينة في ذلك اليوم بأكثر من خمسين صاروخًا وهو عدد كاف لإبادة السكان في حرب يصفها سكان المدينة (البقية الباقية من الناجين من الصواريخ المحملة بالغازات السامة والبراميل المتفجرة) بأنها حرب إبادة ضدهم.

هذه ليست عين العرب ليهب العالم لنجدتها، هكذا يتحدث الأهالي موجهين ندائهم للعالم الذي هب للدفاع عن عين العرب كوباني وتجاهل آلاف القتلى من المدنيين في دوما، مؤكدين أنهم لا يطلبون تدخلاً عسكريًا من الغرب وإنما المطلب الوحيد لهم هو إيقاف القصف العشوائي على المدنيين في كافة أنحاء سوريا.

كذلك أكد البعض أن لديهم كل يوم معاذ كساسبة جديد على يد قوات النظام ولم يجدوا ذرة تعاطف معهم، ولم يخرج أحد لينوح عليهم ولا يوجد لهم تحالفًا من ستين دولة لإنقاذهم من البراميل المتفجرة.

أتت الصور المبدأية عن المجزرة تحمل مآسي للأطفال والنساء المشوهات جراء القصف وأعداد القتلى أوقفت الجميع في ذهول من حد الإجرام الذي وصل إليه الأسد ونظامه في محاربة شعبه، لكن النشطاء يؤكدون أن إجرام الأسد ليس بجديد وليس عليه اللوم بل اللوم على العرب أنفسهم أولًا لأننا من صمتنا على هذا الإجرام منذ بدأ بل وتعاطفنا مع ضحايا غيرنا وتركنا آلاف الأطفال السوريين يموتون تحت القصف وكأن القلوب والأنظار والآذان ألفت مثل هذه الأحداث.

مواقع التواصل الاجتماعي هي أحد منافذ المقاومة السورية لفضح جرائم نظام الأسد على مدار أكثر من ثلاث سنوات، لذلك أطلق ناشطو الغوطة الشرقية هاشتاج يحمل اسم #دوما_تباد أو  Douma_Exterminated#  مدشنين حملة لإيصال صوت أهالي دوما الذين صمت عنهم الإعلام العالمي لأنهم ليسوا شارلي إيبدو ولا معاذ الكساسبة، هذا الهاشتاج تصدر لفترة قائمة الأكثر تدوالاً عربيًا لكنه ذهب مع كل شيء يذهب في عالمنا العربي.

هكذا كانت التدوينات وملحق بها الصور على هذا الهاشتاج، للتأكيد على أن الكل شاهد على المجزرة ماعدا نحن والعالم.

هذا العالم الذي لا يرى بإعلامه سوى ما يريد ولم يستطيع المجتمع الدولي بدوله وشعوبه أن يقف أمام بشار الأسد منذ ثلاث سنوات، فعن أي عدل تتحدثون، هذا مما تحدث عنه المدونون بالحديث عن الازدواجية التي تودي بالأرواح.

وهو الأمر الذي دعى الشيخ يوسف القرضاوي الفقيه الإسلامي ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لكتابة عدة تدوينات على تويتر تحمل هذا الهاشتاج، متحدثًا عن الإبادة التي تتعرض لها دوما على يد بشار الأسد، وعن استنكاره لصمت العرب والمجتمع الدولي عن جرائم بشار الأسد.

المشاهد هذه التي نجح الناشطون في نقلها للعالم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي لا عن طريق فضائيات المصالح التي تخضع للمصالح العالمية والتي تقدم القرابين عن طريق دماء المستضعفين، هكذا تحدث هذا المدون عن مجزرة دوما.

ولم تخل التدوينات على الهاشتاج من وصم المجتمع الدولي بالنفاق بعد الصراخ والعويل على ضحايا شارلي إيبدو وحرق الطيار الأردني الذي قدم ليقصف مدنيي سوريا في مقابل صمت مزري على ضحايا بلغوا أضعاف أضعاف هذه الأعداد لكنهم من أطفال سوريا.

هذه الجرائم لا تصلح إلا أن توصف بأنها “هولوكوست” لأهل سوريا يصنعه بشار الأسد من أجل الحفاظ على كرسي الحكم، هذه الحقيقة جعلت النشطاء على المواقع يطلقون هاشتاج آخر باللغة الإنجليزية تحت اسم  #AssadHolocaust  هولوكوست الأسد، مشيرين إلى أنه الوصف الأدق لأنهم ملّوا من وصف هذه المحارق بالجرائم وحسب.

اتهم النشطاء صراحة الولايات المتحدة بالشراكة في هذه الدماء التي تسيل على الأراضي السورية بالسكوت تارة وبمنع الضحايا من الدفاع عن أنفسهم تارة أخرى، كما أكدوا أنهم لجأوا إلى وصف الهولوكوست لعل العالم يتذكر الكلمة التي طالما انتفض لها من أجل “اليهود”.

في حين أكد النشطاء أن العار سيلاحق هذا العالم على صمته عن هؤلاء الضحايا والجرائم التي تصنع يوميًا بحقهم.